إعلاميون: هناك تراجعا في جودة المواد الإعلامية للمواقع الالكترونية
نشر بتاريخ: 25/04/2009 ( آخر تحديث: 25/04/2009 الساعة: 22:27 )
سلفيت-معا- قال باحثون وإعلاميون فلسطينيون أن هناك تراجعا في قوة وجودة المواد الإعلامية المنشورة على المواقع الالكترونية الإخبارية الفلسطينية، لعوامل عدة ومتشابكة منها اعتمادها على ما يضخ عبر البريد والمجموعات الالكترونية، دون تمحيصها سواء فيما تحتويه من معلومات أو طريقة عرضها وتناولها.
وقفة تقييميه للصحافة الالكترونية
وقال الإعلامي أمين أبو وردة الباحث في الإعلام الالكتروني أن هناك استخدام سلبي للتدفق الكبير للرسائل الالكترونية التي تصل المؤسسات الإعلامية، بما فيها المواقع الالكترونية والصحف المطبوعة، والتي تتضمن أخبارا ومقالات وتحقيقات وبيانات ونشرها بشكل سريع دون تمحيص أو تدقيق.
وأشار إلى أن بعض الأخبار مصدرها ما زال مجهولا إلى جانب مقالات بأسماء وهمية وبيانات مدسوسة يتم تلقيها على مدار الساعة عبر البريد الالكتروني، فيما تسارع العديد من المواقع الالكترونية على نشرها وإبرازها، مما يجعلها تقع في فخ المواد الإعلامية المفبركة والتي تجعلها تتعرض للنقد والتقييم السلبي من رجالات الإعلام.
وأوضح أبو وردة أن خطورة تبعات ذلك ينطلق من كون الإعلام الالكتروني أضحى فلسطينيا وعالميا، يحتل المرتبة الثانية بعد الفضائيات في الحصول على المعلومة الإخبارية وفقا لدراسات علمية أجريت بهذا الخصوص، وهناك توقعات بان يحتل المرتبة الأولى في المستقبل القريب بعد امتلاكه مميزات كافة أشكال وسائل الإعلام الأخرى.
ووفقا للباحث أبو وردة فان رصد للمواقع الإخبارية الالكترونية يظهر اعتمادها بشكل كبير على ما يصل من مواد عبر البريد الالكتروني من اخبار وتقارير وبيانات ونشرها دون تحرير او مراجعة، مما يظهر تشابه تلك المواقع إلى حد كبير وغياب التميز والإبداع، كما أن هناك غياب بشكل كلي للتحقيقات والتقارير المعمقة والريبورتاجات.
ودعا إلى وقفة تقييمية للقائمين على المواقع الالكترونية والعمل على تقديم الجديد للمتابع واقتناص فرصة توجه الموطن نحو تلك المواقع لمواكبة الأحداث وتداعياتها من اجل ضمان رصانة وقوة ما تقدمه من مادة إعلامية، والاستحواذ على الشريحة الأكبر من المجتمع.
مدير موقع الكتروني يتحدث
من جانبه اعتبر رومل السويطي، مدير ورئيس التحرير لموقع إخباريات الالكتروني المستقل أن هناك مسؤولية جمة على القائمين على المواقع الالكترونية في التعاطي مع أي مادة إعلامية لا ترتقي إلى مستوى الأصول المهنية المتعارف عليها في الساحة الإعلامية، وبالذات القائمة على أسس الموضوعية والدقة.
واضاف بان مئات الرسائل البريدية تصله يوميا لا يتعامل سوى مع ثلثها ويهمل الباقي بسبب المصدر المجهول أولا، والقدح والذم التي تتضمنه دون أي أسس علمية ومنهجية، إلى جانب عدم الكتابة بأسلوب إعلامي يناسب مستوى زوار الموقع.
ودعا مدير ورئيس التحرير لموقع إخباريات المواقع الإخبارية الفلسطينية إلى إبرام ميثاق إعلامي يستند على احترام قيم وتقاليد المجتمع المحلي، ويبتعد عن كل ما يساهم في تمزيق النسيج الوطني والمجتمعي، ويعزز قيم القبول بالرأي والرأي الآخر ويلزم العاملين في الصحافة الالكترونية بالتقيد بالمعايير والأصول المهنية في تعاطيها مع الأحداث.
ويعترف كل من أبو وردة والسويطي بضعف جودة المواضيع في المواقع الالكترونية مقارنة مع وسائل الإعلام الأخرى، مما يضعف هذا الشكل الذي أضحى حاليا يشكل المرتبة الثانية في الحصول على المعلومة الإخبارية، منوهين إلى أن هناك ندرة للقصص والتحقيقات الصحفية في تلك المواقع واتسام معظمها على الاقتباس والنقل عن وسائل إعلامية أخرى.
كاتب وباحث الكتروني يوضح
وقال الكاتب الصحفي خالد معالي، وهو أيضا باحث في الصحافة الالكترونية أن المواد أحيانا تفتقد للحيوية الصحفية وتحوز على درجة من الصدقية والعلمية بشكل متدني ومؤسف إن لم يكن مفبرك من أصله، ويكاد يمر القارئ مرور الكرام على الكثير من الأخبار والمواد الإعلامية، لأنها أصبحت مكررة أو ليست ذات محتوى وقيمة إعلامية تثير الاهتمام.
وأكد أن كل هذا وأكثر منه يدفع القارئ إلى البحث عن مصادر للخبر وللمواد الإعلامية في الفضائيات أو وسائل إعلام أخرى، وهو ما يدفع بحق الإعلام الالكتروني إلى عمل ورش وندوات وبحوث حول هذا الأمر وسرعة تدارك الأمر، لئلا تفتقد قيمتها وحيويتها بهدف معرفة الوسائل المتاحة لتجاوز العقبات بشكل خلاق ومتطور.
واكد معالي أن الصحافة الالكترونية الفلسطينية تحديدا ومع تفوقها في مجالات عدة منها رفع درجة الوعي السياسي، وتقوية أسس التنمية والتنشئة السياسية الفلسطينية إلا أنها تعاني من حالة الانقسام المؤسف والذي يدمي القلب والضغوط المتزايدة في هذه المرحلة وهو ما انعكس على بريقها الأخاذ وجاذبيتها ومنافستها للوسائل الإعلامية الأخرى ، وهو ما يضيف بالتالي عبئا إضافيا عليها ويقلل من جودتها حيث الرقيب الذاتي يكاد يفتق بروح الصحفي ويزهقها وان لم يسارع المعنيين بالصحافة وبالصحافة الالكترونية تحديدا بتدارك الأمر فقد تضيع علينا فرصة لا تعوض بصحافة الكترونية فلسطينية تكون رائدة ومدرسة للصحافة الالكترونية العالمية.