إدارة أوباما..هل تغير موقفها من حركة "حماس"
نشر بتاريخ: 26/04/2009 ( آخر تحديث: 26/04/2009 الساعة: 13:54 )
بيت لحم- معا- استبعد تقرير صحفي نشره" المركز الفلسطيني للإعلام" حدوث تغييرٌ جديٌّ ومهمٌّ في سياسة ادارة اوباما تجاه حركة حماس بفعل تأثير اللوبي "الصهيوني" في الولايات المتحدة أو بسبب الجهل بطبيعة الواقع الفلسطيني. كما ذكر التقرير.
وافاد التقرير انه رغم أن الموقف المعلن للإدارة الأمريكية الجديدة لم يطرأ عليه أي تغير يذكر إزاء التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حتى الآن مقارنة بما كان عليه في عهد إدارة الرئيس السابق بوش، وظل ملتزمًا بعدم التعامل مع حكومة ترأسها أو تشترك فيها الحركة طالما أنها لم بالرباعية الدولية إلا أن مراقبين يرون أن هذا الموقف ليس نهائيًّا، وربما تجري عليه بعض التغييرات في عهد الرئيس أوباما، بناء على توصيات من ساسة ودبلوماسيين أمريكيين وغربيين.
وقال التقرير انه رغم تشكيك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في فرص حصول اتفاق فلسطيني على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومطالبتها بوجوب التزام أي حكومة فلسطينية قادمة بشروط الرباعية الدولية، وتشديدها على عدم تحويل أية مبالغ من المساعدات الأمريكية للحكومة في غزة، إلا أن مراقبين لاحظوا أن حديث كلينتون كان أصلاً في جلسة استماع مطولة في لجنة "تخصيص الأموال" بالكونغرس، وجاء في معرض ردها على انتقادات نواب أمريكيين لإدارتها بـ"المرونة" التي تبديها واشنطن بقبولها التعامل مع حكومة وحدة قد تضم أعضاء من حركة "حماس"، علمًا أنه محظور قانونًا (في الولايات المتحدة) وصول مساعدات لأية جهة فلسطينية تضم "حماس".
ووفقًا لما أوردته وكالات أنباء وصحف دولية، دافعت كلينتون خلال الجلسة عن تقديم مساعدات بقيمة 900 مليون دولار إلى السلطة الفلسطينية، وقالت: "نشك في حصول اتفاق (على حكومة) وحدة، لا يبدو أن ثمة اتفاقًا في الأفق، لكننا لا نريد تكبيل أيدينا في حال بلوغ اتفاق مماثل"، في إشارة إلى احتمال قبول الإدارة الأمريكية بالتعامل مع حكومة وحدة وطنية تشترك فيها حركة "حماس"، وإن قيدت ذلك بشروط الرباعية الدولية قائلة: "يجب أن تلتزم شروط الرباعية كي تتعامل معها الإدارة الأمريكية".
وكان لافتًا أن كلينتون استحضرت النموذج اللبناني لتبرير هذه الصيغة بإشارتها إلى أن واشنطن "تقدم مساعدات إلى الحكومة اللبنانية اليوم التي تضم (أعضاء من) "حزب الله" لأنه في مصلحة الولايات المتحدة دعم حكومة تحارب انتشار التطرف" على حد تعبيرها.
وحسب التقرير فان مراقبين يرون أن ثمة مؤشرات -وإن لم تكن واضحة ومؤكدة حتى الآن- حول احتمالات إعادة النظر في الموقف من "حماس" تكررت منذ وصول الرئيس الأمريكي أوباما إلى السلطة، وهناك من يعتقد أن ثمة تبدلاً في المزاج.
وفي هذا الصدد يشير تقرير نشره موقع BBCarabic على الانترنت أن "بول فولكر" أحد كبار المستشارين الاقتصاديين للرئيس أوباما توقيعه على وثيقة تضمنت "مقاربة أكثر واقعية "لحماس""، من بين توصيات سياسية متعددة.
ويعتقد "هاري سيغمان" رئيس مجموعة البحث التي أعدت الوثيقة أن هناك "مؤشرات" على أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تصغي إلى تلك التوصيات خاصة فيما يتعلق بالتوقف عن "ثني أطراف أخرى" عن التعامل مع "حماس".
ويقول "سيغمان" إن ردود الفعل "كانت إيجابية" خلال لقاء نظم مؤخرًا وحضره عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية من بينهم مبعوث الرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل.
وبموازاة ذلك يرى "مارتن إينديك" -السفير الأمريكي السابق في اسرائيل والذي كان أحد مسشاري هيلاري كلينتون أثناء حملتها الانتخابية- في فصل من كتاب مشترك نشر مؤخرًا أن عملية سلام دون "حماس" "مآلها الفشل".
وجاء في هذا الكتاب أن على الولايات المتحدة التعامل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية وأن "تسمح بلقاءات مباشرة على أدنى مستوى مع "حماس" إذا ما استمرت الهدنة بين "حماس" و"إسرائيل"، وتصالحت "حماس" و"فتح".
واشار التقرير الى ازدياد زيارات وفود برلمانية أوربية لقيادة حركة "حماس" في دمشق ومنها وفد من مجلس العموم البريطاني، كما خاطب رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل مجلس العموم لأول مرة قبل أيام.
ويرى محللون أن تزايد معدلات زيارات مندوبين عن دول أوربية في عهد أوباما وعدم اقتصار ذلك على الحكومة النرويجية "لم تكن لتتم لولا الضوء الأخضر الأمريكي."
ويربط مراقبون اقتناع الجهات الغربية بإجراء حوارات مع "حماس" باستبعادهم لفكرة التغلب عليها عسكريًّا خصوصًا بعد حرب غزة واستحالة تجاهلها في نفس الوقت، ويعتبرون أن فتح قنوات أكبر لذلك ربما تكون مسألة وقت.
اعتبرت حركة حماس أن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية الأخيرة والرافضة لتمويل أية حكومة تشارك فيها "حماس" أو الاعتراف بها ما لم تلتزم بما بشروط الرباعية الدولية، تمثل نوعًا من "الابتزاز السياسي"، وتعكس تناقضًا في سلوك الإدارة الأميركية "فهي تتحدث عن انفتاح على المنطقة فيما تحاول أن تفرض شروطًا على هذه المنطقة"، وهو ما يجعل من الإدارة الأمريكية "طرفا غير نزيه" في حل القضية الفلسطينية بحسب تصريحات أسامة حمدان القيادي في الحركة وممثلها في لبنان.
ونقل التقرير عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال أسفه لاستثناء المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل حركة "حماس" من زيارته الأخيرة للأراضي الفلسطينية، وقال: "ينبغي أن يدرك ميتشل بأن زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، وتجاهل "حماس" واللقاء معها يعني أنه يغمس خارج الصحن، وأنه يبتعد عن حل القضية الفلسطينية لأنه لا يمكن لأي طرف أن يتثني "حماس" من المعادلة في المنطقة".
وتساءل التقرير عما اذا كانت الادارة الامريكية الجديدة بقيادة أوباما ستتعامل بواقعية مع حركة "حماس" باعتبارها جزءًا أصيلاً من نسيج المجتمع الفلسطيني، ونضاله الوطني، وبوزنها الحقيقي في الشارع الذي صوّت لها في الانتخابات البرلمانية بالأغلبية، وبعيدًا عن الشروط المسبقة التي تريد إلزامها بها، أم تواصل الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية السابقة وتتعامل معها على أساس أنها حركة "إرهابية".
وتابع التقرير بالقول" الجواب على ذلك برسم الأيام القادمة والسياسات التي ستتبعها إدارة أوباما ووزيرة خارجيتها كلينتون، وإن كان المعلن حتى الآن لا يشي بأنه سيكون هناك تغييرٌ جديٌّ ومهمٌّ في هذا الشأن، بفعل تأثير اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة أو بسبب الجهل بطبيعة الواقع الفلسطيني".