الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شارون يستفيد من الشرذمة على الساحة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 15/06/2005 ( آخر تحديث: 15/06/2005 الساعة: 11:22 )
معا- تقرير اخباري- اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي عن خطته احادية الجانب الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة وبعض المستوطنات من شمال الضفة أثار زوبعة لم تهدأ منذئذ, فهو بخطته تلك لم يستشر احدا ولم ينسق مع احد حتى ان اقرب المقربين من شارون لم يكن يعرف ماهية الخطة او تفاصيلها, و قيل في حينه انه لا يملك خطة ولا رؤيا وانها مجرد زوبعة في فنجان, وبعد ان تم الاعلان عن الخطوط العريضة و"الرفيعة" للخطة, اثارت ما اثارت من ردود فعل ليس في اسرائيل فقط وانما في المنطقة وربما في اوساط السياسة العالمية. لكن الجدل المثار داخل المجتمع والشارع الاسرائيلي يبقى هو الاكثراحتداما فهذا يرى فيها تنازل عن ارض اسرائيل التاريخية وذاك ينظر اليها على أنها سوف تخرج اسرائيل من مستنقع كان لا بد من الخروج منه منذ زمن طويل, حتى في حزب الليكود, الحزب الذي يقوده شارون فان النظرة الى الخطة لم تكن يوما ابداً موحدة, بل ادت الى ما يشبه الانقسام داخل الحزب برغم ما يبدو من تماسك ظاهر له وعلى المستوى الاقليمي والدولي فقد استطاع شارون ان يبدل الصورة القبيحة سواءً نسبياً او بشكل كبير لتبدو اكثر اشراقاً فهو من جهة حشر الفلسطينيين في زاوية وفرض تصوراته وخطته على القيادات الاقليمية وهذا ما ادى الى قمة شرم الشيخ وما تلاه من استحقاقات تجلت في عودة السفيرين العربيين في اسرائيل -المصري والاردني- وصارت السلطة في دور من يحاول صد الهجمات "السياسية" بدلاً من المبادرة بالهجوم. واختلفت النظرة الاوروبية بشكل او بآخر فيما يتعلق بشارون نفسه بحيث صارت السياسة الاوروبية تجاه اسرائيل وسياساتها اقل شدة و اكثر مرونة وهذا ما اغرى شارون باتخاذ مزيد من الخطوات باتجاه الضم والمصادرة وبناء الجدار يضاف الى ذلك كله الدعم الواضح الذي يقدمه السيد جورج بوش وادارته لخطة شارون وهذا ما جعل من شارون وخطته رجل السلام كما يحلو للسيد بوش وصفه وهذا هو ذات السبب الذي جعل ادارة ابو مازن في موقف تبدو فيه اكثر ضعفا واقل قدرة على المناورة خاصة في ظل الخلافات الفلسطينية الداخلية, وحالة الفلتان الامني التي تعيشها الساحة الفلسطينية, اضافة الى ما تخلقه اسرائيل من اشكالات امام السلطة وقيادتها, ومحاولة تشويه صورتها في الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي و وضع العقبات امامها, اضافة الى عدم التعاون معها ولهذا فان على الفلسطينيين ان يدركوا هذه الحقيقة وان يحاولوا رص صفوفهم والتسامي على خلافاتهم الصغيرة من اجل وقف هذا التدهور القائم على كل المستويات حتى يكسبوا قليلا من الاحترام في العالم وكثيرا من التقدير في الوطن.