أعـداء الرياضـة!بقلم:محمود الفطافطة
نشر بتاريخ: 27/04/2009 ( آخر تحديث: 27/04/2009 الساعة: 19:00 )
الخليل - معا - هدف الاحتلال ليس قتل الإنسان أو تدمير الممتلكات فحسب،بل تقويض مجمل مكونات النشاط والحيوية المختزنة في كينونة المواطن،بغية خلق جيل مستسلم لإرادة المحتل،منفذ لأوامره،وميسر لخططه،ومبرر لممارساته.
وهكذا سعى الاحتلال الإسرائيلي على مدى العقود المنصرمة إلى تحطيم مقومات الحياة الإنسانية في فلسطين،فلم تقتصر سياساته القمعية على القتل والتشريد والتدمير والاستيلاء على الأرض ومواردها،وإنما عمل على تعطيل أو تخريب المؤسسات المجتمعية التي تساهم في توعية الإنسان الفلسطيني و"التنفيس" عن ما يعتريه من مصاعب وفقر وبطالة وحرمان.
ومن هذه المؤسسات تلك التي تعنى وترعى الجانب الرياضي،حيث أن أشكال الممارسة الإسرائيلية ضد قطاع الرياضة الفلسطيني تنوعت تجلياتها ومظاهرها،فمن تدمير للعديد من المنشآت الرياضية وإزهاق أرواح 372 رياضياً منذ بداية الانتفاضة الحالية ـ كان آخرهم السباح نزار أبو عرب ابن السادسة والعشرين، الذي شارك في بطولة العالم للمسافات الطويلة التي أقيمت في الإمارات ـ ،وإصابة أكثر من ألفين،واعتقال حوالي 850 ،إلى تجريف عدد من الملاعب وتحويل بعضها إلى مناطق عسكرية مغلقة أو معسكرات لتدريب الجنود الإسرائيليين،أو مراكز احتجاز واعتقال،الأمر الذي حال دون مواصلة النشاط الرياضي في أكثر من خمسين منشأة وملعباً وساحة رياضية. وعلاوة على كل ذلك،فقد حرم الاحتلال العشرات من الرياضيين الفلسطينيين من المشاركة في البطولات والألعاب العالمية والمحلية تحت حجج واهية لا سند لها أو أساس.
هذه السياسة الإسرائيلية الممنهجة ضد قطاع الرياضة في فلسطين لم يدع مجالاً للتخطيط لمستقبل الرياضة الفلسطينية والعمل على تطويرها وتوسيع فعالياتها ومجالاتها.ومن تجليات قسوة هذه السياسة،على سبيل المثال لا الحصر،أن الكثير من البطولات توقفت وعلقت ليشهد بذلك العام المنصرم أطول دوري لكرة القدم في العالم،حيث استمر لمدة أكثر من عام!
كما أن إغلاق معظم المعابر،سيما على قطاع غزة حرم الكثير من المنتخبات من السفر للمشاركة في البطولات الدولية،الأمر الذي أدى إلى تراجع مستوى معظم الألعاب الفلسطينية، وليصل الحال إلى استبعاد منتخب كرة القدم من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأسيوية 2011م.
وفي مقابل كل ذلك،لم تسمح القوات الإسرائيلية في بعض الأحيان لبعض الوفود الرياضية العربية والأجنبية من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية للمشاركة في بطولات محلية أو للالتقاء بشخصيات وقيادات القطاع الرياضي الفلسطيني.ورغم التدخلات المختلفة بالسماح لهذه الوفود الأجنبية بالدخول إلى فلسطين إلا أن معظمها حال دون تحقيق أمنيتها.
هذا غيض من فيض من الممارسات الإسرائيلية المتواصلة والممنهجة ضد الرياضة الفلسطينية.وطالما بقي الاحتلال جاثماً على أرض فلسطين طالما بقي التدمير للمنشآت الرياضية والملاحقة بالقتل والاعتقال والإصابة للرياضيين الفلسطينيين مستمرة.وستبقى الدعوة مفتوحة "للفيفا" ولكافة القائمين على قضايا الرياضة ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل للضغط على إسرائيل لرفع عدوانها واعتداءها على الرياضة الفلسطينية والقائمين عليها.