الجمعة: 11/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حضور رسمي وشعبي حاشد في عزاء وتأبين نهاد أبوغربية

نشر بتاريخ: 27/04/2009 ( آخر تحديث: 27/04/2009 الساعة: 22:17 )
رام الله -معا- أمت وفود رسمية وشعبية غفيرة وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد لدى السلطة الفلسطينية مجلس العزاء، الذي أقامته أسرة التربية والتعليم العالي وكليات ومعاهد فلسطين في حرم الكلية العصرية في مدينة البيرة، لفقيد القدس وعميد رجالات التربية والتعليم العالي في فلسطين المربي الراحل نهاد عليان أبوغربية، مؤسس الكلية الإبراهيمية في القدس ورئيسها الذي رحل يوم الجمعة الماضي عن حياة حافلة بالعمل والعطاء في مختلف ميادين العمل الوطني والاجتماعي والتعليمي.

وشارك في استقبال المعزين الدكتور صبري صيدم، مستشار الرئيس محمود عباس للاتصالات والمعلوماتية والتعليم التقني، وعدد من أقارب الفقيد وأسرة الكلية الإبراهيمية والدكتور حسين الشيوخي رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية، وعمداء الكليات والمعاهد وكبار موظفي وزارة التربية والتعليم العالي، كما حضر مجلس العزاء عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والوزراء وأعضاء المجلس التشريعي والسفيران الأردني يحيى القرالة والتونسي أحمد الحباسي وقادة الأجهزة الأمنية وكبار موظفي السلطة وقيادات الفصائل والقوى ورؤساء وأعضاء مجالس النقابات المهنية والعمالية ووجهاء العشائر والعائلات.

وألقى الدكتور صيدم كلمة نقل فيها تعازي الرئيس محمود عباس لأرملة الراحل وعائلته وأسرة التربية والتعليم وعموم أبناء الشعب الفلسطيني، وقال أن سيرة الراحل نهاد أبوغربية هي سيرة عطاء ونضال موصول، وقد رحل بعد أن ترك اثرا طيبا في حياة شعبنا ومسيرته وكفاحه، وأكد أن الكلية الإبراهيمية هي مفخرة للجميع وهي مثل سيرة الراحل العطرة منارة تهتدي بها أجيال شعبنا التواق للعلم والمعرفة والتطور كتوقه للحرية والاستقلال.

وختم صيدم كلمته بالاستشهاد بقول شاعر فلسطين الكبير محمود درويش بأن "حبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل" حيث لم يرحل أبو غربية إلا بعد أن ترك لنا سنابل تملأ ساحات الوطن ومواقعه العلمية والإنتاجية.

وألقى عبد الغفار بدر عميد الكلية الإبراهيمية كلمة باسم آل الفقيد والكلية شكر فيها أسرة التربية والتعليم العالي والكلية العصرية على الوفاء لمن كان وفيا لوطنه وشعبه وحريصا على نهضته الوطنية والعلمية.

وقال أن الفقيد ترجل بعد طول جهاد وكفاح وصراع من أجل الحفاظ على عروبة القدس وثقافة المدينة المقدسة التي كان حبها يسري في عروقه، وقد فارقها وفي قلبه حلم أن يرى تحريرها، وقد ترك في أجيال فلسطين ذكريات عطرة، وفي كل زاوية بصمة طاهرة، وقد بدأ مشواره في العام 1931 وكانت له مع أخيه المجاهد الكبير بهجت أبو غربية جولات مشرفة يعرفها أبناء شعبنا الفلسطيني، كما واصل كفاحه ونضاله في مواجهة سياسات الاحتلال الغاشم ومحاولاته السيطرة على المدارس والمناهج وعلى أراضي الكلية الإبراهيمية التي حماها من أطماع المستوطنين ومحاولات ضمها لمباني الجامعة العبرية.

وتحدث إبراهيم أبو غربية عن بعض جوانب فكر وتجربة نهاد أبو غربية مبرزا اهتمامه بتعليم اللغات الأجنبية وإدخال التقنيات العلمية الحديثة، وحرصه على مكافأة الطلبة المتفوقين والمبدعين ومتابعة دراستهم وتحصيلهم في مختلف مراحل الدراسة. كما أنه وفر قاعات الكلية ومرافقها لنشاطات الطلاب وكان يهتم بتشجيع الطلاب على الخطابة والنقاش ولم يحاول أبدا فرض وجهة نظره على أحد بل كان يشجع الاختلاف والتنوع بما يخدم إثراء المسيرة التعليمية والتربوية، وخلص المتحدث للقول أن تجربة نهاد أبوغربية لم تكن مجرد تنظير جامح في فضاء التربية بل كانت ممارسات واقعية ارتبطت بالخصوصية الفلسطينية.

من جانبه قال زياد جويلس مدير عام التعليم المهني والتقني في وزارة التربية والتعليم العالي في كلمته باسم الوزارة أن الراحل الكبير كان علما من أعلام فلسطين وتمكن من تخريج كفاءات نوعية مميزة رفدت فلسطين والعالم العربي بخبراتها ومعارفها العلمية، وشاركت في مسيرة البناء والتنمية.

وأضاف أن الراحل لم يكن يملك الكلية الإبراهيمية بالمعنى الحرفي بل بفكره وفلسفته التربوية ورؤيته الثاقبة، وأكد أن الثمار التي خلفها الراحل وبخاصة الكلية الإبراهيمية ستبقى صرحا شامخا لخدمة شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وقال الدكتور حسين الشيوخي في كلمة باسم عمداء الكليات والمعاهد أن الوفاء للمجاهد الكبير نهاد أبو غربية يكمن في متابعة رسالته التربوية والتعليمية، والسعي لتطوير بنية التعليم ومؤسساته وبرامجه، وأضاف أن شعبنا يفخر بقادته وأعلامه وبناة مسيرة كفاحه في مختلف الميادين النضالية والاجتماعية والتعليمية.

ودعا الشيوخي إلى تكريم رواد مسيرة التربية والتعليم العالي والحفاظ على مؤسساتنا التعليمية والتربوية في القدس وفي مقدمتها الكلية الإبراهيمية ومعهد وجدي نهاد أبوغربية للتكنولوجيا باعتبارها متراسا صلبا للدفاع عن مدينة القدس وعروبتها وهويتها الفلسطينية في وجه مخططات التهويد والعزل التي تحاول إسرائيل من خلالها فصل المدينة المقدسة عن شعبنا وعن بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.