الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام اعمال اليوم الأول من مؤتمر الصحة النفسية والسلم الأهلي بالخليل

نشر بتاريخ: 27/04/2009 ( آخر تحديث: 28/04/2009 الساعة: 00:44 )
الخليل - معا- أفتتح اليوم في الخليل أعمال مؤتمر الصحة النفسية والسلم الأهلي ، الذي تنظمه نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة منطقة الخليل التعليمية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين برنامج الصحة النفسية بتمويل من المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع ( بانوراما ) .

ويهدف المؤتمر الى إيجاد إستراتيجية وطنية فلسطينية موحدة للصحة النفسية والسلم الأهلي ، بحضور محافظ الخليل الدكتور حسين الأعرج وعلام الأشهب ممثلاً عن رئيس بلدية الخليل وعضو المجلس التشريعي الدكتور سحر القواسمي ، وعدد من مدراء المؤسسات الحكومية والأهلية وعدد كبير من المهتمين والعاملين في مجال الصحة النفسية والسلم الأهلي .

افتتح المؤتمر أمين سر نقابة الأخصائيين ، رياض عرار ، وأكد على أهمية تضافر الجهود من مؤسسات وأفراد وجماعات من أجل بناء إستراتيجية وطنية للسلم الأهلي والصحة النفسية .

وأشار الى حديث الناس عن الواقع الصعب وما خلفه من ألآم وآثار نفسية سلبية لدى الناس الأمر الذي دفع لعمل هذا المؤتمر والذي يؤكد على حاجة الشعب الفلسطيني للصحة النفسية والسلم الأهلي .

ونقل محافظ الخليل تحيات الرئيس محمود عباس ، مضيفاً " أنقل لكم تحيات السيد الرئيس محمود عباس ، والذي يتمنى لهذا المؤتمر كل التوفيق والخروج بتوصيات تسهم في عملية بناء الدولة الفلسطينية ومؤسساتها والمجتمع الفلسطيني ."

وأكد المحافظ على أن محافظة الخليل استطاعت خلال العامين المنصرمين استطاعت بناء ثقافة السلم الأهلي والتخلص من السلبيات التي كانت تسود من عشائرية وأخذ للثأر ، وتم تعزيز ونشر ثقافة أخذ الحق بالقانون ومن خلال القضاء في المحافظة .

وقال إن المؤتمر على جانب كبير من الأهمية كونه يتحدث عن السلم الأهلي والصحة النفسية، وخاصة أننا نعيش في ظروف الاحتلال.

وأشار إلى تأثير وجود المستوطنين في قلب مدينة الخليل وفي المحافظة ، والتأثير النفسي الكبير على نفوس وحياة المواطنين، وأشاد بانعقاد مثل هذه المؤتمرات وورش العمل التي تعالج الآثار النفسية والسياسية والاقتصادية، التي تعزز سلطة القانون، خاصة وأن المجتمع الفلسطيني في طور بناء المؤسسات تمهيدا لبناء الدولة المستقلة.

من جانبه أشاد علام الأشهب في كلمة باسم رئيس البلدية خالد العسيلي، بانعقاد المؤتمر الذي يبحث في موضوع مهم بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني.

وتطرق إلى الاعتداء الأخير على غزة الذي يتطلب من الجميع وضع الخلاف جانبا والمضي قدما لما هو مصلحة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى تضافر جهود أهالي الصفة الغربية لنجدة وإغاثة أهلنا في غزة ، موضحاً بأنه تم إرسال قرابة 63 شاحنة مساعدات من الخليل .

وأوضح أن بلدية الخليل تسعى لتوفير البني التحتية للنشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية وكل المرافق الأخرى، لتوفير أجواء مشرقة لحياة المواطنين .

وألقى د. نعمان عمرو رئيس منطقة الخليل التعليمية في جامعة القدس المفتوحة ، كلمة باسم رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو ، أكد فيها على وجوب وضع أسس علمية وعملية لإستراتيجية فلسطينية تساهم في تمهيد الطريق لبناء دولة فلسطينية من خلال السلم الأهلي ، وتطرق في كلمته ، لمحافظة مدينة الخليل على السلم الأهلي بانضباط من العشائر وبتعزيز من سلطة القانون، وقال نحن أحوج ما نكون للوحدة الوطنية وسلم أهلي حقيقي يمكن لنا معالجة آثار العدوان.

وقال إن أولى أولويات المجتمع الفلسطيني معالجة آثار العنف النفسي والتعليمي والاقتصادي، مشيرا إلى أن الانقسام أدى إلى العنف الأهلي وهدد السلم الأهلي، مؤكدا أن إعادة اللحمة هي السبيل لإقامة الدولة الفلسطينية، مبينا أن الشعب الفلسطيني ينظر إلى إقامة مجتمع مدني وسلم أهلي من خلال التعددية وطريقنا للمستقبل لبناء إستراتيجية لمحو آثار العدوان الذي حل بشعبنا.

وتطرقت د. أمل الحذوة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين إلى مفهوم الصحة النفسية وأهمية السلم الأهلي لتحقيق الأهداف من هذا المؤتمر، وقالت إن أي جهد منظم ينطلق من احتياجات الجمهور وبجهود ذوي الاختصاص.

وأشارت إلى الآثار المدمرة للانقسام والاحتلال على الشعب الفلسطيني. وقالت: ينبغي أن تركز السياسة على الصحة النفسية وتعزيزها والعمل عليها، وهذا يتطلب دمج الصحة النفسية على مستوى البرامج في التعليم والعدالة وبالأخص أصحاب القرار".

وبينت نانسي صادق من مؤسسة بانوراما أن المؤتمر خطوة أولى لتعريف السلم الأهلي وربطه بالصحة النفسية للوصول إلى الخطة الإستراتيجية للسلم الأهلي.

وتوجهت إلى المتحاورين في القاهرة باسم مؤسسات المجتمع المدني، مطالبة ببناء إستراتيجية حول ما هي مصلحة الشعب الفلسطيني، وتبني شعار الديمقراطية بشكل عملي وسياسة الحكم الصالح المرتبط بمضامين السلم الأهلي والمواطن الصالح.

وفي الجلسة الثانية من المؤتمر والتي تناولت الصحة النفسية واقع وتحديات قدم بسام برنامج الصحة النفسية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ورقة حول واقع الصحة النفسية وربطها بالمجتمع الفلسطيني ، موضحة بأن الخطة الوطنية الإستراتيجية يجب ان تكون مبنية على ثقافتنا الفلسطينية و تكاملية الأدوار بين الجميع سواء الحكومي والأهلي والخاص ، والتنسيق بين المؤسسات وتبادل الخبرات فيما بينها ، بالإضافة الى التأكيد على دور الجامعات الفلسطينية في زيادة التخصصات في المجال ، وكذلك تطوير القدرات في عملية الكتابة .

وفي ورقة نحو رؤيا جماهيرية للصحة النفسية والتي قدمها البروفسور محمد حاج يحيى ، تحدث عن العلاقة بين السلم الأهلي والمجتمع والاضرار التي لحقت بالمجتمع جراء الاحتلال الاسرائيلي .

كما تحدث عن السلم الأهلي والثقافة حيث أكد على أنه لا يوجد فاعلية ثقافية تشكل قوة تحرك باتجاه السلم الأهلي والصحة النفسية .

من جانبه تحدث الباحث جبريل محمد عن دور الاعلام وسيطرت الفصائل عليه ، وأكد على أهمية الحصانة الصحفية للحفاظ على السلم الأهلي ، مشيراً الى أن السيطرة على الاعلام الفلسطيني من الداخل والخارج ، ودعا الى وضع ميثاق شرف واجماع وطني على طريقة الحصول على المعلومة ونشرها ، والتعديل من ثقافة الاعلاميين الحزبيين بأنهم يخاطبون شعباً وليس حزباً أو فصيل معين ، وأكد على ضرورة بناء مجلس اعلامي .

وفي الجلسة الثالثة أكد الدكتور نعمان عمرو ، على دور الاكاديميين في احلال ونشر ثقافة السلم الأهلي متطرقاً لتجربة جامعة القدس المفتوحة لمواجهة الاقتتال الداخلي ، مشدداً على ضرورة وضع المعلومات أمام الجميع عملاً بحرية الحصول على المعلومة والتعبير مؤكداً أن المجتمع الفلسطيني لا يميل الى العنف .

من جانبه تحدث رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية ناصر اللحام في ورقة دور الإعلام في تعزيز الصحة النفسية والسلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني ، حول فقدان الدافعية والاستعدادية لدى المواطن الفلسطيني، مشيراً الى أن المشكلة لا تكمن في المثقفين فقط ، وأن الخطاب الفلسطيني أصبح في انحدار وبحاجة لمراقبة البوابات الالكترونية لما فيه من تشويه للإعلام الفلسطيني .

واختتم اليوم الأول من المؤتمر بالخروج بعدة توصيات منها : إلزام الصحفيين بالعودة الى أخلاقيات المهنة ، نشر وجهة نظر الآخر ، امتلاك الصحافة لمفاتيح جهنم وبالتالي يجب إدراك ما سوف يحدث بعد سنتين من تأثير الصحافة على المجتمع الفلسطيني .