اختتام أعمال مؤتمر الصحة النفسية والسلم الأهلي بالخليل
نشر بتاريخ: 28/04/2009 ( آخر تحديث: 28/04/2009 الساعة: 23:11 )
الخليل - معا -اختتم مؤتمر الصحة النفسية والسلم الأهلي المنعقد في مدينة الخليل، أعماله بمطالبته بضرورة الخروج وبأسرع وقت من حالة الانقسام الجغرافي والسياسي التي تسود الساحة الوطنية الفلسطينية، واعتماد الحوار والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كمفتاح لحل كافة الإشكالات الداخلية .
وثمن الروح التفاؤلية التي تسود الحوار الوطني في القاهرة للوصول إلى اتفاق وطني شامل حول جميع قضايا الخلاف، بعيدا عن روح المخاصمة وترسيخا للعلاقات الوطنية الديمقراطية، ونبذ الاحتراب الداخلي إلى الأبد وترسيخ التسامح وصولا إلى إستراتيجية وطنية موحدة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة الكفاح الوطني.
وركز المؤتمر على ضرورة تحقيق الأمن الإنساني بدءً بوجود شبكة أمان اجتماعي وصحة نفسية ومجتمعة مرسخة بقانون عصري للضمانات الصحية والمجتمعية التي تحفظ حقوق المواطنين دون اللجوء إلى الواسطة والمحسوبية وتمنع التعدي على حقوق الآخرين ضمن مبدأ سيادة القانون، مناشداً المؤسسات الحكومية والأهلية إيلاء موضوع الصحة النفسية للمواطنين اهتماما كافيا وضرورة الارتقاء بهذه المهنة وتوفير مقومات تطورها القانونية والمهنية و تعميق مفهوم السلم الأهلي في المناهج التعليمية المدرسية وفي المؤسسات النسوية والجماهيرية الطلابية والعمالية وغيرها ليبقى السلم والتضامن الاجتماعي لحمة حركتنا الوطنية في مواجهة السياسات الاحتلالية التي تشكل مصدر كل الشرور الاجتماعية في فلسطين.
كما أكد المؤتمر على الترابط الجدلي والعضوي بين السلم الأهلي" سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا" وبين الصحة النفسية والتعايش مع الأزمات المستمرة وإعطاء بذلك أهمية كبيرة للتنسيق والتشبيك المؤسساتي بين كافة الأجسام والائتلافات والشبكات الحكومية والمدنية والأكاديمية وصولا إلى إستراتيجية فلسطينية وطنية داعمة للصحة النفسية والسلم الأهلي .
وأوصى المؤتمرون على تحمل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية مسؤولياتها في توفير المشاريع والمراكز لتحقيق الرفاه الاجتماعي والتكيف النفسي للمواطن الفلسطيني وبناء خطة وطنية إستراتيجية مبنية على الخلفية الثقافية للمجتمع الفلسطيني على أن تكون مستمرة وتطوير الخبرات والتخصصات وحاجة الوطن إلى تخصصات جديدة في الصحة النفسية والعمل على تطوير التوثيق في العمل المهني والتركيز والتشبيك بين المؤسسات من خلال التضامن والترابط لمصلحة رفاهية الأفراد داخل المجتمع، داعين إلى ضرورة بناء مؤسسة إعلامية فلسطينية قادرة على نقل الحقائق وإدارة الأزمات والمبادرة إلى ميثاق شرف إعلامي وطني يضع خطوط حمراء لا تمس حرية الإعلام والعمل على بناء مجلس إعلامي فلسطيني مهمته وضع الأسس المهنية والأخلاقية لعمل وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز السلوك الديمقراطي من خلال المناهج في الجامعات الفلسطينية لتعزيز ثقافة المجتمع المدني وتعزيز دور المدرسة في الصحة النفسية وخاصة الأطفال وزيادة الأنشطة الطلابية الترفيهية والترويحية لتعزيز الصحة النفسية وتعزيز دور المعلمين في المدارس .
وطالب المؤتمرون بضرورة ضغط المجتمع الدولي على دولة الاحتلال لتفعيل القرارات الصادرة من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان لما لها من تأثير كبير على الصحة النفسية للشعب الفلسطيني، وضرورة تشكيل لجنة لمتابعة التوصيات وحملها للمجلس التشريعي الفلسطيني.
وكان المؤتمر قد افتتح أعمال يومه الثاني في قاعة مركز إسعاد الطفولة التابع لبلدية الخليل، بعرض ملخص لليوم الأول، ثم الجلسة الأولى بعنوان قصص نجاح وخطط عمل مرتبطة بالصحة النفسية والسلم الأهلي ترأسها عايد الفقيه، وعرضت ريما كيلاني ورقة وزارة التربية والتعليم " وحدة الإرشاد والتربية الخاصة " مشيرة إلى الخطة الإستراتيجية لوزارة التربية والتعليم تحت شعار" نحو نوعية التعليم من أجل التطوير"، موضحة أن الوزارة خلقت نسبة تعليمية تنشط حب الاستطلاع وذلك بالتركيز على المحاور التالية: أن المدرسة صديقة الطفل والطالب محور العملية التعليمية والحد من العنف والبيئة الصحية والتفاعل بين المدرسة والمجتمع المحلي.
وعرض الدكتور إياد العزة، مدير مركز الصحة النفسية ورقة وزارة الصحة، مشيرا أن وزارة الصحة الفلسطينية تركز على مفهوم الصحة النفسية والأهلية وجاهزية الطواقم العاملة في هذا المجال.
وعرف العزة مفهوم الصحة النفسية وحلل الوضع القائم وما هو موجود في الوزارات من إشكاليات في الخطة والتنسيق والإمكانات، طارحا المشاريع المستقبلية التي تقدمها الوزارة من إنشاء مراكز للصحة النفسية.
وفي الجلسة الثانية التي ترأستها ميسون الشريف، عرض شريف نصار ورقة برنامج الصحة النفسية بوكالة الغوث الدولية، مشيرا الى الخدمات التي تقدمها الوكالة من تنظيم مجتمعي وتخطيط، كما تحدث بإسهاب عن خدمة الإرشاد في المدارس من إشراف فردي وجماعي والتدريبات النوعية والتطويرية.
واستعرض الدكتور حسن عوض، نائب نقيب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في طولكرم خلال ورقته حول الأمن النفسي وطرق إدارة الصراع منظومة القيم والأمن النفسي وتحويل الصراع وإدارته وطرق حله.
ولخص فايز الفسفوس بالجلسة الثالثة أعمال المؤتمر، مؤكدا على أهمية المؤتمر في الربط بين مفهومي الصحة النفسية والسلم الأهلي، مقدما مقترحات وأراء لتشكيل جسم وطني ينسق الجهود المرتبطة بالصحة النفسية والسلم الأهلي في الأراضي الفلسطينية.
وكان مؤتمر الصحة النفسية والسلم الأهلي عقد في مجمع إسعاد الطفولة بمدينة الخليل بدعوة من المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع 'بانوراما'، ونقابة الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وجامعة القدس المفتوحة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واستمر لمدة يومين، وتناول جملة من الموضوعات ذات العلاقة بالسلم الأهلي والمجتمعي والصحة النفسية.