مواطنو شمال القطاع بين فرحة العيد.. وفوضى الواقع غير السعيد
نشر بتاريخ: 09/01/2006 ( آخر تحديث: 09/01/2006 الساعة: 14:23 )
غزة - معا -عشية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك, لا يزال شمال قطاع غزة يتعرض لقذائف المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرق بيت حانون وبيت لاهيا, فيما تخيم أجواء الحزن على القطاع بأكمله بسبب ما يتعرض له من حالة الفوضى والفلتان التي طالت كل بيت فيه.
ولتسليط الضوء على أجواء العيد واستقبال أهالي شمال غزة له, كان لـ معا عدد من اللقاءات مع المواطنين مشاركة منها لأحزانهم وأفراحهم.
سامر أحمد (22) عاماً من بلدة بيت حانون يصف مشاعره تجاه ما يحيط به قائلاً :" إنني أعتصر ألماً لما يشهده قطاع غزة من فوضى السلاح التي قضت على كافة العناصر الجميلة التي تحتويها فرحة العيد, وأشعر أنني أعيش كابوساً اسمه الفلتان والمشاكل العائلية, حتى أنه أصبحت أمنيتي الوحيدة الهجرة من قطاع غزة إلى أي بلداً كان , حتى لا أري يوماً أهلي أو أصدقائي تعرضوا لذلك الكابوس ".
وتابع " أتمنى في هذه الأيام الفضيلة أن يقف الله تعالى إلى جانبي , وينجينا جميعاً من البحر الذي بدأنا نغرق فيه ونحن لا نشعر ".
أمل فياض (23) عاماً تردد عبارة اقتبستها من قائمة الطريق الثالث لتعبر بها عن ما يدور حولها " ما بكفي احتلال كمان فوضي وفلتان ", وواصلت تقول "فياض أستغرب من حالنا في قطاع غزة, كنا ندافع ونقاتل من أجل دحر الاحتلال ونيل الاستقلال, وعندما حصلنا عليه وخلت غزة من مستوطناتها التي طالما حالت بين المدن والمخيمات, لتعود حالة فلتان الأحزاب والعائلات تسيطر عليها من جديد, وتمنع زيارة الجار لجيرانه والأخ لإخوانه ".
وباجابتها حول ما يمثله العيد من فرحة بالنسبة لها أجابت قائلة :" يبدو أنه كتب علينا بأن لا نشعر بفرحة العيد, ولكن لأبد ان اكون أكثر تفاؤلاً, سأترك الإجابة للأيام المقبلة التي ستكون شاهدة على حديثي ".
أما الطفل قسام حسن ( 12) عاماً فبدا أكثر تفاؤلاً وحباً للحياة من سابقيه, ويصر على أن يتمتع بفرحة عيد الأضحى ويعيش مع أصدقائه تلك اللحظات قائلاً :" اشتريت ملابس جديدة, وأحضرت ألعاباً خاصة بالعيد, وسأذهب لأصلي صلاة العيد في الجامع, وبعدها سأزور أقاربي وأصدقائي ".
أم عبد الله الشنطي (56) عاماً تتمني في العيد أن يجمع الله بينها وبين ابنها إبراهيم المعتقل في سجن نفحة الصحراوي منذ 3 سنوات, متابعة " إننا سنعيش فرحة العيد وسنتبادل الزيارات, ولكننا لا نشعر بلذتها حتى ننبذ كل الخلافات الموجودة بيننا ".
وتعلق الشنطي على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي قائلة " الاحتلال عدونا وسيبقي, وعلينا أن نتوقع منه كل شي, ولكن من يؤلمني حقاً هو سيل الدم الفلسطيني على هذه الأرض الطاهرة بأيدي الفلسطينيين أنفسهم ".
ووجه الشنطي نداءً إلى الرئيس أبو مازن وكافة الجهات المعنية بالعمل على إنهاء تلك المشاهد والسيطرة على الأمور وضبطها بكل حزم وقوة من أجل بسط سيادة القانون وتوفير الأمن للمواطنين.
ويبقى بعد هذه اللقاءات أن نتساءل هل سيبقى حال المواطنين في قطاع غزة على هذه الشاكلة ؟ لماذا يحرم هؤلاء المواطنون من فرحة عيد الأضحى المبارك ؟ وهل ستحمل الأيام القادمة أشياء تغير من الواقع الذي يشهده قطاع غزة منذ فترة طويلة ؟؟