نقض لاتفاق أوسلو: الاحتلال يمنع الصحف الفلسطينية الثلاث من الدخول لغزة
نشر بتاريخ: 29/04/2009 ( آخر تحديث: 30/04/2009 الساعة: 07:45 )
غزة-تقرير خاص- معا- غداً هو اليوم الأخير من نيسان 2009 ، سيأتي مالكو مقر صحيفة الحياة الجديدة ببرج الشروق وسط مدينة غزة لاستلام إيجار المكتب الشهري من إدارة المكتب، ولكنهم سيعودون كما الشهر السابق، دون شيقل واحد.
عادة قطع الكهرباء والهواتف وكوابل الانترنت عن المكان لن تؤتي ثمارها فالمكتب مصاب بالشلل منذ عام تقريباً، وسيحاول العاملون فيه التظاهر بأنهم على رأس عملهم، ولن يفارقوا المكان مستخدمين وسائل شتى للتواصل مع صحيفتهم الصادرة في الضفة الغربية والممنوعة من الدخول إلى القطاع غزة منذ عام تقريبا.
هذا الحال يكاد ينطبق على الصحيفتين المحليتين الأخريين المطبوعتين بالضفة الغربية " القدس" و" الأيام" بفارق واحد وهو اتفاق أبرمته هاتين الصحيفتين مع وزارة الإعلام المقالة "وبشكل منفرد" يسمح بانتشارهما في قطاع غزة بعد قرار بمنع الصحف الثلاث، بتموز العام الماضي، هذا الاتفاق لم تسع له الحياة الجديدة وبقيت رهينة قراري منع "حكومة غزة" وحكومة الاحتلال التي تمنع الصحف الثلاث من دخول غزة لقرابة أربعة أشهر.
مدير التحرير في مكتب صحيفة الحياة الجديدة بغزة موسى أبو كرش، وصف العمل في مكتبه بالشلل التام، قائلا :"أن العمل بالكاد يتم انجازه حيث يتمثل إيراد الصحيفة خاصة بغزة من الإعلانات وقد توقف المعلنون عن الإعلان بالصحف المقروءة".
وعن الثقافة حدث ولا حرج فقد وصف أبو كرش الوضع الثقافي جراء منع الصحف في قطاع غزة بما يشبه الغيبوبة باستثناء فئات تقتصر على مستخدمي الانترنت.
الخسائر التي لحقت بالصحيفة يقول عنها أبو كرش بأنها فادحة حتى أن إدارة المكتب بقطاع غزة لا تستطيع الإيفاء بإيجار المقر وقد قطعت عنه الكهرباء والانترنت وخطوط الهاتف منذ وقت بعيد، ويستعيض العاملون بالصحيفة عن ذلك بإرسال موادهم الإعلامية من مواقع مختلفة إلى مقر صحيفتهم برام الله .
يعمل بصحيفة الحياة الجديدة 18 كادراً منهم 13 صحفياً و5 إداريون في حين توقفت رواتب أربعة من العاملين وفقاً لبند العقود المبرمة مع الصحيفة، عدا عن الموزعين ووكلاء التوزيع الذين فقدوا فرص عملهم فيما وصل مستوى الدخل من الاعلانات إلى الصفر.
قرابة ثمانية آلاف نسخة من صحيفتي الحياة الجديدة والقدس توزع في قطاع غزة يومياً بالإضافة إلى عدد مشابه من صحيفة الأيام وهو أمر خرج عن العادة منذ تسعة أشهر كاملة، تخللتها بضع الأيام حين تم توزيع صحيفة القدس المحلية بعد سماح الحكومة المقالة بإعادة توزيعها في قطاع غزة إلا أن الاحتلال عاد ومنع الصحف الثلاث من دخول القطاع عبر معبر بيت حانون – ايرز منذ اربعة أشهر كاملة.
ماجدة البلبيسي الصحفية العاملة في صحيفة القدس منذ 13 عاماً تقول أن هذا الفيتو على توزيع الصحف بالقطاع يسبب أزمة لمكاتب الصحف الثلاث، فلا يعلم المرسل من القطاع ما هي الأخبار التي يتم نشرها عبر صحيفته في حين أحجمت العديد من المؤسسات عن إرسال أخبارها للصحف بعد أن شغلت المواقع الإلكترونية بعض الفراغ، والأمر ذاته مع المعلنين الذين توقفوا عن الاعلان بالصحف التي لا تصل لغزة عدا عن مئات العائلات من الموزعين والعاملين بالمهن المتفرعة عن الصحافة بالقطاع والذين فقدوا مصدر رزقهم بغزة وانضموا إلى صفوف البطالة.
اما صحيفة الأيام فيؤكد مدير مكتبها بغزة سامي القيشاوي على أن منع الصحف عن قطاع غزة يأتي نقضاً صريحاً لاتفاق أوسلو الذي ينص على وجوب توزيع الصحف المطبوعة بالضفة الغربية للقطاع.