الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

التميمي يرحب بزيارة قداسة البابا ويصفها بالمهمة والتاريخية

نشر بتاريخ: 29/04/2009 ( آخر تحديث: 29/04/2009 الساعة: 16:34 )
القدس- معا- افتتح الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين الدورة الثالثة الاسلام دين الوسطية والاعتدال لقضاة وموظفي المحاكم الشرعية بمقر ديوان قاضي القضاة في القدس بمشاركة الدكتور محمد الدجاني والأب إبراهيم فلتس راعي طائفة اللاتين في القدس والدكتور أمين حباس أستاذ القانون الدولي في جامعة القدس والدكتور إسماعيل نواهضة وحضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والوطنية والدينية.

وبين التميمي في كلمته الصورة المشرقة للإسلام الحنيف ومبادئه السمحة وحسن تعامله وعدالته وقبوله للآخر مع البشر جميعا على قدم المساواة، مؤكدا ان منهج الوسطية هو المنهج المعبر عن الاسلام الحق وعن منهج الأمة الاسلامية، وان الاسلام لا يعرف الغلو في أحكامه ولا يقبل الزيادة أو النقص في منهجه، فلا ينبغي لأي مسلم أن يحقد أو يضطهد أحدا بسبب مخالفته له في الدين؛ فالاختلاف من سنة الله تعالى الذي حرم إرغام أحد على اعتناق الإسلام، وأن المفاهيم الخاطئة عن هذا الدين وأتباعه تلحق به ضرراً لا يقل عن المخططات التي تحاكُ ضده لأنها تظهره بصورة مشوهة غير صورته النقية الأصيلة وتوفر المبررات والذرائع للآخرين لينالوا منه.

ووضح الدكتور التميمي مفهوم قوامة الرجل على المرأة وانها تتعلق بالأسرة وشؤون البيت، منوها بأن المرأة تستطيع أن تتولى جميع المناصب القيادية والمهام التي توكل اليها ما دامت تتمتع بالكفاية, أما الثقافة التي تحاول ان تمنع المرأة حقوقها ومشاركتها في بناء مجتمعها وأمتها فهي موروث جاهلي ليس من الاسلام في شيء؛ بل تتعارض مع ما دعت إليه الشريعة الاسلامية من الحفاظ على مكانة المرأة ووجوب تمكينها من المناصب والمسؤوليات التي تتفق وطبيعتها, حيث أبدعت المرأه في الكثير من المراكز القيادية في صدر الاسلام وفي هذا الزمان وأثبتت جدارتها، لهذا وتطبيقا لمنهج الوسطية والاعتدال الذي يدعو للحفاظ على حقوق الجميع قمنا مؤخراً بتعيين قاضيتين شرعيتين مبينا الحكم الشرعي الذي استند عليه بهذا القرار.

وتطرق قاضي القضاة خلال كلمته للوضع الخطير التي تعاني منه المدينة المقدسة في ظل عمليات الاستيطان ومصادرة الاراضي وهدم المنازل وسرقة الآثار التاريخية والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للمقدسات الاسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الاقصى المبارك جراء استمرار الحفريات والاقتحامات اليومية له من قبل الجماعات المتطرفة وأداء الشعائر التلمودية ومنع المسلمين من دخوله واداء الصلاة فيه، وكنيسة القيامة التي تم اقتحامها ومحاصرتها من قبل شرطة الاحتلال خلال الأعياد المسيحية واعتداءها على المسيحيين الفلسطينيين بالضرب ومنعهم من اداء الصلاة داخل الكنيسة.

بدوره أشاد الاب إبراهيم فلتس بالعلاقة الأخوية الاسلامية المسيحية المتجسدة في الأراضي المقدسة، ووقوفهم في خندق واحد في الدفاع عن المقدسات والتي ترجمت اثناء حصار كنيسة المهد من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، مشيدا بالروح السمحة للدين الإسلامي، متقدما بالشكر والتقدير للدور المميز الذي يقوم به قاضي القضاة في تطوير العلاقات المسيحية الإسلامية على المستوى المحلي والعالمي.

وبدوره رحب التميمي بزيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر المزمعة في الحادي عشر من أيار القادم، واصفا هذه الزيارة بالمهمة والتاريخية نظرا لما تتعرض له القدس من تهويد والمقدسات الاسلامية والمسيحية من انتهاك واعتداء، وتأتي لتعزز الحوار والتعايش وروح التسامح في العالم وترسل رسائل محبة تؤكد حق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة، مشيدا بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، منوها بمتانة العلاقة الاسلامية المسيحية في فلسطين التي تعايشت جنبا الى جنب بكل حب ومودة ومؤاخاة وتصدت لكل أشكال الظلم الذي وقع على هذه الارض المقدسة على مر السنوات.