الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحالف السلام الفلسطيني يعقد لقاء شبابيا في اريحا

نشر بتاريخ: 29/04/2009 ( آخر تحديث: 29/04/2009 الساعة: 18:59 )
اريحا -معا- عقد تحالف السلام الفلسطيني في محافظة اريحا، لقاء شبابيا قياديا ضمن مشروع الشباب يصنعون التغيير ، وحضر اللقاء الذي عقد بالشراكة مع مكتب التعاون الاسباني (The Spanish Cooperation Office)، والعشرات من القيادات الشابة وطلبة الجامعات .

وناقش من خلاله المشاركون مجموعة من المحاور المتعلقة بالأوضاع التي تشهدها الجامعات الفلسطينية في تعزيز حالة الانقسام وتعمق الخلاف الفلسطيني الداخلي وخصوصاً في أوساط الشباب.

وذكر سالم جلايطة رئيس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس المفتوحة – منطقة اريحا التعليمية، ومن خلال ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان" واقع الحركة الطلابية الفلسطينية في ظل حالة الانقسام"، ان ما يحدث الآن في الساحة الفلسطينية من حالة انقسام وتشرذم وفرقة يعتبر من الامور الدخيلة والطارئة على فكر وثقافة وتاريخ شعبنا الفلسطيني، ففلسطين في تاريخها المعاصر لم تعرف في يوم من الايام ما عانى منه جوارها العربي من صراعات ونزاعات واقتتال بدوافع طائفية او مذهبية او عرقية، لتنفرد من بين معظم الدول العربية ببراءة تاريخها من كل ذلك. حتى في تصديها للاستعمار الاسرائيلي طيلة اكثر من سبعة عقود كانت تواجه الاحتلال بوحدة وطنية اثارت إعجاب الجميع.

وقال:" ان الحركة الطلابية الفلسطينية كجزء اصيل من النسيج الفلسطيني اثبتت وعبر هذه السنين الطوال انها دائما وابدا رهان الامة وامل المستقبل، ولكن وفي اتون حالة الانقسام وتنامي الصراعات الداخلية وتغييب لغة العقل والمنطق وسيادة ثقافة العنف ونفي الاخر، انعكست هذه الاجواء وبشكل سلبي على دور الحركة الطلابية ايا كانت خلفيات وانتماءات منتسبيها" .

واكد على ان عدد كبير من الجامعات والكليات والمعاهد اصبحت منابر للقدح والذم دون رقيب او حسيب حتى وصلت الامور في احدى الجامعات الفلسطينية ومن خلال الدعاية الانتخابية الخاصة بانتخابات مجلس الطلبة انه تم ذكر عشرات الاختراقات والاساءات من كل المناظرين من ممثلي الكتل الطلابية ولم يذكر الاحتلال في مناسبة واحدة؟!

وبين جلايطة ان الانقسام لم يقف الى هذا الحد بل كان له التاثير الاكبر على مستقبل المسيرة التعليمية مع اضمحلال دور الحركات الطلابية وتراجع سقف مطالبها في النضال النقابي المشروع مع ادارات الجامعات من اجل تحصيل حقوق الطلبة والسعي الى تحقيق الافضل لهم دائما بل زادت هذه الحالة من تعميق مفاهيم الانقسام وتغييب ثقافة الحوار ليس بين الكتل الطلابية فقط وانما بين صفوف الشباب بشكل عام.

وشدد على أن هناك مسؤولية إضافية تقع على عاتق مكونات المجتمع الفلسطيني للمساهمة في الحل وكل القطاعات تتحمل المسؤولية ولكن المسؤولية الأكبر يتحملها قطاع من هم محسوبين على فئة المثقفين والمتعلمين، والذين يشكلوا مرجعيات أدبية وقدوة أخلاقية لشرائح عدة من المجتمع.

كما اكد على أنه لا بد من العمل للوصول إلى إنهاء للانقسام، وليس مصالحات شكلية هدفها الخروج من مأزق آني، وضرورة اعادة الاعتبار للدور الريادي الذي لعبته الحركة الطلابية الفلسطينية على مر السنين والابتعاد عن لغة المناكفة والتخوين ونفي الاخر، بالاضافة الى وقف جميع الحملات الاعلامية والتحريضية داخل اروقة الجامعات والتركيز على خطاب الوحدة ولم الشمل الفلسطيني، و اعادة الاعتبار والهيبة للعلم الفلسطيني الذي سقط من اجله الاف الشهداء من الشباب ومن الحركة الطلابية وتغليبه على الاعلام والرايات الفصائلية.

وخرج المشاركون في اللقاء بمجموعة من التوصيات اكدوا من خلالها على ضرورة وضع إستراتيجية لفتح آفاق جديدة للحوار بين الأطر الطلابية فى الجامعات الفلسطينية من خلال اللقاءات المشتركة, الهادفة لتعزيز لغة الحوار ونبذ التعصب الحزبي من خلال برامج وأنشطة تدعم فكرة العمل المشترك وتقبل الأخر وخلق مناخ صحي بين الطلبة دعماً لجهود الحوار وتحقيق المصالحة ، بالاضافة الى دعوة القيادة السياسية وقيادة الاطر الطلابية وجموع الطلبة الى وقف التحريض داخل الجامعات ونبذه والاحتكام الى لغة العقل والحوار وتعزيز لغة تقبل الاخر والعمل من اجل مصلحة الطلبة . كما اكد المشاركون على وحدة الوطن الجغرافية و السياسية.والتطلع الى حوار جدي وعميق يتناول جذور الأزمة و ليس ظاهرها فقط ليؤسس لشراكة سياسية فلسطينية حقيقية.

في النهاية اجمع المشاركون على أن منطق المسؤولية الوطنية والأخلاقية يدعونا إلى التحذير من خطورة الوضع الحالي على القضية الوطنية ، كما يدفعنا جميعا إلى تجذير خط التقارب والعمل المشترك والانفتاح الكامل على كل الفرقاء الحالمين بوطن المواطنة الكاملة والمساواة الحقيقية والقانون العادل.