الاب مسلم يبرق رسالة الى البابا بنديكتوس يمتنى منه زيارة غزة

غزة - معا - ابرق الاب مناويل مسلم راعي كنيسة العائلة المقدسة بغزة، رسالة الى البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي من المقرر ان يزور الاراضي الفلسطينية في الـ11 من ايار القادم، تلقت "معا" نسخة منها.

وجاءت الرسالة على النحو التالي :" إني أتحنن عليهم.. قداسة البابا بندكتوس السادس عشر له نصيب من اسمه في حياتنا: " مبارك". انھم يتقدم بخطى أكيدة ووطيدة نحو الأرض المقدسة.. فلسطين وحجارتھا الحية التي تبني كنيسة المسيح ھنا، حاجا مسيحيا على خطى المسيح.. نحن المسيحيين نرحب به ونفتح قلوبنا ليضع رجليه في الاستقامة. وقد خفضنا أمامه تلالنا وملآنا ودياننا زھورا، ووعر طرقنا قد صارت سھلا.. لذلك نقول له:" مبارك .. مبارك الآتي باسم الرب. " ھو " أبونا" و"راعينا"، بل ھو "وطننا الروحي"، فنحن نسكن كلنا في قلبه كنيستنا في غزة – كنيسة العائلة المقدسة- تمنحه ، "مواطن شرف فلسطيني مسيحي" في غزة...كلنا سنصعد للقائه في القدس وبيت لحم.

كنا نتمنى على قداسته لو اختار زمنا لا ترزح فيه القدس ومقدساتھا وإنسانھا تحت الاحتلال .. إننا - نحن شعب فلسطين مسيحيين ومسلمين – لا نقبل لك يا قداسة البابا أن تمرّ من البوابة الضيقة في جدار التمييز العنصري الملتف حول "مدينة السلام" ولا أن تخرج منھا ، من بوابة ضيقة تحت ظلال بنادق إسرائيل إلى "مدينة المھد"..ما كنا نتمنى لعينيك أن تنظرا إلى كنيسة القدس وقد مزق الحرب أوصالھا والى شعب فلسطيني مصلوب على جلجلة القدس بدل أن تنظر إلى قبر مجيد قام منھ المسيح الفادي..ما كنا نتمنى لقلبك أن يسمع أنّات شعب فلسطيني سحقھ الاحتلال في القدس ولا ان تحس بزلزال صھيوني يشقق جدران أماكن مقدسة بل أن تحس بنشوة زلزال انتصار مسيح قائم أيضا في قلوب مسيحيي ھذه الأرض المقدسة

نحن الفلسطينيين المسيحيين أبناء شھود القيامة، نبشركم بان المسيح قام، وشعبنا سيقوم..وان لم تستطيعوا يا قداسة البابا ان ترونا في كنيستنا حول بطريركنا المحبوب فؤاد طوال الموقر في القدس فنحن نرفض ان تغلق أبواب القدس أمامنا ونرسل الى بيت لحم للقاكم. فنحن في القدس ولدنا ، ولا يستطيع احد ان ينتزع منا شھادة ميلادنا ولن نقبل الا ان نلقاكم في كنيسة القيامة وعلى طريق الام المسيح وفوق ساحات الأقصى المبارك مع اھلنا المسلمين. وھناك سنسلمكم غصن الزيتون لتبشروا من ھم سجناء فلك طوفان الحادھم ان السلام في الشرق الاوسط قادم بزوال الاحتلال واعادة القدس الى السلام، والسلام الى القدس.

تنامى الينا خبر سار. قداسة البابا يتبرع بجميع تقادم المسيحيين يوم خميس القربان – العشاء الاخير - لابناء غزة..يا قداسة البابا . ما انتم الا جزء من " الخبز المكسور" في علية صھيون لفداء العالم...ما انتم الا الوكيل الامين الذي اقامھ الله على الخبز اليومي الذي طلبھ السيد المسيح لنا من ابيھ، يوم صلى معنا :" اعطنا خبزنا كفاف يومنا".

ما انتم الا المعلم والقدوة والرسول لتبلغنا رسالة الصوم الكبير:": فالصَّومُ الذي أُريدُهُ. أنْ تُحَلَ قُيودُ الظُّلمِ وتُفَكَ مَرابِطُ النِّيرِ
ويُطلَقَ المُنسَحِقونَ أحرارًا، ويُنزَعَ كُلُّ نيرٍ عَنھُم، أنْ تفرِشَ للجائِعِ خبزَكَ وتُدخلَ المِسكينَ الطَّريدَ بيتَكَ، أنْ ترى العُريانَ فتَكسوَهُ
ولا تتھرَّبَ مِنْ مُساعَدةِ قريبِكَ . بذلِكَ يَنبَثِقُ كالصُّبحِ نورُكَ وتُزھِرُ عافيَتُك سريعًا .تسيرُ في طريقِ الاستقامةِ ويَجمَعُ الرّبُّ بمَجدِهِ
(8-6 : شَملَكَ."( اش 58

من غيرنا وقع الظلم عليھم محرقة، وربط على أعناقھم نير العبودية منذ ستين سنة ؟ من غيرنا سحق كما سحقت غزة بحرب
بربرية.؟ من في غير اھل غزة تمت كلمات المزمور:" يُعَيِّرُني أعدائي ليلَ نھار، والمُھَلِّلونَ لي يشتِمونَني. آكُلُ الرَّمادَ مِثلَ الخبزِ
.. (10-9 : وأمزُج الشَّرابَ بالدُّموعِ" (مز- 102

لنا اكسر بكرم خبزك ، لنا نحن الضائعين في الشتات - وقد ارسلتنا اليھ اسرائيل - افتح ابواب قلبك وادخلنا وآوينا. لنا اخلع
رداءك الارجواني بل والبس المسوح لتغطي عرينا وعارنا. وتقدم نحونا حاملا على طبق قلبك المسيحي مثل البجع لتطعمنا.
من غيرك يستطيع ان يصرخ في وجھ الظلم والظالمين في اسرائيل كما صرخ موسى في وجھ فرعون:" اطلق شعبي"؟
من غيرك يستطيع ان يعلو فوق راس حرية "الفيتو" الاميركي ويضربھ بخشبة الصليب ويكللھ باكليل الشوك ويجلده ويسلمھ
ليصلب؟

سنبقى نحن ابناءك ثابتين على الرجاء الى ان يأتي سلام المسيح الى ارض المسيح .

وان كان العالم خائفا عليك من ابناء غزة ، ومنعوك من الصلاة معنا واخافوك من الطريق الامن الذي سلكھ المسيح ھاربا الى
مصرفاننا نؤكد لك ان قلوبنا في الحقيقة مطمئنة ھادئة وادعة بين اھلنا المسلمين في غزة لنا ما لھم وعلينا ما عليھم فكلنا شعب
الارض المقدسة فلسطين نحب بعضنا بعضا ونحترم بعضنا بعضا.وصاعدون سوية لتحرير ارضنا
نعم. تحنن علينا كما تحنن المسيح وتعال الينا وخذ من قلوبنا لك مسكنا."

الرسالة نصيا كما وصلت وكالة معا