الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفاجأة عمال قطاع غزة:بعضهم جاء يمتطي حصانا وآخرون على عربة يجرها حمار

نشر بتاريخ: 30/04/2009 ( آخر تحديث: 30/04/2009 الساعة: 20:17 )
غزة - تقرير معا - هذه المرة استطاع المواطن وليد عزات ان يجمع بعض الشواقل ليعود بها إلى أسرته، لقد كان اعتصام العمال وسط مدينة غزة فرصة سانحة لتشغيل "حماره" المتعطل عن العمل منذ أن ابتاعه.

قال عزات لـ"معا:" هذه فرصة تاريخية لي و"لحماري" فأنا أعيل 11 نفراً ومتعطل عن العمل منذ 8 سنوات ولا تعرف عائلتي من الأطعمة سوى ما قل"، سألته مراسلتنا بغزة وآخرين عن سعر كيلو الدجاج في مدينة غزة فقال :" أتمنى لو عرفت لي مدة طويلة لم أذق طعم الدجاج".

يعيش المواطن عزات في بيت تم قصفه من قبل الاحتلال الاسرائيلي مؤخراً في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، له من الزوجات اثنتان احداهما مريضة للغاية وتحتاج لعلاج بشكل يومي وهذا بالطبع شيء مكلف لا يستطيعه العاطلون عن العمل.

لم يسمح عزات لنفسه أن يحرم أولاده الذكور من الدراسة فأكبرهم لا زال بالفصل الحادي عشر ويتمنى أن يراه متعلماً ويحمل شهادة جامعية، لذلك كما آخرين بقطاع غزة يأكل الغزيون طعامهم المفضل أو ما يمكن القول عنه "طعام الفقراء" الدقة أو الزعتر مع ما تيسر من الزيت، وبالمواسم قد يعرف هؤلاء اللحوم الحمراء أو البيضاء.

في غزة بات مئات الآلاف من العمال متعطلين عن العمل وهم اليوم في اعتصام نظمته قوى اليسار جاؤوا لإحياء اليوم العالمي لهم قبل أن يحييه الآخرون، الآلاف منهم ملئوا ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، من شتى أرجاء القطاع جاؤوا زحفاً بملابسهم القديمة التي لا تتغير، بعضهم رأى صديق له بالعمل منذ زمن بعيد، تبادلوا التحية والأحضان وانتظموا لسماع ما يقال عنهم في هذا اليوم.

فضل عمر طوطح " 43" عاماً بدا جيدا له ان يجد فرصة عمل وهو يبدي استعداداً فائقاً لذلك ولكنه منذ فقد مصدر رزقه داخل الخط الأخضر قبل سبعة أعوام يزور المؤسسات والجمعيات والبلديات وكل ما يمكن للبحث عن العمل ولا يجد.

يعيل طوطح ثمانية أفراد هو محرج من القول أن عائلته لا تأكل اللحوم إلا بالمناسبات وحاله لا يختلف عن المواطن الجريح عبد الناصر الشاويش من غزة رغم اصابته بساقيه إلا أنه فضل المشاركة في تظاهرة العمال عله يسمع صوته للمعنيين، جاء شاويش على عربة يجرها حمار وآخرون كذلك كانوا على هذه العربة قالوا لمعا:" لا نمتلك ثمن المواصلة حتى الجندي المجهول".

الغرفة التجارية الصناعية الاقتصادية بمدينة غزة أكدت أن قرابة مائتي الف عاطل عن العمل في قطاع غزة وهم بحاجة ماسة للعمل في ظل تدني مستوى الدخل وارتفع نسبة الفقر في القطاع إلى 80%.

فيما قالت وزارة الشؤون الاجتماعية بالحكومة المقالة ان ما نسبته 85% من أسر القطاع تعتاش على المساعدات الإنسانية لا سيما تلك المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أو التي تقدمها الحكومة المقالة أو الفصائل لمساعدة الأسر الفقيرة.

هذه المساعدات لا تكفي حتى آخر الشهر وبالتالي يضطر الغزيون لطرق أبواب المؤسسات الدولية بأنفسهم ومرارا خلال الشهر الواحد علهم يحصلون على ما هو أكثر من "سلة غذائية".

حماس قالت اليوم ان 120 ألف عامل متعطل عن العمل بالقطاع وأن المساعدات الانسانية لا تكفي حاجات أسرهم.

قوى اليسار التي استدعت العمال من بيوتهم المغلقة اليوم إلى تظاهرة حاشدة وسط غزة لم تجد مناصاً من أن تدعو وتطالب وتشدد، فقد دعت العالم الحر إلى الضغط على الاحتلال لفتح المعابر وتوفير فرص عمل لعمال قطاع غزة.

وأكدت على ضرورة أن يجبر المجتمع الدولي اسرائيل على دفع مستحقات العمال الفلسطينيين الذين فقدوا مصدر رزقهم داخل الاراضي المحتلة، منددة بسياسة الحصار التي ترفع من معاناة العمال.

ام محمد الأعرج كانت من بين المتظاهرات في يوم العمال قالت أن أبناءها الذكور الثلاثة كما شقيقاتهن يجلسون بالبيت دون عمل، فقد ملّوا البحث دون جدوى، في حين تسعى والدتهم إلى المؤسسات الإغاثية علها تجد ما يسد رمقهم.