في يوم العمال العالمي جبهة اليسار تنظم مسيرة عمالية حاشدة
نشر بتاريخ: 30/04/2009 ( آخر تحديث: 30/04/2009 الساعة: 18:13 )
غزة-معا- طالب عشرات الآلاف من العمال والكادحين في الكتل النقابية لجبهة اليسار الوطني الفلسطيني في قطاع غزة المنظمات الدولية والإقليمية والعربية والفلسطينية بالضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لفك الحصار عن القطاع، ووقف عدوانها المستمر على شعبنا الفلسطيني.
وشدد العمال وأطرهم النقابية والمهنية الذين زحفوا من كل أنحاء القطاع للاحتفال بيوم العمال العالمي على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية اتجاه إلزام دولة الاحتلال بمسؤولياتها الاقتصادية عن الأراضي المحتلة وفق القانون الدولي الإنساني.
وشارك في التظاهرة الحاشدة التي انطلقت من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، قيادات العمل الوطني في قوى اليسار (الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب)، حيث ساروا بصحبة عشرات الآلاف من العمال من أبناء قوى اليسار نحو باحة الجندي المجهول.
ووجه العمال وأطرهم النقابية اليسارية مذكرتين للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وللمدير العام لمنظمة العمل العربية، أكدوا من خلالهما أنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة والعالم طالما بقي هناك ظلم، وكيل بمكيالين تجاه قضايا الشعوب، خصوصاً في تعامله مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتقاعسه عن إلزامها بقرارات الشرعية الدولية التي تنصف قضيتنا الفلسطينية".
وحمل العمال المتظاهرون أدوات عملهم المهني البسيط، وامتطى بعضهم الحمير والأحصنة، في إشارة الى تمسكهم بأعمالهم البسيطة كوسيلة لتوفير لقمة عيشهم وعيش أسرهم بكرامة، فيما أحرق آخرون مجسماً يمثل قيادات حكومة الاحتلال الفاشية بنيامين نتنياهو، وايهود باراك، وتسيبي ليفني.
ودعوا حركتي "فتح" و"حماس" إلى تحقيق الوحدة الوطنية في هتافات عديدة رددوها "ياعباس ويا هنية، بدنا وحدة وطنية، يا هنية ويا عباس وين رايحين بحقوق الناس"، فيما اشتكوا من تجاهل عوزهم وفقرهم قائلين: "هما ياكلو حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ".
وحملوا لافتات كبيرة طالبوا فيها المجتمع الدولي بفك الحصار عنهم، ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر عليهم الذي قوض البنى التحتية والاقتصادية في قطاع غزة بشكل كامل، والضغط على دولة الاحتلال لرفع الإغلاق المستمر لمعابر القطاع وإدخال المواد الخام والسلع والمواد اللازمة لإنعاش القطاع الخاص الفلسطيني ومصانعه وورشه المنتجة.
كما طالبوا السلطة الفلسطينية بتحّمل مسؤولياتها اتجاه شريحة العمال، الذي يعانون منذ سنوات طويلة من البطالة والفقر في ظل أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية في غاية السوء.
من جانبها أكدت الكتل العمالية لجبهة اليسار في كلمتها خلال الاعتصام أن "جماهير عمالنا وكافة الشرائح الاجتماعية والفقيرة والمهمشة هي التي تدفع أكثر من غيرها ثمن سياسات الاحتلال من ناحية، والانقسام من ناحية ثانية، وهي بحاجة إلى سياسات تنموية واجتماعية تنصفها وتعيد لها كرامتها باعتبارها أداة التنمية وهدفها في آن واحد".
ودعت إلى "اعتبار الأول من أيار مناسبة للنضال ضد قوى الظلم والعدوان"، مجدداً الدعوة لوحدة الحركة العمالية النقابية على أسس ديموقراطية سليمة بإجراء انتخابات وفق نظام التمثيل النسبي الكامل.
وناشدت الكتل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإصدار قانون الضمان الاجتماعي لتوفير الحماية للعمال من البطالة والعوز، ووضع سياسة اقتصادية تنموية واضحة تحمي العمال ومصالحهم وتوفر لهم لقمة العيش الكريم.
ولفتت الكتل إلى تداعيات العدوان الأخير على قطاع غزة الذي طال الإنسان والشجر والحجر، وكل فئات شعبنا وعلى رأسهم شريحة العمال والكادحين والفقراء، وفاقمت من أوضاعهم الكارثية.
وطالبت الكتل بإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي بين شطري الوطن في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدين أن العمال هم من يدفعون ثمن وضريبة الانقسام من قوت اطفالهم.
وأكدوا على ضرورة أن يكون طابع الحوار وطني شامل بديلاً عن الحوار الثنائي الذي يكرس المحاصصة والتقاسم الوظيفي، داعية حركة "حماس" إلى التراجع عن مصادرتها لمقرات العمل النقابي في قطاع غزة، التي طال عدد منها التدمير الاسرائيلي.