أستاذ يهودي يقارن الإسرائيليين بالنازيين من خلال المجازر بغزة
نشر بتاريخ: 30/04/2009 ( آخر تحديث: 01/05/2009 الساعة: 11:51 )
بيت لحم- معا- أثارت رسالة بريدية تحمل رسوما تصويرية لما يسمى المحرقة اليهودية وصورا فوتوغرافية شبيهة لها من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بعثها أستاذ أميركي يهودي الأصل لطلابه, ضجة كبيرة في جامعة سانتا باربارا بكاليفورنيا, حسب ما جاء في صحيفة أميركية.
فقد ذكرت لوس أنجلوس تايمز أن أستاذ علم الاجتماع المقيم بسانتا باربارا, ويليام روبينسون خضع لتحقيق داخلي وتعرض لاتهامات بمعاداة السامية وجهت إليه من طرف جماعتين يهوديتين أميركيتين, وذلك رغم أن كثيرا من طلاب الجامعة وأساتذتها أعربوا عن تأييدهم له.
وقد بدأت هذه الضجة في يناير/ كانون الثاني الماضي بعدما بعث روبينسون رسالة بعنوان "صور متطابقة للنازيين والإسرائيليين" إلى طلابه الثمانين بقسم علم الاجتماع الخاص بالعولمة.
وتشمل الرسالة أكثر من اثنتى عشرة صورة لضحايا اليهود بالمعسكرات النازية بما فيها صور الأطفال القتلى, وبجانبها صور طبق الأصل للضحايا الفلسطينيين على يد إسرائيل في قطاع غزة.
كما تحتوي الرسالة البريدية على مقال ينتقد معاملة إسرائيل للفلسطينيين, فضلا عن تعليق من روبينسون يقول "غزة هي وارسو إسرائيل، معسكر اعتقال ضخم لحجز الفلسطينيين ومحاصرتهم, فنحن شهود على عملية إبادة جماعية بطيئة".
واحتجاجا على هذه الرسالة، هجر طالبان يهوديان دروس روبينسون بذريعة إحساسهما بالإهانة بسبب هذه الرسالة.
واعتبر روبينسون أن التهم الموجهة إليه بمعاداة السامية والتحقيق الذي تجريه الجامعة معه على خلفية هذه القضية "تعديا على الحرية الأكاديمية".
وقال الأكاديمي أيضا "إن هذا يشبه اتهامي بمعاداة أميركا إذا نددت بغزو الحكومة للعراق" مضيفا أن مثل هذا الاتهام يعتبر "أكثر الحجج سخافة وهشاشة".
وأبرز أنه يبعث بصورة منتظمة رسائل إلكترونية لطلابه ولم ينتقده أحد أبدا لذلك, مشددا على أن طبيعة الحرية الأكاديمية تتطلب "اطلاع الطلاب على المواد الجدلية لتحفيزهم على التفكير".
وبهذا تكون سنتا باربارا آخر جامعة أميركية تحدث بداخل حرمها قلاقل بسبب قضايا تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ففي السنوات الأخيرة الماضية, حدثت مشادات بين جماعات إسلامية وأخرى يهودية بجامعة إرفين بكاليفورنيا حول الهولوكوست والسياسات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية, كما حدث جدل حاد بين طلاب وأساتذة جامعة كولومبيا حول قضايا تتعلق بالإهانة والحرية الأكاديمية في إطار نقاشات تتعلق بالشرق الأوسط.
لكن ردة الفعل على رسالة روبينسون كانت شديدة اللهجة من كلا الطرفين, المؤيد له والمناهض له.
فقد نشر مركز ويسنتال المدافع عن اليهود فيلما في اليوتيوب حول هذه القضية تحت عنوان "الطلاب اليهود تحت حصار أستاذ بسانتا باربارا".
أما مؤيدو روبينسون فإنهم يرون أنه يتعرض لحملة خبيثة لا لشيء إلا لأنه طرح قضية أمام طلابه تحفزهم على التفكير الناقد بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد شكل طلاب الجامعة لجنة دفاع عن الحرية الأكاديمية, وأنشأوا موقعا إلكترونيا يورد كل التطورات وينشر رسائل دعم انهالت عليهم من أساتذة وأكاديميين بكل الولايات المتحدة بما في ذلك هيئة علماء كاليفورنيا للدفاع عن الحرية الأكاديمية وتمثل مائة أستاذ وعشرين حرما جامعيا, وقد كتبت برسالة تأييدها لروبينسون إن الحملة ضده تستهدف "تكميم الأفواه عن انتقاد إسرائيل".
وقد كلف روبينسون محاميا للدفاع عنه, كما قررت اللجنة الطلابية المؤيدة له عقد اجتماع بالجامعة يكون منبرا للدفاع عن أستاذ علم الاجتماع وذلك يوم 14 مايو/ أيار القادم.