الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"بائعو الشاي" يصولون ويجولون بمتنزه الجندي المجهول بغزة طلبا للرزق

نشر بتاريخ: 01/05/2009 ( آخر تحديث: 01/05/2009 الساعة: 20:10 )
غزة – تقرير معا - في متنزه الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، وأنت جالس مع عائلتك أو لوحدك يأتي إليك بائعو الشاي من فتيان وشبان كل بلون وطعم ورائحة تختلف عن الآخر، غير الذي أنت معتاد أن تشربه في منزلك, ويصولون ويجولون من أمامك "شاي يا أستاذ".

أسباب قيام هؤلاء الفتية والشبان لبيع ولحمل ما يسمى بـ"بكرج" الشاي في المتنزهات وعلى البحر كثيرة ومتعددة، منها مساعدة عائلاتهم في مصروف البيت, أو ان معيل العائلة مريض أو عاطل عن العمل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عامين, وحسب آخر الإحصاءات الرسمية فإن قرابة 200 ألف عامل من القطاع عاطلون عن العمل وانضموا إلى صفوف البطالة وهم يعيلون مئات آلاف الأسر حيث بلغت نسبة الفقر حد 80%.

الفتى يوسف في الصف الثامن الإعدادي، والذي تتكون عائلته من 7 أفراد ووالدة عاطل عن العمل يحمل "بكرج" الشاي في متنزه الجندي ويتنقل بين المواطنين وعند سؤاله لماذا تبيع الشاي؟ قال " هذا عيب والا حرام" ولو كان الدي يعمل لما كنت أنا هنا".

أما الفتى احمد في الصف الأول الإعدادي والذي يحمل "بكرج" ويتجول أمام العائلات القادمة إلى المتنزه قال " يعاني والدي من مرض في صممات القلب ولا يستطيع العمل وتتكون عائلتي من 10 أفراد، ونعيش على خير "الاونروا" والجمعيات الخيرية وعندما لا تكون لقمة العيش بالبيت انزل على المتنزه وأبيع الشاي".

ووفقا لتقرير أعده مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة د.ماهر الطباع قال فيه ان 85% من سكان القطاع باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من الاونروا وبرنامج الغذاء العالمي والجمعيات الخيرية والاغاثية المختلفة.

هناك الكثير من الحالات ظروفهم صعبة في القطاع بسبب الوضع الاقتصادي المتردي الناتج عن استمرار الحصار وإغلاق المعابر, وهناك الكثير من الفتية والشبان الذين تجدهم في أماكن أخرى من غزة يساعدون عائلاتهم في كسب قوت يومهم إما في بيع الشاي والقهوة أو بيع أصناف أخرى.