"مدى":في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. أوقفوا الاعتداءات على الصحفيين
نشر بتاريخ: 02/05/2009 ( آخر تحديث: 02/05/2009 الساعة: 18:53 )
بيت لحم - معا - في الثالث من أيار من كل عام، تحتفل البشرية باليوم العالمي لحرية الصحافة، تلك الحرية التي تزداد الحاجة لها يوما بعد يوم، خاصة في فلسطين، حيث أن الصحافة تستطيع الإسهام بشكل جدي في إنجاح الحوار الدائر بين الفصائل الفلسطينية، لإنهاء حالة الانقسام التي تسود الساحة الفلسطينية، وفي النهوض بالمجتمع الفلسطيني، والدفاع عن قضيته.
فقد رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" 257 انتهاكا للحريات الإعلامية، منها 147 انتهاكا ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وكان أكثرها دموية قتل مصور وكالة رويترز فضل شناعة بشكل متعمد، في حين ارتكبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة والقطاع ومسلحين فلسطينيين 110 اعتداء.
واشار تقرير "مدى" ان الانتهاكات تواصلت منذ بداية العام الحالي رغم أن الأشهر الاربعة الماضية شهدت انخفاضا في عدد انتهاكات الحريات الإعلامية من حيث العدد، خاصة في الجانب الفلسطيني، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلا أن الشهر الأول من العام الحالي شهد انتهاكات نوعية خطيرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانها على قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل أربعة إعلاميين وهم: علاء مرتجى وعمر السيلاوي وإيهاب الوحيدي، باسل فرج، كما جرح العديد من الصحفيين، وجرى تدمير مقرات وسائل إعلامية، وقصف لابراج تتواجد فيها مكاتب الكثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وإجمالا فلقد أدى العدوان إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الصحفيين والمدنيين، وخسائر مادية كبيرة لوسائل الإعلام تقدر بملايين الدولارات.
من جهة أخرى، اشارت "مدى" ان الاعتداءات الإسرائيلية استمرت على الصحفيين الذين يغطون المسيرات السلمية المناهضة لجدار الضم والتوسع، في العديد من القرى الفلسطينية خاصة في قريتي بلعين ونعلين إلى الغرب من رام الله، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجراح، عدا الذين يتعرضون أسبوعيا للاختناق بالغاز المسيل للدموع، الذي تطلقه قوات الاحتلال على المشاركين في تلك المسيرات وعلى الصحفيين.
واعتبرت "مدى" ان التساهل الذي أبداه المجتمع الدولي الرسمي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في هذه الفترة وخلال العقود الماضية، أدى إلى شعور إسرائيل بانها بمنائ عن العقاب وكأنها فوق القانون، ففي حين تربط بعض الدول تعاونها ومساعداتها لكثير من الدول الأخرى بمدى احترامها لحقوق الإنسان، ونجد إسرائيل مستثناة من ذلك في معظم الأحيان، معتبرة ان عدم ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات وتقديمهم للمحاكمة سواء في الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني، أدى إلى تشجيع آخرين على القيام بانتهاكات جديدة.
واشارت "مدى" ان الانتهاكات التي تمارس وبشكل كبير ضد الإعلام الفلسطيني، خاصة من أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة والقطاع خلال السنتين الأخيرتين أدت إلى تأثيرات سلبية بالغة على الإعلام الفلسطيني، من حيث أدائه المهني وموضوعيته وحياده.
وفي هذا اليوم المكرس لحرية الصحافة، تقدمت "مدى" بالتهنئة الحارة لكافة الصحفيين في فلسطين وباقي أرجاء المعمورة، ودعت إلى إطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين من قبل إسرائيل أو السلطة الوطنية برام الله والحكومة المقالة بغزة، وباقي دول العالم.
وطالب مركز "مدى" المجتمع الدولي بممارسة ضغط جدي على إسرائيل، لوقف اعتداءاتها على الصحفيين، كما طالب الحكومة برئاسة د.سلام فياض، والحكومة المقالة، السماح لوسائل الإعلام الفلسطينية بالعمل بشكل حر، وخاصة تلك التي أغلقت بعد الحسم العسكري في غزة أو التي منعت من التوزيع سواء في الضفة أو القطاع.