الكلية الجامعية للعلوم:المعاقون بصريا يجيبون امتحاناتهم دون مساعدة
نشر بتاريخ: 02/05/2009 ( آخر تحديث: 02/05/2009 الساعة: 16:34 )
غزة - معا- أوضح صلاح صالح رئيس قسم علوم التأهيل أن وحدة التقنيات المساعدة والتي تقدم خدمة التدريب على الكمبيوتر وطرق التعامل معه لذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا المكفوفين منهم، قد خطت بالامس خطوة متقدمة في اطار تطوير قدرات المعاقين بصريا ودمجهم بشكل افضل في المجتمع بعد ان تمكنت الطالبة المعاقة بصريا راوية عبد الله دياب من تقديم امتحاناتها النصفية كتابة مباشرة عبر الحاسوب ودون الاستعانة باحد وهو ما لم يكن يحدث من قبل.
وتابع صالح:" ان الوصول لهذه النتيجة المتميزة جاء اثر جهود الوحدة في تدريب ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على التعامل مع الحاسوب وتدريبهم على استخدامه وتوفير البرمجيات اللازمة لتطويع وتسهيل التعامل مع كافة برامجه للمكفوفين دون الحاجة لاي مرافق".
ومن جهته أوضح يوسف عبد الهادي منسق وحدة التقنيات المساعدة للمعاقين بالكلية أن الوحدة والتي تم انشاؤها قبل عامين في الكلية تعمل على مساعدة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق تعريفهم وتدريبهم على برامج الحاسوب المختلفة وكذلك إمكانية تصفح مواقع الإنترنت ذاتيا، مضيفا أن الوحدة تعمل كذلك على طباعة الكتب بطريقة برايل للمكفوفين وتكبير الخط في بعض الكتب لضعاف البصر كذلك.
وأكد عبد الهادي على قدرة بعض الطلبة من المعاقين بصريا - ومنهم الطالبة المتفوقة راوية - الذين وصلوا إلى مستويات رائعة على حد تعبيره من حيث القدرة على التعامل مع بعض البرامج الحاسوبية المختلفة كبرنامج الطباعة والتنسيق وبرنامج إبصار وهو برنامج تطبيقي ناطق لجميع النصوص الموجودة على شاشة الحاسوب عملت الكلية على اتاحة استخدامه لكافة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن جهتها اعربت الطالبة راوية عبد الله دياب من قسم علوم التأهيل تخصص تأهيل مجتمعي عن سعادتها الغامرة بعد تمكنها من الوصول لهذا المرحلة في الاعتماد على نفسها في التعامل مع الكمبيوتر وحتى في الاجابة على امتحاناتها ودون الاستعانة باحد، واضافت الطالبة دياب وهي تنقر بيديها على لوحة الحاسوب وتعلو اذنيها سماعتان حيث بدت وكانها شخص عادي لا اعاقة بصرية لديه ان وصولها الى هذه المرحلة سيساعدها على التفوق اكثر في دراستها والتعبير بشكل اكثر حرية عما تريد بعيدا عن تدخل خارجي قد يعيق او يحدث خللا في بعض الاحيان في مضمون الاجابة المطلوبة".
واكدت دياب ان هذه الخطوة ما كان لتتم لولا العناية المتواصلة التي توليها الكلية والقسم للطلبة المعاقين سواء عبر توفير البيئة المناسبة لدراستهم ومن قبل ذلك دعم رسومهم او عبر توفير المختبرات والتقنيات اللازمة لدمجهم في عالم التكنولوجيا بمختلف حيثياته.
من ناحيته أكد الطالب بقسم علوم التأهيل بالكلية شادي ضاهر وهو ذو إعاقة بصرية كاملة أنه يمكنه الطباعة على الحاسوب باللغتين العربية والإنجليزية بشكل متقن، إضافة إلى قدرته على التصفح الإلكتروني وذلك بتوجيه من الخبراء والمدربين بالكلية.
فيما أشارت تحرير النجار الطالبة ذات الإعاقة البصرية الكاملة والتي تدرس أيضا بقسم علوم التأهيل بأن قدرتها على تقديم الامتحانات بشكل فردي أصبحت متاحة بعد التدريب المتواصل على الكمبيوتر، موجهة شكرها في ذات الوقت لإدارة الكلية على اهتمامها ومساعدتها لهم جميعا من هذه الفئة وداعية كل ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الدراسة في الكلية من أجل هذا الاهتمام والرعاية والتي على حد قولها لن يجدوها في أي مكان آخر.
يذكر ان قسم علوم التاهيل بالكلية يعمل على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل الكلية وخارجها عبر التنسيق المشترك والتعاون مع مختلف مؤسسات التأهيل ومدها بكادر مؤهل تاهيلا اكاديميا ومهنيا للتعامل مع المعاقين وفق اسس علمية سليمة كما يعمل القسم على تنظيم اضخم فعالية في مجال الاعاقة في فلسطين سنويا وهي الملتقى الإبداعي السنوي للمعاقين والذي يضم العديد من الفعاليات ويستمر على مدار أيام يتخلله معرضا يضم منتجات المعاقين وإبداعاتهم، كما تضم الكلية اضافة لوحدة تكنولوجيا المعلومات للمعاقين عيادة اضطرابات التخاطب والتي تعمل على معالجة مشاكل النطق والكلام لدى أفراد المجتمع الفلسطيني بشكل عام.