السبت: 12/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجلس الوزراء: صرف رواتب الموظفين الخميس القادم

نشر بتاريخ: 04/05/2009 ( آخر تحديث: 04/05/2009 الساعة: 21:23 )
رام الله- معا- أكد مجلس الوزراء أنه سيتم يوم الخميس القادم صرف الرواتب لجميع الموظفين في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أن بذلت الحكومة جهوداً كبيرة لتأمينها، مناشداً كافة الدول العربية الشقيقة والدول المانحة إلى سرعة الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بتقديمها خلال مؤتمري باريس وشرم الشيخ حتى تتمكن السلطة الوطنية من الوفاء بالتزاماتها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة إعادة إعمار قطاع غزة.

وطالب مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في رام الله اليوم الاثنين برئاسة الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الأمم المتحدة بإرسال لجنة تحقيق دولية للإطلاع على المخططات والممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس، وما تتعرض له المدينة المقدسة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها من اعتداءات، إضافةً إلى الحملة الإسرائيلية لمصادرة آلاف الدونمات وإقامة مستوطنات جديدة عليها وتوسيع المستوطنات القائمة وسياسة هدم منازل المواطنين الفلسطينيين وإخلاء أحياء بأكملها من سكانها واقتلاعهم، ومنع أعمال ترميم وصيانة المباني والمنازل في البلدة القديمة، ومنع المصلين من الوصول إلى الأماكن الدينية، ورفضها إعادة الحجر الأموي الذي تمت سرقته من الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ووضعه في باحة الكنيست الإسرائيلي في إطار المحاولات الإسرائيلية اليائسة لتهويد المدينة المقدسة وتزوير الحقائق وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.

ورحب مجلس الوزراء بالدعوة التي وجهتها الأمم المتحدة إلى إسرائيل لوقف سياسة هدم المنازل في مدينة القدس، إضافة إلى المباني الفلسطينية في مناطق (ج)، مطالباً الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية واللجنة الرباعية وخاصة الولايات المتحدة إلى التدخل فوراً واتخاذ موقف حازم يتعدى حدود الدعوات والتصريحات، خاصة بعد قرار وزير الداخلية الإسرائيلي بالمصادقة على قرار مصادرة 12 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم وضم مستوطنة كيدار إليها وبناء 6 آلاف وحدة سكنية عليها مندداً بهذه القرارت ومحذراً من خطورة هذه السياسات الإسرائيلية على مستقبل المنطقة والعالم.

وبحث مجلس الوزراء المقترحات والأفكار التي سيقدمها الوفد الفلسطيني في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، والذي سيعقد يوم الخميس القادم بناءً على طلب فلسطين، لبحث كيفية مواجهة الممارسات الإسرائيلية في القدس بما في ذلك التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يدين كافة الإجراءات والمخططات الإسرائيلية في المدينة المقدسة، كما سيبحث وزراء الخارجية العرب السبل الكفيلة والخطط اللازمة لتعزيز صمود المواطنين المقدسيين أمام حدة الممارسات الإسرائيلية وتصاعدها، والهادفة إلى تفريغ المدينة وتهويدها وتغيير معالمها الحضارية والدينية الإسلامية والمسيحية.

الوضع السياسي:
أطلع الدكتور سلام فياض أعضاء مجلس الوزراء على الاجتماع الذي عقده مع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى السلطة الوطنية، والذي أطلعهم خلاله على آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والمخاطر التي تواجه مستقبل عملية السلام جراء استمرار الحكومة الإسرائيلية في سياستها الاستيطانية، وخاصة في مدينة القدس، وكذلك استمرار الاجتياحات، وفرض الحصار على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.

وجدد رئيس الوزراء تقديره لمواقف الاتحاد الأوروبي، ودعمه المتواصل لحقوق الشعب الفلسطيني، كما جدد شكره لمواقف الاتحاد الرافضة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، واعتباره غير شرعي ويتناقض مع القانون الدولي، ومثمناً قرار الاتحاد الأوروبي ربط تطوير علاقاته مع إسرائيل بالاعتراف بحل الدولتين، مطالباً دول الاتحاد بالثبات على هذا الموقف وعدم الخضوع للابتزازات الإسرائيلية.

وشدد رئيس الوزراء خلال اللقاء، على أن حماية مستقبل حل الدولتين يتطلب تقيد إسرائيل بالاتفاقات السابقة، والتزامها بالوقف الشامل لجميع الأنشطة الاستيطانية، ووقف الاجتياحات. واعتبر أن هذين الأمرين يشكلان المدخل الضروري والشرط الذي لا يمكن تجاوزه لإعادة المصداقية لعملية السلام بهدف إنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. هذا بالإضافة إلى ضرورة العمل باتفاقية المرور والحركة لعام 2005، وبما يضمن رفع الحصار عن قطاع غزة، والبدء بتنفيذ برامج السلطة الوطنية لاعمار قطاع غزة.

الوضع الصحي:
أكد الدكتور فتحي أبو مغلي وزير الصحة خلال جلسة مجلس الوزراء، عدم اكتشاف أية حالة إصابة بمرض انفلونزا الخنازير في الأراضي الفلسطينية، وأن الوزارة وضعت في حالة جاهزية عالية للتعامل مع المرض، من خلال إصدار تعميم لمؤسساتنا الصحية والعاملين فيها من أطباء وممرضين للتعامل بمنتهى الجدية مع أية حالة تظهر عليها أعراض مماثلة لأعراض انفلونزا الخنازير، وذلك بعزلها وأخذ العينات لإجراء الفحوصات اللازمة، واتخاذ كافة التدابير لحماية الطواقم الطبية والمواطنين المخالطين للحالة، إضافة إلى النشرات التثقيفية للمواطنين لتجنب إصابتهم بهذا المرض.

وأكد الوزير أن لدى الوزارة مخزون كافٍ من الأدوية المستخدمة في علاج المرض للتعامل مباشرة مع أية حالات محتملة، وبذل الجهود مع منظمة الصحة العالمية وجهات دولية أخرى لرفع مستوى المخزون، بما يمكن من تغطية 25% من السكان إذا حدث طارئ، إضافة إلى وجود مخزون إقليمي تابع للمنظمة الدولية في قطر لخدمة أية دولة تواجه انتشاراً محتملاً لهذا المرض، وأن السلطة الوطنية على اتصال وتنسيق دائم مع الدول المجاورة كمصر والأردن وإسرائيل، بهدف تبادل المعلومات والخبرات والتعاون للحيلولة دون انتشار المرض في المنطقة.

الوضع الأمني:
أشاد مجلس الوزراء بالإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية لفرض سيادة القانون والنظام العام، في إطار الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لتوفير الأمن للمواطن الفلسطيني وحماية مصالحه والتي ساهمت في النهوض بالوضع الاقتصادي، وشجعت على إقامة العديد من المشاريع الاستثمارية بما يمكن من إنجاز مشروعنا الوطني المتمثل بإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

واستمع المجلس إلى تقرير من وزير الداخلية حول التحضيرات لاستقبال قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر للأراضي الفلسطينية، مؤكداً استعداد كافة الأجهزة الأمنية لهذا الحدث الكبير. ودعا مجلس الوزراء إلى تضافر الجهود لإنجاز كافة التحضيرات لاستقبال قداسة البابا رغم إجراءات الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى تخريب زيارة قداسته إلى الأراضي الفلسطينية.

الأوضاع الاقتصادية والتنموية:
أطلع الدكتور سلام فياض أعضاء مجلس الوزراء على نتائج زيارته التي قام بها أول أمس إلى محافظة الخليل، والتي افتتح خلالها مقر المخابرات العامة، ووضع حجري الأساس لمشروعي حرم جامعة بوليتكنيك فلسطين، والمنطقة الصناعية التكنولوجية غرب بلدة بيت كاحل، وافتتاح مصنع زمزم للصناعات البلاستيكية، إضافة إلى جولته التفقدية على عدد من المصانع والشركات في المحافظة، مشيداً بأبناء محافظة الخليل في النهوض بالوضع الاقتصادي رغم المعيقات الإسرائيلية وسياسة الحصار والإغلاق التي تمارسها.

ذكرى النكبة:
قرر مجلس الوزراء اعتبار الخامس عشر من أيار من كل عام يوماً وطنياً لإحياء ذكرى النكبة، ودعوة جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والشعبية للمشاركة الفاعلة في إحياء هذه الذكرى، ودعوة الموظفين وطلبة المدارس للمشاركة في الفعالية المركزية التي ستقام في رام الله يوم الخميس الموافق 14/5/2009، كما قرر المجلس تخصيص مبلغ ثمانين ألف دولار لدعم إقامة الفعاليات بهذه المناسبة، وتكليف وزارتي التربية والتعليم العالي والأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، وتكليف وزارة الخارجية بتوجيه تعميم للسفارات وممثليات السلطة الوطنية الفلسطينية والجاليات الفلسطينية في خارج الوطن للمساهمة الفاعلة في إحياء الذكرى.

جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل:
رحب مجلس الوزراء بإعلان الناطق باسم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن عقد اجتماع للجنة التحقيق الدولية التي شكلها المجلس تمهيداً لبدء جولتها في المنطقة للتحقيق في الانتهاكات التي قامت بها قوات الاحتلال خلال عدوانها على قطاع غزة، مؤكداً استعداد السلطة الفلسطينية للتعاون التام مع اللجنة ووضع كافة المعلومات والأدلة المتوفرة لديها تحت تصرف اللجنة.

يوم الصحافة العالمي:
وجه مجلس الوزراء تحية إلى الصحفيين الفلسطينيين بمناسبة يوم الصحافة العالمي معرباً عن اعتزازه بالدور النبيل الذي يقوم به الصحفيون الفلسطينيون في إطلاع العالم على ما تقوم به قوات الاحتلال من جرائم وممارسات بحق شعبنا الأعزل، وبالدور النضالي والتضحيات الجسيمة التي قدمها الصحفيون طيلة مراحل نضالنا الوطني، والذين رفدوا ثورتنا المعاصرة بكوكبة متميزة قدمت من بين صفوفها الشهداء والجرحى والأسرى للدفاع عن قضيتنا العادلة وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.

وقرر مجلس الوزراء المساهمة في تغطية أتعاب المحاماة في الدعوى المرفوعة أمام القضاء الكندي ضد الشركات الكندية التي قامت بإنشاء وحدات سكنية للمستوطنين على أراضي قرية بلعين، والمصادقة على الاستراتيجية الشاملة لصياغة وتنظيم أعمال وحدات النوع الاجتماعي في جميع الوزارات، وعلى استملاك منفعة قطعة أرض لصالح بلدية قلقيلية لإقامة مدرسة عليها ورفع القرار للرئيس للمصادقة عليه.