الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

من المسؤول؟ ام مكلومة تكبل ابناءها بالسلاسل في دير سامت بالخليل

نشر بتاريخ: 04/05/2009 ( آخر تحديث: 05/05/2009 الساعة: 17:03 )
بيت لحم- معا- القيود والسلاسل تشكل رمزا للسجون والمعتقلات ولكن ان تقوم الام بتكبيل الابناء بسلاسل مع"قفل" وتحتفظ بالمفاتيح بقلادة في رقبتها فهذا ما هو مستغرب ومستهجن.

الام المكلومة لا تقوم بذلك كرها او نكاية باولادها بل هي الحاجة والعجز امام الضغوط الاجتماعية ومنظومة القيم الثقافية وكذلك لعدم تعاطي اصحاب المسؤولية مع هذه الحالة .

في قرية دير سامت بجانب بلدة دورا قضاء الخليل وفي بيت متواضع ومتهالك تعيش اسرة فلسطينية ابتلاها الله بالمرض حيث تعاني فوزية حوالي 35 عاما ونجاح 30 عاما وصلاح حوالي 45 عاما وفرح 28 عاما من امراض لها علاقة بالاعاقة العقلية وفي النطق ايضا ولم يكن المرض وحده الداء بل ايضا الفقر فلا احد يعيل الاسرة بعد ان توفي الاب قبل فترة ودفن في فناء البيت بناء على طلبه ليبقى قريبا من الم وهموم اولاده. لتحمل الام عبء الاسرة المنكوبة وتكافح لتوفر لقمة العيش لهم خاصة انهم بحاجة لكميات من الغذاء.

والصغير فرح يشرب يوميا حوالي 15 علبة كولا وهو مدمن على ذلك وتقول والدته انه اذا لم توفر له الكولا يغضب ويبدا بضرب راسه في الجدران حتى تنزف من راسه الدماء .والام تقيدهم بالسلاسل حفاظا عليهم من اعتداءات المحيطين من الاولاد او من ان يعتدوا هم على احد من الجيران وايقاع الاذى بالاخرين نتيجة الاعاقة العقلية ولا مفر امام الام سوى تكبيلهم بسلسلة تسمح لهم بالحركة لامتار معدودة مع استحداث قفص حديدي محاط بقضبان متباعدة وباب له قفل وذلك بجانب البيت ولايام الصيف كما ان الابواب الداخلية محكمة الاغلاق بدرباس والاقفال لضمان السيطرة على الموقف وكذلك حال السور الذي تعلوه الاسلاك الشائكة .

الام المكلومة تقول انا لا اريد ان يمدني احد بالمال وانا لا اتسول من احد وكل ما اريده ان تهتم مؤسسة بابنائي وان اجد مؤسسة ترعاهم وتحتضنهم خاصة انني غير ضامنة لعمري ولن اعيش لهم ابد الدهر.

قصة هذه العائلة رصدتها وكالة معا وقناة العربية عبر الزميل محمد اللحام حيث كان وقع المشاهد المؤلمة كبير مما يدفعنا في معا لمناشدة الرئيس الفلسطيني ابو مازن للتدخل وانقاذ هذه العائلة وكذلك رئيس الوزراء د.سلام فياض ولاعضاء المجلس التشريعي في مساعدة هذه الاسرة مما هي فيه لان بقاء الوضع على ما هو عليه يشكل مظهرا سلبيا ومعيبا لكافة المؤسسات ان كانت رسمية او اهلية.