الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

افتتاح فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية في مكتبة جامعة بيرزيت

نشر بتاريخ: 05/05/2009 ( آخر تحديث: 05/05/2009 الساعة: 15:50 )
رام الله - معا - افتتح نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الأكاديمية د. عبد اللطيف أبو حجلة اليوم الثلاثاء، معرضاً للكتب في المكتبة الرئيسية في الحرم الجامعي، ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، حيث خصص ركن في القاعة بإسم "زاوية القدس" ضمت مجموعة من الكتب القيمة والنادرة عن القدس والمجموعات التراثية، بالإضافة إلى معرض فني لمجموعة من الفنانين المقدسيين بعنوان "أبجدية الألوان" يقيمه متحف المقتنيات التراثية والفنية.

وأكد د. أبو حجلة أن وحدات الجامعة المختلفة تشارك في هذه الاحتفالية منذ بداية انطلاق شعلتها من خلال نشاط عمادة شؤون الطلبة والوحدات الأكاديمية المختلفة، عبر عروض ونشاطات ثقافية ومحاضرات عامة ومتخصصة بتاريخ القدس ومكانتها.

وتستكمل مشاركة الجامعة بنشاط مكتبتها التي تؤكد على تلازم دور الجامعة والمجتمع الفلسطيني والمؤسسات العامة والخاصة في تقدير القدس والتأكيد على عروبتها وفلسطينيتها من خلال معرض الكتب، والندوات والمحاضرات التي ستتناول حضارة القدس ومكانتها كعاصمة للثقافة العربية.

من ناحيتها رحبت مديرة المكتبة ديانا صايج ناصر بانعقاد فعاليات القدس عاصمة الثقافة للعربية لهذا العام والذي يجسد مدى الاهتمام الثقافي الذي شق طريقه بالوعي عبر المدارس والجامعات والمؤسسات ليكرس مفهوم القدس وواقعها وقيمتها التاريخية، هذه المدينة الشامخة الأبية، العتيقة بشوارعها وأسواقها وحاراتها الفريدة، لنفض الغبار عن ذاكرتها التي تتعرض لعملية تهويد واستهداف نادر في التاريخ.

وتم خلال الإفتتاح تكريم ثلاثة مدرسين وثلاثة طلاب كأقرب أصدقاء للمكتبة، ومنح شهادات تقدير وجوائز لأفضل ثلاثة طلاب في العمل الطلابي.

وقدم رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة سميح حمودة محاضرة حول التعايش الحضاري في القدس، والتي سلطت الضوء على الاختلاف الكبير بين نموذج الحياة في القدس خلال الحكم العربي الإسلامي ونموذج الحياة الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه فيها انطلاقا من رؤيتها وفلسفتها "الصهيونية".

حيث أشار حمودة إلى التعايش بين أتباع الديانات المختلفة، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود لمئات من السنين مع بعضهم البعض في المدينة على أساس الاعتراف والاحترام المتبادل، بل إن السجل التاريخي يقدم حالات رائعة من التعاون والتوافق والتواثق في سبيل تحقيق الأمن والسعادة والاستقرار للجميع، وكان هناك مشاركة في الاحتفالات الدينية المختلفة من قبل جميع أتباع الأديان، ومشاركة في المناسبات الأخرى من أفراح وأتراح، ولم تكن المشاكل والصراعات بين الطوائف المختلفة لتخرج عن إطار المشاكل والصراعات المعهودة بين أبناء المجتمع الواحد، بل بين أتباع الفئة الاجتماعية الواحدة.

وتطرق حمودة إلى احترام الإنسان وكرامته، وحقه في النمو والحياة الطبيعية، فلم يعرف التاريخ العربي الإسلامي مخططات لتهجير غير المسلمين، ولم يتم هدم بيوتهم ولا العمل على إفقارهم اقتصادياً، بل إن المواطنين جميعاً وجدوا فرصاً متكافئة للعمل والنمو، فكان هناك مشاريع اقتصادية مشتركة بين أبناء الأديان الثلاثة، وهو عكس ما تفعله إسرائيل.

وأوضح حمودة أن النموذج الإسلامي لم يكن يسخر من مقدسات أتباع الأديان الأخرى، ولا يسفهها، بل يحترمها ويحترم رموزها، ويضم أنبياءها للأنبياء الذين يجب الإيمان بهم، فهو نموذج جامع ومستوعب للتراث الديني التوحيدي السابق لظهور الإسلام، لا نموذجاً انعزالياً ينظر لأديان الآخرين نظرة الرفض التام والامتهان والسخرية والاحتقار، كما لم يقدم النموذج العربي الإسلامي نظريات تبرِّر الاستيلاء على مقدسات الآخرين أو هدمها وإزالتها.

من جانب آخر قدم أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة د. سميح شبيب محاضرة بعنوان: "عن أي قدس نتحدث"، تتطرق خلالها إلى لمحة عن القدس عبر التاريخ، بدءاً من الفترة الكنعانية 2500 قبل الميلاد، مروراً بالعصور؛ الفرعوني، اليهودي، البابلي، الفارسي، اليوناني، الروماني، المسيحي، الاسلامي، الصليبي، العثماني، البريطاني.

واستعرض مرحلة ما بعد 1967، والإجراءات الاسرائيلية لتهويدها عبر مخططات جغرافية وديمغرافية، وصولاً لمخطط القدس 2020 الذي يهدف إلى تقليص السكان العربي إلى 12% مقابل 88% لليهود. متطرقاً إلى قصية جدار الفصل العنصري، ودوره في تغيير الجغرافيا والسكان في القدس، ذلك أن 125 ألف فلسطيني مقدسي، سيغادرون إلى الضفة الغربية، عبر هجرة قسرية. وفي ختام محاضرته ربط د.مسيس الإجراءات الإسرائيلية في القدس بمشروع إقامة هيكل سليمان.

يذكر أن دور النشر المشاركة في معرض الكتاب هي دار البيرق، دار الشروق، كاشا للنشر والتوزيع، مكتبة دار الجامعات، مكتبة دار الفكر، مكتبة دنديس، وكالة أبو غوش للنشر والتوزيع، بالإضافة إلى مؤسسة الدراسات الفلسطينية ووزارة الثقافة.