حلقة حول أثر التصميم المحسّن للبناء المدرسي على تحصيل الطلبة الأكاديمي
نشر بتاريخ: 05/05/2009 ( آخر تحديث: 05/05/2009 الساعة: 19:11 )
رام الله -معا- نظمت وزارة التربية والتعليم العالي اليوم حلقة نقاش، استعرضت خلالها نتائج دراسة أعدتها حول "أثر التصميم المحسّن للبناء المدرسي على التحصيل الأكاديمي لطلبة فلسطين"، افتتحها بصري صالح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير وحضرها كادر وزارة التربية والتعليم وممثلون عن بنك التنمية الألماني، ومديرو مدارس ومعلمون.
وأظهرت الدراسة أن تحصيل الطلبة واتجاهاتهم هم ومديرو مدارسهم ومعلموهم، كانت أفضل في المدارس الجديدة الحديثة، بالمقارنة مع المدارس القديمة.
وهدفت الدراسة إلى معرفة مدى تأثير التصميم المحسّن للمدارس التي قام ببنائها بنك التنمية الألماني، على تحصيل الطالب. وهي مدارس ذات مواصفات حديثة ومزوّدة بمرافق صحية وساحات وملاعب ومصممة بطريقة عصرية تراعي موضوع البيئة الصفية، والتي تشكّل عنصر جذب للطلبة وتصبح صديقة لهم، ويشعر الطالب فيها أنه في بيته الثاني.
وقدم صالح شكره لبنك التنمية الألماني أكبر الداعمين للوزارة في مجال الأبنية المدرسية، مشيراً إلى أن هذه الدراسة تأتي في إطار تنفيذ الخطة الخمسية للوزارة، التي تركز بشكل أساسي على نوعية التعليم. وأعرب عن فخره بأن 98% من الأطفال الفلسطينيين ملتحقون بالتعليم الأساسي نصفهم من الإناث، رغم الظروف السيئة التي يسببها الاحتلال.
وأكد أنه دون توفير بنى تحتية لم يكن بالإمكان تحقيق أي نجاح، ولولا ما بذلته الوزارة من جهود في هذا المجال، لكانت واجهت كارثة، وكان أول من سيدفع الثمن الإناث، موضحاً أننا نقف اليوم على أرضية صلبة مكّنتنا وأهّلتنا للانطلاق. وأشار إلى أن الدراسة تمت في إطار شراكة فريدة داخل الوزارة بالتعاون مع بنك التنمية الألماني وأنها تمت بشكل مهني، وبصورة وضعت بعض التصورات الخاصة حول أهمية البناء المدرسي في تطوير التعليم وهو أحد البنود الذي سيساهم في حل مشكلة ضعف التحصيل.
واستعرض المهندس فواز مجاهد مدير عام الأبنية المدرسية، ما نفّذته الوزارة في مجال الأبنية المدرسية منذ عام 1994 مؤكداً أنها بنت 15 ألف غرفة صفية، وأن حاجتها للبناء تتزايد كل عام نظراً للازدياد المضطرد في أعداد الطلبة.
وتحدث عن تجربة الوزارة في تصميم الأبنية المدرسية ومدى التطور الذي طرأ خلال السنوات الماضية، حين أدركت أهمية البناء المدرسي في التحصيل العلمي، وتطوير البيئة التعليمية، مقدماً شكره لبنك التنمية الألماني الذي قدم ما يزيد عن 50 مليون يورو لدعم الأبنية المدرسية، وقدم وعوداً بتقديم 25 مليون يورو أخرى. كما قدم الشكر لألمانيا التي موّلت إجراء البحث / الدراسة الرامية إلى قياس مدى تأثير البناء المدرسي على تحصيل الطالب، والذين زودوا الوزارة بأفكار من شأنها أن تجعل الطالب مُحبّاً للمدرسة.
من جهته، استعرض المهندس عماد بريغيث منسق مشروع بنك التنمية الألماني في الوزارة أهداف الدراسة وآلية تطبيقها عبر مقارنة مدارس قديمة مع مدارس حديثة من حيث التصميم الذي يراعي التهوية والإضاءة والساحات والمرافق الصحية ومدى تأثير ذلك على الطلبة، معرّجاً على المشروع الألماني الذي عمل على إنشاء وترميم 800 غرفة صفية في 80 مدرسة بصورة أنهت التعليم المسائي، وخفّفت من حدّة الاكتظاظ، وأنهت الغرف المستأجرة، وغير الملائمة، مؤكداً أن مدارس المشروع الألماني ذات مواصفات فنية عالية، تم فيها مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير مواقف للسيارات وروعيت فيها خصوصية الملاعب والساحات، بصورة تعمل على توفير بيئة صحية تريح الطالب وتحفّزه على تحسين التحصيل.
وتحت عنوان "البيئة المدرسية الجاذبة" استعرضت حنان عابد من الإدارة العامة للصحة المدرسية نتائج دراسة كانت أجرتها الوزارة عام 2002 حول مواصفات المدرسة صديقة للطفل، استهدفت الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور.
وأشارت فيها إلى أن الطلبة ركزوا على قضية نظافة المدرسة وتوفير بيئة صحية ومرافق نظيفة باعتبار ذلك أهم الأولويات في المدرسة الصديقة، حيث أبدى الجميع إعجابهم بنتائج الدراسة التي أكدت أن الطلبة كانوا قد سبقوا الخبراء في التشخيص.
بدوره، تحدث د. محمد مطر مدير دائرة القياس والتقويم عن البيئة المدرسية وتأثيرها على نوعية التعليم، مؤكداً أنها تدخل في تطوير المنهاج وتوفير فرص التعليم الجيد. وأكد أن الدراسة دعت إلى ضرورة تطوير تصاميم مدرسية تخدم الأنشطة المدرسية والأنشطة المجتمعية، وضرورة خلق ثقافة لدى المعلم والطالب ومدير المدرسة بضرورة الانتماء للمدرسة.
وعرض د. كاي نويشسك الباحث الرئيسي من جامعة لوزان نتائج الدراسة والتي أظهرت أن طلاب المدارس الحديثة كان تحصيلهم أفضل من طلاب المدارس ذات التصميم القديم، وأن اتجاهات مديري هذه المدارس ومعلميها أيضاً أفضل من تلك التي لدى مديري ومعلمي المدارس القديمة.
وشارك في إعداد الدراسة مؤسسة Collcqua Sar، وبنك التنمية الالماني KFW، ومؤسسة الأراضي المقدسة البحثية، ومركز القياس والتقويم، والإدارة العامة للأبنية المدرسية.
وأدار حلقة النقاش د. محمد مطر والمهندس فخري الصفدي وأشرف عليها طاقم دائرة القياس والتقويم والإدارة العامة للأبنية.