الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

في أقل من أسبوع:سقوط 7 فلسطينيين وإصابة أكثر من 20 آخرين في جرائم العنف الداخلي والانفلات الأمني

نشر بتاريخ: 15/06/2005 ( آخر تحديث: 15/06/2005 الساعة: 16:49 )
غزة-معا- يتابع المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقلق عميق التدهور المستمر في الأوضاع الأمنية الداخلية في ظل التصعيد المستمر لمظاهر سوء استخدام السلاح والانفلات الأمني وما ينتج عنها من جرائم، حصدت خلال أقل من أسبوع أرواح 7 أشخاص، بينهم طفل يبلغ من العمر 12 عاماً. ويجدد المركز مطالبته للسلطة الوطنية الفلسطينية من أجل تحمل مسؤولياتها في حفظ النظام وإعادة الاعتبار لسيادة القانون وهيبته، وذلك في إطار ما يسمح به القانون مع مراعاة مبادئ حقوق الإنسان.

آخر الجرائم الناجمة عن سوء استخدام السلاح وقعت في غزة صباح أمس الموافق 14/6/2005، وقتل فيها أربعة أفراد بينهم أب واثنان من أبنائه جراء اشتباك بالأسلحة النارية وقع على خلفية نزاع عائلي. ووفقاً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 10:00 من صباح أمس، اعترضت عدد من الأفراد المسلحين والملثمين، كانوا يرتدون زياً عسكرياً ويستقلون سيارتين مدنيتين، طريق سيارة أخرى، كان يستقلها ثلاثة أشخاص مسلحين أيضاً، وذلك في شارع يافا، شمال مدينة غزة. وذكر شهود عيان أن تبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة وقع بين الجانبين أسفر عن مقتل اثنين من ركاب السيارة التي تم اعتراضها وواحد من مجموعة المهاجمين. وقد تمكنت المهاجمون من اختطاف الشخص الثالث الذي بقي على قيد الحياة إلى جهة غير معلومة، حيث عُثر على جثته في ساعات بعد الظهر بالقرب من مقبرة الشهداء، شمال شرق مدينة غزة. وقد تبين أن الضحايا من الطرفين ينتمون إلى عائلة عزيز وأن الاشتباك كان يتعلق بتصفية خلافات عائلية. والقتلى هم كل من أحمد عبد العزيز عزيز، 53 عاماً، ونجليه محمد، 30 عاماً، ورزق، 26 عاماً (الذي كان قد تم اختطافه)، وعبد العزيز دانيان عزيز، 30 عاماً، وهو من مجموعة المهاجمين الملثمين.

وتشكل هذه الجريمة امتداداً لسلسلة من الجرائم والأحداث ذات الصلة بانتشار السلاح وسوء استخدامه واستمرار حالة الفلتان الأمني، والتي تصاعدت بشكل ملموس خلال الأيام القليلة الماضية.

ففي مساء يوم الخميس الموافق 9/6/2005، اشتبك أفراد من جهاز الأمن الوقائي مع مجموعة من المسلحين من لجان المقاومة الشعبية، قرب مقر جهاز الأمن الوقائي في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، وقد أدى الاشتباك إلى إصابة أحد أفراد المجموعة ونشر حالة الخوف والهلع بين المواطنين القاطنين في المنطقة. وقع الحادث عند حوالي الساعة 11:00 مساءً، حيث كانت مجموعة مسلحة من ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية تمر في سيارة مدنية بالقرب من مقر جهاز الأمن الوقائي، وقام أفراد من الأمن الوقائي بإيقاف السيارة الني كانوا يستقلونها وطلبوا منهم الترجل منها. وعلى إثر رفض أفراد المجموعة المسلحة الترجل من السيارة قام أفراد الوقائي بإطلاق النار مما أدى إلى إصابة أحد أفراد المجموعة ويدعى مؤمن دغمش بعيار ناري في الساق واحتجزوه، بينما تمكن الباقون من مغادرة المكان بعد أن ردوا بإطلاق النار.

وفي أعقاب ذلك، هاجمت مجموعة مسلحة من لجان المقاومة الشعبية ومن عائلة دغمش مقر الأمن الوقائي في حي تل الهوا، وأطلقوا النار باتجاه المقر في محاولة منهم لإطلاق سراح المصاب دغمش، مما حذا بأفراد الأمن الوقائي بالرد بإطلاق كثيف للنار . ولم تسجل إصابات ولكن سادت حالة من الخوف والهلع لدى سكان الحي.

وتجددت الاشتباكات مرة أخرى في مساء اليوم التالي (الجمعة الموافق 10/6) بين أفراد مسلحين من عائلة دغمش وعناصر من الأمن الوقائي بالقرب من منزل رئيس جهاز الأمن الوقائي العميد رشيد أبو شباك، استمرت حتى صباح يوم السبت الموافق 11/6/2005، سادت خلالها حالة من التوتر في المنطقة نتيجة انتشار مكثف لعناصر الأمن الوقائي في الحي وإطلاق النار المستمر بين الجهتين. وخلال تلك الاشتباكات، وفي حوالي الساعة 10:15 مساء يوم الجمعة، قام أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بإطلاق قذيفة باتجاه حراس منزل العميد أبو شباك بعد أن استولى أفراد من الأمن الوقائي على سلاحه ومنعوه من المرور من أمام منزل أبو شباك الذي يقطن بجواره. ولم يسفر ذلك عن أية إصابات.

وفي حي قشطة جنوبي مدينة رفح، وفي حوالي الساعة 7:00 من مساء يوم الجمعة الموافق 10/6/2005، قُتل الطفل أحمد خليل قشطة، 12 عاماً، جراء إصابته بعيار ناري في الصدر خلال شجار عائلي، بعد أن هاجم ثمانية مسلحين من نفس العائلة منزل والده على خلفية نزاع عائلي. وقد تبين أن اثنين من المسلحين المشتبه بضلوعهم في الجريمة يعملان في أجهزة الأمن الفلسطينية.

وفي صباح يوم السبت الموافق 11/6/2005، قامت مجموعة مسلحة تابعة للجان المقاومة الشعبية باختطاف المواطن أحد أفراد جهاز الأمني الوقائي وهو سهيل ريحان، من بلدة جباليا شمال قطاع غزة. وقع الحادث في وسط مخيم جباليا المجاور، وأثناء عملية الاختطاف أطلق الخاطفون نيران أسلحتهم الرشاشة بكثافة مما أدى إلى إصابة اثنين من المارة، هما: 1) الطفل عامر البلعاوي، 7 أعوام، وقد أصيب بعيار ناري في القدم اليسرى؛ و2) عاصي غبون، 68 عاما،ً وقد أصيب بشظايا في الرأس واليد اليسرى. ورداً على الحادثة تجهمر العشرات من المسلحين من عائلة المختطف وأشعلوا النار في إطارات السيارات وأغلقوا الطريق العام في بلدة جباليا، إلى أن أفرج عن المختطف.

وصباح يوم الأحد الموافق 12/6/2005، وتحديداً في الساعة 7:45 صباحاً، قتل المواطن عماد عودة أبو سنيمة، 18 عاماً، بعد أن أطلق عمه عبد الباسط أحمد أبو سنيمة النار عليه، فأصابه في رأسه من مسافة قريبة حيث قتل على الفور. الحادث وقع في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح على خلفية نزاع عائلي.

وفي حوالي الساعة 12:00 ظهر يوم الأحد نفسه، أصيبت المواطنة رندة أبو القريا، 29 عاماً، برصاصة طائشة مجهولة المصدر في رقبتها خلال وقوفها على شرفة منزلها الواقع في حي عسقولة في مدينة غزة. ووصفت إصابة أبو القرايا بأنها بالغة الخطورة حيث اخترقت الرصاصة النخاع الشوكي، وقد نقلها لتلقي العلاج في أحد المستشفيات الإسرائيلية.

وفي حوالي الساعة 9:45 مساء اليوم نفسه، أصيب 16 مواطناً بأعيرة نارية أو بشظايا تلك الأعيرة في حفل زفاف لعائلة أبو الفول في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. وعلم المركز أن أحد المشاركين في الحفل ويدعى محمد إسماعيل عبد العال، 19 عاماً، قام بإطلاق النار من سلاح رشاش شخصي كان بحوزته ابتهاجاً. ولكن على ما يبدو أنه فقد السيطرة على السلاح فانطلق الرصاص بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة 16 شخصاً من المشاركين في الحفل إما بشكل مباشر أو بشظايا الرصاص المتناثر.

أما في مدينة رام الله وفي حوالي الساعة 2:00 من بعد ظهر يوم الأحد الموافق 12/6/2005، فقد اندلع اشتباك مسلح بين مجموعتين مسلحتين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في منطقة مكتظة بالمواطنين، حيث كان عشرات منهم يتواجدون بشكل اعتيادي في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله. وقد أسفر أطلاق النار الكثيف عن إصابة اثنين من المسلحين، وهما: محمد عادل ارحيمي، 26 عاماً، ومحمود محمد فرهود، 25 عاماً، وكلاهما من بلدة بيت ريما، شمال غربي مدينة رام الله. واستناداً لتحقيقات المركز، وقع الاشتباك على خلفية اتهام عناصر من كتائب شهداء الأقصى في منطقة رام الله باختطاف المواطن محمد عاصي، 37 عاماً، من بلدة بيت ريما، والتحقيق معه على خلفية الادعاء بارتباطه بأجهزة أمن إسرائيلية.

وفي يوم الاثنين الموافق 13/6/2005، قُتل الشاب بلال نعيم أبو الحسني، 18 عاماً من مخيم جباليا وهو أحد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس نتيجة انفجار في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وقع الانفجار في ساعات ظهر اليوم المذكور وقد تبين أن الضحية كان يقوم بإعداد مواد متفجرة في أحد المنازل في مخيم الشاطئ، حيث أصيب بحروق خطيرة في أنحاء مختلفة من الجسم توفي على أثرها في وقت لاحق. وتأتي هذه الحادثة بعد انفجار آخر مماثل وقع في أحد المنازل في منطقة جورة العقاد المكتظة بالسكان في مخيم خان يونس مساء يوم الأحد الموافق 12/6/2005، ولكنه لم يسفر عن أضرار بشرية.


وعلى ضوء ذلك، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان:
يطالب السلطة الوطنية الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها في حفظ النظام وإعادة الاعتبار لسيادة القانون وهيبته، وذلك في إطار ما يسمح به القانون وبما يتماشى ومبادئ حقوق الإنسان.
يطالب النيابة العامة الفلسطينية بالتحقيق في جميع هذه الجرائم والأحداث، وتقديم الجناة للعدالة والقضاء.
يدين بشدة اللجوء للعنف والسلاح في تصفية الحسابات، ويؤكد على الاحتكام للقضاء فقط طريقاً وحيداً لحل النزاعات في كل الظروف والأحوال، لأن البديل عن القضاء هو تكريس شريعة الغاب.
يذكر بخطورة تخزين الأسلحة والمواد المتفجرة في أماكن مدنية ومأهولة بالسكان، باعتباره تهديد مستمر لحياة المدنيين، وهو ما يشكل انتهاكاً للقوانين المحلية ولأحكام القانون الدولي الإنساني.