الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسؤولون فلسطينيون يتهمون اسرائيل بالعمل على خلق واقع جديد في القدس

نشر بتاريخ: 07/05/2009 ( آخر تحديث: 07/05/2009 الساعة: 16:03 )
القدس- معا- قال حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس في تعقيب له على ما أوردته صحيفة "يديعوت" على موقعها الإلكتروني أمس بشأن ادعاء حارس أملاك الغائبين ملكيته لأرض مقامة عليها 70 بناية في بلدة سلوان – جنوب البلدة القديمة من القدس، بأن المقدسيين يواجهون تحديا جديدا مشابها للتحدي القائم في حي الشيخ جراح، إن لم يكن أخطر منه.

ورفض عبد القادر إعطاء مزيد من التفاصيل، غير أنه قال:" أننا أمام عاصفة جديدة تشارك فيها أكثر من 4 وزارات إسرائيلية بهدف خلق وقائع جديدة في مدينة القدس، وإننا قادرون على مواجهة هذه العاصفة، وأنه يجري فحص شامل لادعاءات القيم العام الإسرائيلي التابع لوزارة القضاء الإسرائيلي، فيما يتعلق بملكية تلك الأرض التي أشارت إليها يديعوت في موقعها".

وأضاف عبد القادر إن هذه الحملة الجديدة تأتي في إطار التصعيد غير المسبوق الذي تجند له إسرائيل كل مؤسساتها ويستخدم كل الوسائل غير القانونية من اجل نهب أراضي المواطنين والاستيلاء على ممتلكاتهم.

بدوره اتهم مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية السلطات الإسرائيلية بالسعي إلى تهويد ما تبقى من أراضي المواطنين في القدس وفي بلدة سلوان على وجه الخصوص وسلبها.

ووصف زياد الحموري مدير المركز ما يجري في القدس بأنه حرب إسرائيلية مفتوحة تستهدف الإنسان والمكان والوجود العربي الفلسطيني، ولبلوغ ذلك تستخدم كل الوسائل لتحقيق أهدافها.

وحذر الحموري من خطورة الإدعاءات الإسرائيلية بشأن ملكية الأرض الجديدة في سلوان، قائلا:" انه من الواضح أنهم يلجأون إلى وسائل جديدة لنهب الأراضي والسيطرة عليها من خلال تفعيل قانون أملاك الغائبين، ما يفتح الباب واسعا أمام الاستيلاء على ما تبقى من أراض"، مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى للسيطرة الكاملة على سلوان أو على الجزء الأكبر منها، حيث تدعي ملكية حارة اليمن وتهدد بإخلاء عشرات العائلات من منازلها هناك، في حين بدأت مشروعا كبيرا لا زال العمل به مستمرا يستهدف تخضير مساحات واسعة من أراضي البلدة، وإقامة حدائق خضراء، كما تنفذ منذ نحو عامين ورشة كبرى تشمل حفر أنفاق في وسط البلدة تتجه جميعا نحو المسجد الأقصى، إضافة إلى استمرار العمل فيما يعرف ب"مدينة داود".

ووفقا لمركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، فإن ما يقارب من 40 بؤرة استيطانية تسيطر عليها جمعيات استيطانية في أحياء بلدة سلوان المختلفة، تقيم فيها عشرات عائلات المستوطنين، إضافة إلى سيطرتهم قبل عدة سنوات على عين ماء سلوان التاريخية المملوكة للأوقاف الإسلامية.

من ناحيته قال خليل تفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس إن الأرض التي ورد ذكرها في التقرير المنشور على موقع " يديعوت " يدعي الإسرائيليون أنها أراضي دولة وليست أراض تابعة لحارس أملاك الغائبين، وهي تجاور أراضي حي البستان وتشكل امتدادا طبيعيا لها، وقريبا من موقع الأرض هذه كان مستوطنون يهود استولوا قبل أقل من عامين على بناية من عدة طبقات تعرف بـ "بناية مراغة".

وأشار تفكجي إلى أن الإسرائيليين يستخدمون كل الوسائل لتثبيت سيطرتهم واستيلائهم على أراضي المواطنين في سلوان عبر ادعاء البناء غير المرخص، أو أن الأراضي المستهدفة مملوكة للدولة أو تخضع لإشراف ما يسمى بـ "حارس أملاك الغائبين".

وأضاف:" من هنا تأتي القيود المشددة المفروضة على تراخيص البناء في القدس، حيث يطالب المواطن المقدسي بالحصول على موافقة وزارة الداخلية الإسرائيلية في تل أبيب، وإثبات ملكيته للأرض، عدا تكاليف رخصة الباء العالية التي تكبدها طالب الحصول على تلك الرخصة".