في ابداع : قمة أممية رياضية تابعت لقاء بروكسل

بيت لحم - معا - وجدي الجعفري - في مخيم اللاجئين الدهيشة الذي يقع الى الجنوب من مدينة بيت لحم اصطف العشرات من أهالي المخيم الذي جاء ابناؤه من ثمان واربعين قرية فلسطينية ليقيموا خيامهم هنا عام 1948 اصطفوا بالقرب من البوابة الحديدية التي اقامها الاحتلال الاسرائيلي في الانتفاضة الاولى حتى يمنع وصول ابناء المخيم الى الشارع العام حيث كانت تلقى الحجارة على السيارات الاسرائيلية المارة بهذا الشارع .

وقد استقبل ابناء المخيم ممثل الاتحاد الأوروبي كرستيان بيجر ومديرة عمليات وكالة غوث اللاجئين السيدة بربره سنستون والقنصل البلجيكي العام لدى السلطة الوطنية لبيترز، وفيليبو جراندي نائب المفوض العام للأونروا ،الذين جاؤوا الى الدهيشة من اجل مشاهدة مباراة المنتخب الوطني الفلسطيني مع فريق مولينببيك البلجيكي في العاصمة بروكسل والتي دارت احداثها يوم الاربعاء 6/5 هذه المباراة التي أقيمت بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الاونروا .
اصطف الناس هنا ليقولوا للمبعوثين الدوليين كفى غربة وكفى بعدا وكفى تهجيرا أعيدونا لنا ارضنا انظروا كيف نعيش .

فبعد ان قام أهالي المخيم يتقدمهم مصطفى الصوباني مدير المخيم باستقبال الضيوف انتقل الجميع الى مؤسسة ابداع التي لا تبعد سوى عشرات الامتار عن البوابة الحديدية التي تركت لتبقى شاهدا على بطش الاحتلال وظلمه لمشاهدة المباراة فأصرت فرقة مؤسسة ابداع الفنية وهي فرقة ذائعة الصيت قدمت لوحاتها الفنية في العديد من الدول الاوربية والعربية بل والعالمية وقدمت لوحتها الفنية على وقع الموسيقى التراثية التي تحكي قصة الفلاح الفلسطيني بعد الهجرة الذي قاوم الاحتلال وصمد في ارضه .

صعد الجميع بعد ذلك الى كافيتيريا المؤسسة حيث نصبت شاشة ضخمة في القاعة التي تطل على جميع انحاءالمخيم والجالس هناك يشاهد عن كثب حياة اللجوء يشاهد الاطفال يلعبون في الشوارع حيث لا مكان لهم يشاهد صرح الشهيد الذي بني بوحي من الهام الفنان الراحل عدنان الزبيدي على شكل خارطة فلسطين بجانبها اجزاء من صور القدس بالاضافة الى بنايات المخيم المتراصة التي يزيد ارتفاعها يوما بعد يوم بفعل التكاثر الطبيعي عند ابناء المخيم .

اطلق الحكم الإفريقي صافرته معلنا بدء المباراة والجميع اخذوا مواقعهم فيما جلس احمد وأصدقاؤه الذين لا تزيد اعمارهم عن 13 عاما على الارض مسترقين النظرات من بين الجموع الحاشدة التي جاءت للتابع الحدث ، بدأ الجميع يهلهلون ويصرخون هذا هدف وتلك ضربة جزاء والحكم اخطأ والحكم أصاب ، اما خليل البلعاوي حارس المرمى السابق لفريق مركز شباب الدهيشة والمشجع رقم واحد لفريق كرة السلة في مؤسسة ابداع
كان الاكثر انفعالا وبين الحين والاخر يطلق نكتة يحاول من خلالها ان ينسي الحاضرين ولو قليلا حياة الضنك والفقر والبطالة التي ترتفع نسبتها بين ابناءالمخيم .

فيليبو جراندي نائب المفوض العام للأونروا قال إنني أوجه شكري لابداع التي استقبلت هذا الحدث وأننا سنكون من خلال مشاهدتنا لهذه المباراة على اتصال مع خمسة أقاليم تغطيها وكالة غوث اللاجئين وهي لبنان والاردن وسوريا وقطاع غزة ومن الضفة العربية من خلال مشاهدتنا للمباراة .

واضاف بالفعل ان الانروا تحتفل بمناسبة ستون عام على تأسيسها الا انه هذا ليس بالمناسبة الجميلة بالنسبة لنا لما حدث في فلسطين ونتمنى ان يكون هناك حلا عادلا لفلسطين ونحن نشعر بفرح كبير من خلال تواجدنا في مخيم الدهيشة .


وقال الناطق الرسمي للأنروا سامي مشعشع ان هذا النشاط يأتي للتذكير بالقضية الفلسطينية واليوم سيكون فاتحة مباريات قادمة .

اما حازم القصاص المدير التنفيذي للمؤسسة التي استقبلت الحدث " ابداع " فقال ان استضافة ابداع لمثل هذا الحدث مهم لنا لاهمية الحضور الموجودين وتعريفهم على حياة المخيم عن قرب من خلال زيارة مؤسسة ابداع التي تقع داخل مخيم الدهيشة .

وقال مصطفى الصوباني ان هذا اليوم هو يوم مشهود للكرة الفلسطينية يذكرنا بسنوات النكبة واللجوء وهو حضور جيد للكرة الفلسطينية في أحضان العالم .


اما الطالب محمد ناصر احد مشجعي منتخبنا الفلسطيني فقال بعد انتهاء المباراة بالرغم من خسارة منتخبنا الا انني سعيد لهذا الحدث الرياضي الكبير ففريقنا لعب بمستوى جيد جدا وهو حاول قدر المستطاع تعديل النتيجة والاهم من الفوز هو حضور فلسطين في الملاعب الدولية وكل الشكر للواء جبريل الرجوب الذي قام بإيصال الرياضة الفلسطينية الى هذا الحد .

وقالت اريج الجعفري مديرة المشاريع في مؤسسة إبداع لم أكن أتوقع ان أرى منتخبنا الفلسطيني يشارك في مباريات في أوروبيا وبالفعل قام لاعبو المنتخب بمجهود رائع يستحقون الشكر عليه وهذا الحدث يذكرنا بالقضية الفلسطينية والنكبة التي قام بها المحتل الإسرائيلي .

ويذكر ان الفريق الفلسطيني لعب المباراة في بروكسل ببلجيكيا وخسر بنتيجة 3/4 وقد تجمع افراد الفريق من العديد من الدول المجاورة حيث تمنع السلطات الاسرائيلية افراد الفريق من الوصول الى الضفة الغربية مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي انتخب في العام الماضي ويرأسه اللواء جبريل الرجوب القائد السابق لجهاز الامن الوقائي واستطاع الرجوب من خلال قوة شخصيته وعقليته القياده ان يشكل مؤسسة رياضية تعمل كخلية النحل ومن ثم انهى الاتحاد بطولة الدوري الممتاز والدوري النسوي ودوري لمختلف الدرجات وهو على اعتاب نهاية بطولة الدرع .