غرق ابنه ولم يجرؤ دخول الماء ليحصل ابنه الاخر الان على ميدالية السباحة
نشر بتاريخ: 09/05/2009 ( آخر تحديث: 10/05/2009 الساعة: 13:10 )
بيت لحم - تقرير معا - في العام 2000 انشغلنا في البحث عن جثة طفل غريق من مخيم الدهيشة غرق في بحيرة طبريا، وكانت من اكثر القصص حزنا في تاريخ تغطياتنا الصحافية، وبالامس وبالصدفة شاهدنا والد الطفل نفسه يصفق فرحا بجانب بركة السباحة في مدرسة دار الكلمة اللوثرية في بيت لحم ويشاهد ابنه وهو يحصل على ميدالية في فن السباحة.
وكالة معا، استذكرت الحادثة واجرت لقاء مع الاستاذ جمال العجوري والذي عبّر عن فرحته الكبيرة بفوز ولده بمسابقة السباحة، وان حادثة طفله الغريق لم تبرح مخيلته ولا تفكيره ولكنها اعطته العزيمة والارادة لحث اولاده على تعلم السباحة.
والقصة على النحو التالي : في العام 2000 ذهب جمال العجوري وهو معلم مدرسة في بيت لحم مع زوجته نجاح وولديهما نديم ونور للاستجمام في بحيرة طبريا، ولان العجوري رجل متدين فقد اجتهد ان يبتعد هو وزوجته عن اعين المصطافين اليهود والعرب فهو لا يؤيد السباحة بلباس البحر على مرأى من الناس .... وبالفعل حاول قدر الامكان ان يبتعد عن الناس ولكنه نسي حينها انه يبتعد ايضا عن اعين المنقذين كذلك.
وبينما هو وزوجته وولديه على شاطئ طبريا كان ولده نديم 6 سنوات يلعب بجانبه، اما ولده نور 4 سنوات فقد استطاب الجلوس على اطار مطاطي قرب الماء، وجاءت موجه خفيفة وسحبت الولد والاطار الى داخل الماء .. ولكنها لم تسحبه بعيدا بل لمسافة عدة امتار فقط ... الطفل استنجد بوالده كي يتقدم وينتشله بكل بساطة الى الشاطئ الا ان الاستاذ جمال لا يجيد السباحة ابدا ويخشى الماء .... فواصلت الام الصراخ دون ان يلبي احد النداء لانهم بعيدون عن اماكن الاستجمام المعتادة .... وبينما كانت الام تصرخ بجانب ابنها نديم كان الاب يتقدم عدة خطوات داخل الماء ثم يعود ونور يواصل الاستغاثة وهو ممسك بالاطار ..... واستمر البكاء والصراخ والاستغاثة في دقائق تشبه السنين دون نتيجة .... طبريا المشاكسة لم تكتفي بهذا بل سحبت نور بكل هدوء الى مسافة 50 مترا داخلها وصار صوت نور يبتعد وصوت الام يمزق نياط القلب واشتغاثة جمال تنزع كبد السماء .... نور ذلك الطفل الذكي ادرك فورا ان هناك خطب ما وحينما شاهد انه يبتعد عن اهله وانهم يواصلون الصراخ افلت الاطار وغرق في مياه البحيرة الخادعة .... واستمر البحث من جانب المنقذين اليهود 30 ساعة حتى عثروا على جثمان الطفل .
بالامس شاهدنا الاستاذ جمال يصفق فرحا على حافة بركة اللوثرية وحين سألنا عن الامر وجدنا ان نجله نديم قد حاز على ميدالية في السباحة ببطولة المدارس، وكالة معا شاركت الاستاذ جمال الفرحة واردات من خلال نشر القصة ان تقول ( ان الله منح البشر نعمة النسيان والايمان ) وان ما فعله الاستاذ جمال يعتبر خطوة رائعة باتجاه عائلته واولاده .
ويخطر ببالنا الحوار بين رجلين :
الاول : اين مات ابوك؟ الثاني : في البحر . وجدّك ؟ قال : في البحر . الاول " أوتركب البحر بعد هذا ؟"
فرد الثاني عليه : وأين مات ابوك ؟ قال على فراشه ؟ وجدّك ؟ على فراشه . فقال له " أوتنام على الفراش بعد هذا ؟"