الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينيون يطالبون البابا أن يتمسك بمواقف الفاتيكان ويدعم حقوقهم

نشر بتاريخ: 10/05/2009 ( آخر تحديث: 11/05/2009 الساعة: 07:50 )
القدس- معا- أكد د. رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة أن زيارة قداسة البابا بنديكت السادس عشر إلى القدس والأراضي الفلسطينية جرى ترتيبها مع البعثة البابوية في القدس على أساس أن البابا يأتي إلى القدس ليس لمجرد التعرف وزيارة الأماكن المقدسية فحسب بل هي زيارة حج، واطلاع كذلك على معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال المستمر منذ عقود.

جاءت تصريحات د. الحسيني هذه خلال مؤتمر صحفي عقد في المركز الإعلامي الفلسطيني بمقره في فندق الأمبسادور في القدس، بمشاركة د. خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار ووزيرة شؤون المرأة، والقس د. نعيم عتيق مدير مركز السبيل للدراسات اللاهوتية.

وعرض رئيس ديوان الرئاسة خلال المؤتمر التفاصيل الكاملة المتعلقة ببرنامج زيارة قداسة البابا في كل من القدس وبيت لحم، والاستعدادات الفلسطينية لإنجاح هذه الزيارة التي وصفها بالهامة والتاريخية، معلنا ترحيب الفلسطينيين قيادة وشعبا بضيف فلسطين.

وأوضح الحسيني خلال البرنامج الذي عرضه أن زيارة قداسة البابا ستشمل يوم غد الإثنين وصول قداسته الى مقر البعثة البابوية في البلدة القديمة من القدس الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، ينتقل بعدها والوفد المرافق له الى فندق النوتردام في منطقة باب الجديد عند الساعة السادسة والنصف، يعقب ذلك مباشرة اجتماعا يعقده قداسته من المنظمات المشاركة في الحوار بين الأديان في قاعة مركز النوتردام.

كما أوضح أن البرنامج بعد غد الثلاثاء سيشمل زيارة رسمية يقوم بها قداسة البابا الى المسجد الأقصى للقاء الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، ثم التوجه بعد ذلك الى باحة حائط البراق وفي ساعات ما بعد الظهر يلتقي قداسته عند الساعة الثالثة وخمسين دقيقة القناصل الأجانب في القدس، قبل أن يتوجه الى كنيسة الجثمانية، ليترأس قداسا الهيا هناك.

وأشار إلى أن برنامج اليوم الثالث من زيارة قداسة البابا للقدس فيشمل القيام بعدة زيارات لمقر بطريركية الروم الأرثوذكس وكنيسة القيامة والبطريركية الأرمنية،وكاتدرائية القديس يعقوب، ومن ثم يختتم زيارته للقدس بحفل وداع تحضره شخصيات فلسطينية إسلامية ومسيحية.

واستنكر الحسيني الإجراءات الإسرائيلية المشددة في القدس عشية زيارة الحبر الأعظم، معربا عن أمله بأن يتمكن قداسته من التعرف على واقع معاناة المقدسيين والشعب الفلسطيني عموما من جراء الإحتلال وممارساته رغم كل هذه الإجراءات.

وقال:" نريد أن تكون هذه الزيارة ناجحة وموفقة، ونحن نرحب به ضيفا زائرا لمدينتنا القدس ولوطننا فلسطين، وأن يتفهم حجم ما نعانيه"، مشيرا إلى أن الإحتلال الإسرائيلي حاول إضفاء طابع من سيطرتهم على القدس من خلال نشر أعلام إسرائيل بكثافة في البلدة القديمة، وفي الطريق التي سيسلكها.

وأعلن الحسيني أن المركز الإعلامي الفلسطيني الذي بدأ باكورة نشاطه من قلب القدس مواكبا زيارة قداسة البابا سيؤمن للصحافيين ممن لن يتمكنوا من مرافقة البابا في زياراته وجولاته بكامل وتفاصيل المعلومات المتعلقة بلقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين الذين سيجتمع معهم، كما سيتولى المركز تقديم كافة التسهيلات الضورية الأخرى لوسائل الإعلام المختلفة.

بدورها أشارت د.خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار إلى أن الشعب الفلسطيني يتطلع بكل تقدير لزيارة قداسة البابا ،ويرحب به كحاج وداعية للسلام ككثير من الحجاج الذين قدموا الى فلسطين.

وأضافت:" إن وجوده معنا هام جدا، وهي دعوة لكل الحجاج لزيارة الأراضي المقدسة في بلادنا فلسطين، ليس كسياحة دينية فحسب بل سياحة في ظروف سياسية غاية في التعقيد، وغاية في المعاناة للشعب الفلسطيني، ونأمل أن تكون زيارته القادمة لفلسطين وقد تحررت، ونعمت القدس وبيت لحم بالحرية المطلقة حيث لا احتلال".

وأكدت د. دعيبس على تمسك الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه، منوهة أن الشعب الفلسطيني يعمل على حماية الأماكن المقدسة، مشيرة إلى أن المسيحيون موجودون في فلسطين كجزء من الشعب الفلسطيني منذ أكثر من خمسة آلاف عام.

وقالت دعيبس:"إن رسالتنا لقداسة البابا وللعالم أجمع هي تمسكنا بحقوقنا كاملة في الحرية والاستقلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية العتيدة".

فيما أوضح الأب نعيم عتيق، رئيس مركز السبيل، انه قبل 2000 عام وقف المسيح على جبل الزيتون، وكانت القدس آنذاك خاضعة للاحتلال الروماني، حيث بكى لما شاهده من مظاهر عنف المتطرفين،مشيرا إلى أن المدينة اليوم كأمس ترزح للاحتلال الإسرائيلي ويعاني سكانها من الإحتلال الإسرائيلي.

وأعرب عتيق عن حزنه لواقع الاحتلال الذي تعيشه المدينة المقدسة، مضيفا أن المدينة متساوية في الاهتمام للديانتين الإسلامية والمسيحية تماما مثل اليهودية، منوها إلى أن إسرائيل تحاول إلغاء القداسة التي تتمتع بها المدينة لدى المسلمين والمسيحيين من خلال احتكارها للمدينة.

وأعرب عن أمله بأن يرفع البابا صوته عاليا، مثلما ترفع بعض الأصوات اليهودية صوتها ضد احتلال المدينة، والمطالبة بأن تكون المدينة المقدسة عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وبأنه بمواصلة الاحتلال لن يكون هناك سلام، وأن شرط السلام يتطلب إنهاء معاناة الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

واستطرد قائلا: "ننظر إلى جرأة البابا ووضوحه بالإعلان أن عيش إسرائيل بأمان يتطلب حرية الفلسطينيين وإقامة العدالة في هذه الأرض، " مضيفا انه بعد 42 عاما من الاحتلال والاضطهاد ينظر الفلسطينيون إلى الحرية.

وشدد على أن البابا يترأس اكبر مؤسسة دينية، وأن رسالته مسموعة بوضوح وبخاصة رسالته للسلام والأمن والحرية والوئام بين الديانات في هذه المنطقة التي يقام فيها الجدار. وختم عتيق كلمته بمقولة للمسيح قال فيها "مباركون صانعو السلام أبناء الله."

وكان التجمع الوطني المسيحي حث على لسان رئيسه ديمتري دلياني، قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر على الإعلان عن تمسكه بالمواقف التاريخية للفاتيكان من القضية الفلسطينية وأهمها عدم الاعتراف ولو ضمنياً بالاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعلى رأسها القدس وموقف الفاتيكان العادل من حق العودة.

وأضاف دلياني أن الشارع العربي و الفلسطيني بمسلميه و مسيحييه بانتظار موقف علني واضح من قداسته يؤكد تمسكه بمواقف الفاتيكان التاريخية المناصرة للحق الفلسطيني خاصة بعد تصريحاته حول علاقة الكنيسة الكاثوليكية ب"الشعب" اليهودي والتي أطلقها ظهر أمس في عمّان.

وشدد دلياني أن الحاجة لهكذا موقف تزداد في ظل الجهود التي تبذلها إسرائيل لاستثمار زيارة قداسة البابا سياسياً بشكل مبتذل بهدف تحسين صورتها أمام العالم خاصة بعد المجازر التي ارتكبها جيشها بحق المدنيين في قطاع غزة، و محاولة رئيسها شمعون بيريس ابتزاز الفاتيكان للاعتراف الضمني بما يدعي أنه "سيادة" اسرائيلية على القدس المحتلة من خلال طرحه لنقل هذه "السيادة" غير الشرعية للفاتيكان في أماكن مسيحية مقدسة يقع بعضها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 و تنطبق عليها قرارات الأمم المتحدة و التشريعات الدولية ذات الصلة.

وأكد دلياني أن الاحتلال من خلال تعليقه 1400 راية إسرائيلية بجانب رايات الفاتيكان في شوارع القدس المحتلة وإغلاقه لشوارع القدس ومنع المواطنين من دخول أماكن زيارة قداسة البابا بحرية، وتجنيده لإمكانات مادية كبيرة في المجال الإعلامي و محاولاته لاستغلال وجود ألف صحفي أجنبي في القدس خلال زيارة قداسته، سيفشل في جهوده الهادفة إلى طمس الهوية العربية الفلسطينية الإسلامية المسيحية للمدينة المقدسة التي تشهد لها معالم المدينة التاريخية والحضارية والدينية.