الأربعاء: 01/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

"الآباء من جزيرة العرب" كتاب جديد للكاتب عبد الحفيظ محارب

نشر بتاريخ: 10/05/2009 ( آخر تحديث: 11/05/2009 الساعة: 10:01 )
بيت لحم- معا - من المقرر ان يصدر نهاية الاسبوع الجاري عن دار عناة للنشر بمدينة رام الله، كتاب جديد للكاتب الفلسطيني عبد الحفيظ محارب بعنوان "الآباء من جزيرة العرب."

ويقدم الكاتب عبر فصوله الأربعة دراسة تاريخية حول انتشار اليهودية كفكرة كسائر الديانات بين مختلف الاجناس وشتى الاصقاع , بعيدا عن, وعلى النقيض من, مقولة اشتات جنس واسطورة ضياع اسباط في ارجاء مختلفة من العالم.

ووفقا لما قاله الكاتب في حديث لوكالة "معا" إن فكرة الكتاب كانت تراوده بين الفينة والأخرى، ومع مرور الوقت فرضت نفسها، ما حمله راغبا، لانجازها من خلال عمل بحثي له ضوابطه الأكاديمية والموضوعية، يحمل اسم" الاباء من جزيرة العرب" .

ان انجاز الكتاب ياتي خلال العام الذي غدت فيه القدس عاصمة للثقافة العربية خاصة- يضيف محارب- وان هذه الثقافة ليست كما الثقافات الاخرى بحاجة الى عملية اثراء متواصلة من قبل ابنائها على أمل المساهمة، بهذا المقدار أو ذاك، لاحداث تعديل او تغيير , في الفهم تجاه جوانب معينة من القضايا وبخاصة تلك المتعلقة بالرواية التاريخية , سعيا للوصول الى وعي افضل.

وياتي الكتاب في اربعة فصول, يقف الكاتب في فصله الاول -من الجزيرة الى الهلال الخصيب-عند اوائل من حملوا الفكرة, الذين يحملون صفة "الاباء" والمكان الذي قدموا منه الى مناطق معينة من الهلال الخصيب .

تجدر الاشارة هنا الى ان موضع "الاباء" تحتل حيزا لها في عدد من الثقافات والغربية منها بخاصة. وتشغل حيزا اوسع في الثقافات العربية بالذات ما يشير الى مدى تاثرها بالرواية التوراتية .

وبحسب الكاتب فان الرواية التوراتية تكتنفها وتحيط بها اساطير ومعجزات , مضيفا ":ان لا غرابة في ذلك خاصة وان اصول وبدايات تاريخ معظم, ان لم يكن جميع الشعوب والقبائل القديمة , تستند الى اساطير تعتمد على اختلاق ماض متخيل , محاط بهالة قداسة دينية , تمنح الروايات وبحاصة تلك المستندة الى المعجزات , قوة الترسخ في مخيلة شرائح شعبية واسعة , تهيمن عليها, وتستبد بها نزعة لتقبلها اكثر من الميل لتقبل الحقائق التاريخية المجردة الملموسة ".

وتابع الكاتب قائلا": لذا تبقى الرواية التوراتية, بغض النظر عن الحقائق التاريخية ذات مفعول قوي في التاريخ المتخيل المعتم على الاسطورة بهالة قداسة دينية , في اذهان الكثيرين سواء ضمن اطار اتباع اليهودية او خارجه, وبعيدا عن الاساطير، تبقى الحقائق التاريخية التي يستند اليها الكاتب في كتابه تمتلك قوة فرض ذاتها , واكساب من يهتدي بها, فهما مغايرا.

وفي الفصل الثاني ، يتعرض الكاتب الى الأنوية الثلاث التي انطلقت منها الفكرة اليهودية، التي تتشكل من ثلاث مناطق، منطقة يهودا، ومنطقة أدوميا -عرابيا التي احتضنت القبائل الأدومية العربية، ومنطقة الجليل حيث القبائل اليطورية العربية السائدة هناك.

اما الفصل الثالث يخصصه الكاتب الى كيفية انتشار الفكرة اليهودية خلال العصرين، اليوناني والروماني، في مختلف الاصقاع وبين شتى الأجناس، وتمكنها من بسط ظلالها على تجمعات كبيرة على شاطئي المتوسط، فضلا عن فرض سيادتها في دولة اليمن وإمارة حدياب في شمال العراق.

وركز الكاتب في الفصل الرابع والاخير من الكتاب،-مملكة يهودية على ضفاف الفولقا- على حالة والمد الجزر التي ألمت بالفكرة على إثر فقدانها لصفتها العالمية، عقب تمكن منافستيها من التغلب عليها، لجهة الانتشار وكسب الأتباع والأنصار، بعد سيادتها في الدولتين الأعظم، الإمبراطورية البيزنطية في القسطنطينية، والخلافة الإسلامية في دمشق ومن ثم في بغداد، بيد أنها ما لبثت أن اجتازت تلك الحالة عندما وجدت لها مرتعا خصبا في سهوب خازاريا، التي شكلت في ذلك الحين القوة الثالثة إلى جانب القوتين الأعظم، وتمكنت من الانتشار هناك، وسط قبائل وشعوب، من بينه الروس، كانت لا تزال على وثنيتها.