الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير ثقافة لبنان وزكي يعلنان اطلاق حملة احتفالية القدس عاصمة للثقافة

نشر بتاريخ: 11/05/2009 ( آخر تحديث: 11/05/2009 الساعة: 20:47 )
بيروت -معا- اعلن وزير الثقافة اللبناني تمام سلام، وممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سفير دولة فلسطين في لبنان عباس زكي وخلال مؤتمر صحافي مشترك ظهر اليوم، في مكتب الوزير سلام برنامج احتفال "القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009 "، بحضور المدير العام للوزارة الدكتور عمر حلبلب، المستشار الثقافي الفلسطيني خالد مشيعل، ومسؤولة دائرة المعارض في الوزارة ديما رعد، ورؤساء الدوائر الثقافية والادبية والفنية وحشد من الفعاليات المعنية.

واستهل الوزير سلام المؤتمر بتوجيه تحية الى وسائل الاعلام المواكبة لنشاطات وزارة الثقافة، وقال: "ان لقاء اليوم ومعنا سعادة سفير فلسطين الاستاذ عباس يأتي انطلاقا من مقررات مؤتمر وزراء الثقافة العرب الاخير الذي عقد في دمشق في تشرين الثاني الماضي لاحياء الاحتفالات في العواصم العربية تحت شعار "القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009". فالقدس مدينة استثنائية في التاريخ، تختلط فيها ثقافة الانسان والدين والروحانيات. هي مدينة تتمتع بمكانة خاصة لدى الجميع، واختيار هذه المدينة المقدسة عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 له مدلوله ووقعه المميز في قلوبنا جميعا.القدس عاصمة الحضارة والتاريخ منذ القدم، فهي مهبط الاديان وتلاقي الحضارات ومساحة لحوار الثقافات. هي مدينة مهد السيد المسيح، وليس في العالم مدينة تجمع رموزا دينية وتاريخية وحضارية مثل مدينة القدس".

واضاف الوزير سلام: "ان قرار الاحتلال الاسرائيلي في الغاء انطلاقة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام الحالي في القدس والناصرة، وممارساته العنيفة ضد المشاركين لن يحقق اهدافه، لان لمدينة القدس ابعادها الدينية والحضارية في ثقافة العرب والمسلمين، وهذه الابعاد تبقى عصية على طمس هويتها رغم الظروف الصعبة التي يتعرض لها اصحاب الارض الاصليون".

ولفت الى "ان مدينة السلام ممنوعة على احباب السيد المسيح، يرونها بأعينهم ولا تسعى اليها اقدامهم في الوقت الذي تقوم به اسرائيل لفرض قدس يشكل فيها العرب اقلية قومية تعيش على هامش المجتمع من جهة وتمعن في الاعتداء على حرمات المسجد الأقصى ومقدساته من جهة اخرى". مشددا على ان "القدس بالنسبة لنا قضية مركزية ومقدسة فيها يعيش اناس يحفرون بالصخر، يتشبثون بالحياة وبالنسيج الاجتماعي، والقدس محتلة وغارقة في مؤامرة التهويد، ومهددة في هويتها العربية وثقافتها ومقدساتها ووجودها كله، ونحن نأمل ان تكون النشاطات التي ستواكب احتفالنا بهذا الحدث الثقافي المميز في لبنان داعمة لشعب لم تمنعه ظروف التهجير والتنكيل به والاحتلال من اثبات وجوده وحقه في التواصل مع الاخرين، وفي الحفاظ على مقدساته واسترداد حقوقه المسلوبة".

وختم: "ان احتفالنا في اطار القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 والتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية اكبر دليل على التواصل مع اهلنا واخوتنا المقدسيين والفلسطينيين لدعمهم ومؤازرتهم في صمودهم ونضالهم في مواجهه المحتل ".

البرنامج
واوجز الوزير سلام برنامج وزارة الثقافة المقرر للحدث على الشكل التالي:
- تنظيم نشاطات ثقافية من وحي المناسبة ومن ضمنها: ندوات وامسيات شعرية.
-اسبوع سينمائي لبناني بعنوان "فلسطين والقضية الفلسطينية في السينما اللبنانية" 7افلام روائية طويلة و 7 افلام وثائقية.
-اقامة معرض صور فوتوغرافية قديمة لمدينة القدس (1890- 1940)
-معرض" لفنانين تشكيليين فلسطينيين "تحت عنوان "صنع في فلسطين " سيتم نقله من ولاية هيوستن في الولايات المتحدة الاميركية الى بيروت.
-اقامة معرض لرسوم معتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
عروض فولكلورية تراثية.
-اصدار طابع بريدي عن مدينة القدس.
-اطلاق اسم القدس على احدى الساحات او الميادين في لبنان (حيث ان مؤتمر وزراء الثقافة العرب اتخذ قرارا باطلاق اسم القدس على احدى الساحات اوالميادين في كل عاصمة عربية) ولبنان كان سباقا في هذا المجال، وقد سبق لبلدية بيروت أن اطلقت اسم "القدس" على احدى الساحات في منطقة ميناء الحصن مقابل فندق "الفنيسيا".

واضاف: "كما يستضيف لبنان لهذه المناسبة "الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009" اسبوعا ثقافيا تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية، ويتضمن امسيات شعرية وفنية وغنائية، ندوات ومعرض ولوحات فولكلورية وفنون تراثية. وسيشارك لبنان في احتفالية معهد العالم العربي في باريس من خلال معرض متميز يتضمن مجسمات لمدينة القدس تبرز معالمها الحضارية والروحية وتبين مخاطر تهويدها، كما ستعرض بالمناسبة مجموعة من 7 افلام سينمائية لبنانية مترجمة الى الفرنسية تتناول القضية الفلسطينية".

السفير زكي
بدوره عقب السفير زكي قائلا: "لولا البروتوكول لكنت اكتفيت بكلمة الوزير تمام سلام لانها عن القدس، والقدس ليست لنا وحدنا، القدس لكل الاوفياء، واثمن عاليا واقدم الشكر للوزير سلام ووزارة الثقافة، والى كل المهتمين بالشأن الفلسطيني في لبنان لانني اعتبر ان اطلاق هذه الحملة فرضها الوعي اللبناني المتقدم لما تتعرض له القدس. وماهية القدس كتاريخ، باعتبارها زهرة المدائن، مهد الديانات، مهبط الرسالات، فالقدس هي عاصمة الاوفياء فيها عناق الهلال والصليب".

واضاف:"لا اريد ان اتحدث طويلا عن اهمية القدس ومكانتها ولكنني اشدد على الاخطار التي تعصف بالقدس الآن، وخصوصا معول الهدم والتهويد، جدار الفصل، وفرض الضرائب الاضافية العالية من اجل تهجير سكان القدس. ونترك للاوفياء والاكثر وعيا لطبيعة هذه الاخطار ان تعير القدس لان تصبح المسألة اليومية في الساحة العربية، وان تنهي عزلتها".

وخص السفير الفلسطيني بالشكر وزراء الثقافة العرب: "الذين اعتمدوا القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009" ومن بيروت العزيزة والتوائم عاصمة الكتاب العالمي الى القدس التي هي محط انظار وافئدة العالم بأسره، ونحن نقول ان شاء الله لن يطول هذا الحصار على القدس ولن تكون القدس الا العاصمة لدولة الوحدة العربية، اضافة الى انها العاصمة الابدية للشعب الفلسطيني".

واكد ان قضية القدس تجمع، واقول ان فلسطين اشبه برسالة: "العنوان هو القدس" ان لم يكتب العنوان بوضوح على الرسالة فانها تضيع في الطريق، ومن يريد فلسطين قضية مركزية عليه ان يعطي القدس اولوية".

وردا على سؤال موجه الى الوزير سلام حول كيفية مواجهة الدول العربية المنع الاسرائيلي لاحتفاليات القدس عاصمة الثقافة العربية للعام الحالي؟ اجاب: "كما قلنا نحن جميعا في كل عاصمة عربية علينا ان نحاول تجاوز هذا الذي تشير اليه من احتلال، ومن سياسة عدوان وسياسة هجوم وسياسة عنصرية تجاه هوية القدس ومكانة القدس، وذلك بأن لا نوفر مناسبة في عواصمنا العربية من احياء هذا الاستحقاق بشكل نعوض فيه عما ينقصنا في القدس نفسها تحت ظروف الاحتلال وسنستمر في ذلك وفي كل مناسبة بقدر ما نستطيع".

وفي سؤال الى السفير زكي عن تقييمه لدور بيروت واهتمامها بموضوع القدس منذ استضافتها للحاج امين الحسيني وحتى اليوم؟
اجاب: "لا شك ان سيدنا المسيح فلسطيني من الناصرة وبيت لحم، ولبنان مصدر اشعاع حضارة مشتركة بين الفلسطينيين واللبنانيين نتقاسم معا الهم وايضا الموقع الاستراتيجي، وبالتالي فان مشاعر اللبنانيين فلسطينية خالصة اذا ما كان يوجد شرعيتان قويتان وعلاقات واضحة".