الإثنين: 20/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الصوراني يلقي محاضرة في العاصمة الاسبانية مدريد

نشر بتاريخ: 12/05/2009 ( آخر تحديث: 12/05/2009 الساعة: 17:02 )
غزة- معا- ألقى مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنســــان المحامي راجي الصوراني محاضرة بدعوة مشتركة من جامعة أوتونوما مدريد وكلية الصحافة " الباييز أمام حشد كبير من المهتمين خلال المؤتمر الذي عقد بتاريخ 8 مايو 2009، في العاصمة الأسبانية مدريد، حول حقوق الإنسان واللاجئين، وذلك في ختام الدورة التدريبية التي نظمتها الجامعة والكلية حول التضامن في الصحافة.

وتناولت المحاضرة أربعة محاور أساسية تحدث الصوراني حـــــول كل منها بشكل مفصــــل وهي: أوضاع حقوق الإنسان في الأراضــــي الفلسطينية المحتلة؛ الموقف الأوروبـــــي الراهــــن إزاء الممارسات والتصعيد الإسرائيلي؛ موضوع اللاجئين الفلسطينيين؛ وموضوع التشريع الدولي وأهمية مواصلة المساعي الهادفـة لملاحقة ومساءلـــــة مجرمي الحرب مــن الإسرائيليين.

وقد تحدث الصوراني فيما يتعلق بالمحور الأول حيث أكد أن العام المنصرم هو الأسوأ والأكثر دموية بفعل مــــا شهده من تدهـــــــور على صعيد أوضـــــاع حقـــــــوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلـــة على الأجندتين الفلسطينية والإسرائيلية، مشيراً للعوامل الثلاثة التي تفاعلت ورسمت صـورة هذا التدهــــور وهي: التصعيد المستمر في جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات حقـوق الإنســـــان، الموقف الدولي الذي لم يقتصر على مجرد الإخفاق في الالتزامات القانونية إزاء المدنيين الفلسطينيين، بل تجاوز ذلك لحد المشاركة الفعلية في فرض العقوبات عليهم من خلال قرارات المقاطعة المالية، واستمرار الصراع الداخلي في ظل تواصل حالة الانقســــــــام السياسي وتكريس الفصل بين كل من قطــــاع غزة والضفة الغربية.

واستعرض الصوراني أبـــــــرز أشكال الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطيني والتي تتضمن: جرائم القتل العمد، تعذيب المعتقلين وإســـاءة معاملتهم، الحصار وتقييد حرية الحركــــــــة، الاغتيالات، هدم المنازل، تهويد القدس، الاستيطان وشق الطــــــرق الالتفافية، اعتداءات المستوطنين، ومواصلة العمل في بناء جدار الضم العنصري. كما تطـــرق أيضـــــاً للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي مثل ذروة التصعيد والتدهور المتواصل في أوضـــــاع حقوق الإنسان، موضحاً أنه وخلال الأيام الخمسة الأخيرة من العام 2008، قتلت قـوات الاحتــــــلال الإسرائيلي 411 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، عدا عن تدمير عشرات المنشآت المدنية العامة والخاصة.

وفيما يتعلق بالمحور الثاني، انتقد الصورانـــــي وبشدة الموقف الأوروبي الذي عبرت عنه الرئاســـــة الدوريـــــــة التشيكية للاتحاد في التصريحات الواردة على لسان المتحدث باسمهــــا بيري بوتسنيك، والتي اعتبرت فيها أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حرباً دفاعية أكثر من كونها هجومية. كما انتقد أيضـــاً القرار الــذي اتخذه الاتحاد الأوروبي في ديسمبر المنصرم بتطوير علاقاته مع إسرائيل رغم كل ما يرده من تقارير ومعلومات حول الانتهاكات التي تقترفها إسرائيل وقوات احتلالها بحـــق الفلسطينيين.

وفي ضوء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، اعتبر الصوراني أنه من العار أن تكافىء أوروبـا إسرائيل على جرائمها وخروقاتها وما تنتهجه من سياسات فصل عنصري، خنق اقتصــادي واجتماعي، وعقاب جماعي للسكان المدنيين، عبــــــر رفـع مستوى العلاقات معها.

ووجـه الصوراني اللوم للاتحاد الأوروبي لعزوفـــــه عن اتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل مذكــــراً دول الاتحاد الأوروبـــــــــــي بالمادة الثانية من اتفاقية الشراكة الإسرائيلية الأوروبية التي تشترط ضمان احترام إسرائيل لحقـوق الإنسان لاستمرار التعاون الاقتصادي معها.

أما فيما يتعلق بالمحور الثالث، فقد شدد الصوراني على أن موضوع اللاجئين هو محور الصــــــراع الفلسطيني الإسرائيلي مستهجناً عزوف إسرائيل عن الاعتراف بمسئوليتها عن لجوء ملايين الفلسطينين رغم مــــرور أكثر من 60 عاماً على النكبة. وأكد الصوراني أيضاً على أن حق اللاجئين في العودة هو حـــــــق سياسي وقانوني، كما أنه حق فردي لا يحق لأي قوى سياسية أياً كانت مكانتها، أن تتصرف بصدده، مشيراً إلى مئات القرارات الدولية التي صدرت بصدد موضوع اللاجئين الفلسطينيين قبل قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وقبل تأسيس حركة حماس، ما يعمـق من شرعية هذه القضيــــــــة ويفند الادعـــــــاءات الإسرائيلية القائلة بأن هذا الحق يهدد وجودها.

وفي المحور الرابع والأخير ، تحدث الصورانــــي حول الولايـــــــة القضائية الدوليــــــة وأهمية تكثيف العمل على الاستفادة منها لضمان ملاحقة ومساءلة مجرمي الحرب من الإسرائيليين، معتبراً أن نهج ملاحقة مجرمي الحرب عبر الاستفادة من التشريع الدولي أثبت جدارته وفعاليته. وأشاد الصوراني بالقضاء الأسبانــــي واستقلاليته، مديناً كل المحاولات الرسمية التي شهدتها الساحة السياسية الأسبانية في محاولة لعرقلــــــــــة محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين عبر المحاكم الأسبانية، ومؤكداً أن كل ثغرة وكل قانون يمكن الاستفادة منهما أو توظيفهما في إطار المساعي الجادة الهادفــــــة لملاحقة مجرمــــي الحرب ومساءلتهم، سيتم استخدامـــــــه، سواء في المحاكم الأسبانية، أو في غيرها من محاكم دول العالم التي تتوفر فيها هذه الإمكانية.

من ناحية أخرى، التقى الصوراني خلال زيارته لأسبانيا مع المحاميين غونزالو بوي وأنطونيو ساجـــــورا، حيث تم خلال اللقاء استعراض أبرز التطورات على الساحـــــــــة الأسبانية فيما يتعلق بالقضية التي يرفعها المركــــــز بالشراكة معهما، ومع مكتب هيكمان وروز للمحاماة، أمام المحكمة الوطنية الأسبانية ضد سبعة من قـــادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصــــــة بعد أن رفضت المحكمـــــــة الوطنية طلب النائب العام الأسباني بوقف النظر في القضية بادعاء أن إسرائيل قامت بتحقيقات كافية بشأن ذات القضية. كذلك، تم خلال اللقاء مناقشة الاستئناف الذي تقـــــــــدم به النائب العام الأسباني، وتم إيداع الرد عليه يوم أمس الموافق 11 مايو 2009

إلى ذلك، التقى الصوراني أيضاً مع سفير فلسطين لدى أسبانيا كفاح عودة حيث استعرض أمامــــــــــه جملـــــة التطورات بصدد مساعي المركز الهادفة لملاحقة مجرمي الحرب من الإسرائيليين عبر الاستفادة من الفرصــــــــــة التي تتيحها المحاكم الأسبانية في إطار مبدأ الولاية القضائية. وقد عبر عودة خلال اللقاء عن تقديره لكافـــــــــة الجهود المبذولة خاصة على المستوى القانوني، لضمان مساءلة ومحاسبــــــة المجرمين الإسرائيليين المتورطين في اقتراف جرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين.