الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جلسة ثقافية حول العلامة بين قدري طوقان وكتابه " بعد النكبة "

نشر بتاريخ: 13/05/2009 ( آخر تحديث: 13/05/2009 الساعة: 15:24 )
نابلس- معا- نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) جلسة ثقافية بمناسبة الذكرى الحادية والستين لنكبة فلسطين عام 1948، كان عنوانها العلامة قدري طوقان وكتابه "بعد النكبة "، تحدث فيها المربي الكاتب علي خليل حمد، وأشرف على إدارتها الناشطة النسوية ميسر أبو عجمية.

وقدمت أبو عجمية قدري طوقان فأشادت بدوره التربوي الذي تمثل في التدريس بكلية النجاح الوطنية وإدارتها فترة طويلة، وكذلك بدوره العلمي حيث يعتبر رائدا للثقافة العلمية في الوطن العربي، بكشفه عن الكنوز العلمية التي أبدعها العرب في مختلف ميادين المعرفة من رياضيات وفلك وطب وفيزياء وكيمياء وغيرها، كما يتبين في كتبه " العلوم عند العرب " و " تراث العرب العلمي " و" مقام العقل عند العرب " وغيرها.

وأشارت أبو عجمية إلى دور قدري السياسي وأنه يعتبر مفكرا تنويريا ليبراليا قريبا من اليسار، شارك في الجبهة الوطنية اليسارية في منتصف الخمسينيات، وانتخب في البرلمان الأردني ممثلا عن نابلس مرتين.

وتحدث الكاتب علي خليل حمد عن كتاب قدري طوقان " بعد النكبة " فوصفة بأنه عالج أسباب النكبة وعواملها من منظور تربوي، وتتلخص في أن العرب كانوا يفتقرون إلى الإعداد العلمي اللازم للنجاح الذي يتلخص في ثلاثة أمور وهي: العلم، التنظيم، والخُلق.

وأوضح حمد ما كان يعنيه قدري طوقان بهذه العوامل، فالعلم يتضمن ممارسة الطريقة العلمية في جميع مناحي الحياة، وكذلك تسخير العلم في استغلال الموارد، ولاسيما النفط لصالح البلدان العربية. ويرمز التنظيم إلى التخطيط القائم على الأرقام والإحصاء في مقابل هيمنة الارتجال على السلوك. ويتضمن الخُلق الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، في مقابل الشكّليات وعدم ممارسة النقد الذاتي.

وأشار حمد إلى أن قدري طوقان أضاف إلى الإعداد العلمي اللازم للخلاص إعدادا آخر نفسّيا ومعنويا، يتمثل في توجيه الأمة لقبول الحرمان من كثير من الكماليات والاكتفاء بالضروريات والتضحية بكل شيء في سبيل خلاص الوطن والدفاع عن البلد.

وأشاد حمد بآراء قدري طوقان التربوية بشأن إعادة بناء المناهج الفلسطينية، وذلك بأن تعيد المناهج المطلوبة ثقة الأمة العربية بنفسها التي تزعزعت بعد النكبة، وذلك بإعادة كتابة التاريخ بإبراز خدمات العرب الجليلة في ميادين العلوم المختلفة، بدلا من تصوير التاريخ العربي بأنه تاريخ حكام وحروب وفوضى، وكذلك بان تعكس هذه المناهج روح العصر، بحيث ينعم الطالب فيها بثقافة علمية واسعة، وبخبرات تطبيقية علمية مهمة، مع الإلمام بالإمكانات الإقتصادية في البلاد العربية وإستغلالها في التقدم والعمران.

في خضم النقاش الذي دار حول فكر العلامة قدري طوقان رأى البعض أن كتاب بعد النكبة تناول العرب بشكل عام ولم يتكلم عن الخصوصية الفلسطينية، وصور الأمة كلا واحدا دون التطرق لبعض الاثنيات والشرائح التي لها ارتباطات مع الاستعمار. البعض رأى أن عناوين النكبة التي تطرق لها قدري، من علم وتنظيم وخلق، مهمة، ولكن علينا أن لا نغفل عناوين أخرى مهمة، وهي الفكرة الفلسطينية كنقيض للاحتلال، وأن لا نغفل القيادة التي تولت الحركة الفلسطينية بعد وقبل 1948 لا تمت بصلة بالذين يضحون من أجل الأمة والقضية، والاهم فئة المثقفين ومواقفها التوفيقية التي تعمل لمصلحتها الفردية على حساب الشعب.

البعض ذكر أهمية القيادة رابطا ذلك بالتنمية المستدامة، فعدم وجود قيادة ملتصقة بالفكرة لا تقيم تربية وتعليم وخلق وقيم.