الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل حول "أضرار المخلفات العادمة والصناعية" في سلفيت

نشر بتاريخ: 15/05/2009 ( آخر تحديث: 15/05/2009 الساعة: 11:01 )
سلفيت- معا- نظمت مؤسسة دار المياه والبيئة ورشة علمية حول الأضرار التي تسببها مصادر التلوث عموما وتلك التي تسببها المستوطنات الاسرائيلية بوجه خاص على مصادر مياه وبيئة وصحة مواطني محافظة سلفيت.

وقد تمت الورشة في القاعة الجماهيرية لبلدية سلفيت تحت رعاية المحافظ منير العبوشي وبتنظيم من دار المياه البيئة وبلدية سلفيت وبمشاركة سلطة المياه، سلطة جودة البيئة، وزارة الصحة، معهد الدراسات المائية والبيئية-جامعة بيرزيت، نادي سلفيت النسائي، بلديات محافظة سلفيت، وغيرها من الفعاليات الشعبية والنسائية في محافظة سلفيت.

وافتتح الورشة د. امجد عليوي، مدير عام دار المياه والبيئة الذي بين أن هناك خطرا حقيقيا من استمرار مصادر التلوث في الاضرار بالبيئة الجميلة لمحافظة سلفيت فضلا عن تلوث المياه الجوفية والاضرار بصحة المواطنين.

وبين د. عليوي ان هذه الورشة هي ثمار مشروع امتد سنتين موله برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة ((AGFUND ))، مشيرا أن هذا المشروع نفذته دار المياه والبيئة بالتعاون مع بلدية سلفيت ومعهد الدراسات المائية والبيئية-جامعة بيرزيت.

وتحدث تحسين سليمة رئيس بلدية سلفيت عن الدراسة واهميتها وعن آثار الاستيطان واضراره المباشرة على بيئية سلفيت وعن الاضرار الناتجة من عدم تنفيذ مشاريع حيوية مثل محطة تنقية سلفيت المتوقف العمل بها منذ سنوات كما وشكر كل من ساهم في دعم هذا المشروع وتنفيذه وخصوصا مؤسسة دار المياه والبيئة ومؤسسة "AGFUND".

كما تحدث محافظ سلفيت عن المشاكل البيئية والمائية والصحية التي تعاني منها محافظة سلفيت بسبب المستوطنات الاسرائيلية مستنكرا بنفس الوقت كيف ان محافظة سلفيت يقع تحتها أكبر واغنى الأحواض الجوفية المائية ولكنه ليس لديها بئر جوفي واحد عميق يخدم كافة بلديات وقرى وسكان المحافظة.

واشار عمر عواد المدير العام في سلطة المياه الفلسطينية عن الاهتمام الذي توليه سلطة المياه لمحافظة سلفيت حيث اعدت سلطة المياه تقريرا خاصا عن مشاكل محافظة سلفيت ومشاريع المياه والصرف الصحي اللازمة للمحافظة.

ونوه عواد الى اهتمام الرئيس أبو مازن بموضوع المياه، مطالبا بحل مشكلة المياه حتى قبل الوصول الى حل نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مبينا ان الجانب الاسرائيلي هو الذي يعيق تنفيذ محطة تنقية سلفيت.

وتحدث المهندس عصام نوفل من وزارة الزراعة عن استهداف مناطق سلفيت بالاستيطان والتلويث ومصادرة الاراضي الزراعية.

وفي كلمته بين د. امجد عليوي أن مصادر التلوث تكمن في مياه المجاري العادمة والصناعية من المستوطنات والمناطق الصناعية الاسرائيلية وكذلك المخلفات الصناعية والزراعية والحفر الامتصاصية ومكبات النفايات العشوائية وغيرها من مياه عادمة غير معالجة. ثم تطرق الى ان التحاليل الكيماوية التي اخذت من مجاري هذه المستوطنات أظهرت أن هذه الملوثات اختلطت بالفعل بالمياه الجوفية وحولتها من مياه صالحة للشرب الى مياه جوفية ملوثة في منطقة سلفيت، الأمر الذي لا بد من معالجته بصورة سريعة حتى لا تتفاقم المشكلة اكثر من ذلك.

ثم بين د.عليوي أن المواطن في محافظة سلفيت يستهلك من 20-60 لترا من المياه في اليوم وهي اقل بكثير من الكمية التي حددتها منظمة الصحة العالمية بحوالي 150 لتر/اليوم للفرد.

وبين د. عليوي ان مدينة سلفيت وبرقين وكفر الديك ودير استيا ودير بلوط على سبيل المثال تحتاج الى حوالي 6,5 متر مكعب في السنة وان المياه المتوفرة فقط 0,79 مليون متر مكعب في السنة مخلفا نقصا قدره 5,66 مليون متر مكعب في السنة، داعيا الى ضرورة حفر بئر ارتوازي عميق للمحافظة من الحوض الغربي لتلبية حاجة مواطني سلفيت بالمياه اللازمة مع العلم ان غالبية المياه المتوفرة حاليا لمحافظة سلفيت هي مشتراه من الشركة الاسرائلية ميكروت وان الاحتلال الاسرائيلي لم يسمح بترخيص أي بئر جوفي في الحوض الغربي منذ احتلال عام 67.

ثم بين الأستاذ اشرف زهد من بلدية سلفيت مصادر التلوث التي تعاني منها محافظة سلفيت والمخاطر التي تسببها على مصادر المياه وبيئة وصحة مواطني سلفيت وقد اظهر في الصور كيف تلوث مياه مجاري المستوطنات ينابيع محافظة سلفيت التي تستخدم لأغراض الشرب.

من جانبها بينت المهندسة جمانة أبو سعدة من مؤسسة دار المياه والبيئة الاسلوب العلمي الذي اتبعته لتحديد حساسية منطقة سلفيت لمصادر التلوث مبينة الأماكن الحساسة للتلوث والتي يجب منع فيها كافة النشاطات الملوثة لأنها وحسب نتائج الدراسة سوف تدخل الى باطن الأرض لتلوث المياه الجوفية بما فيها الينابيع.

وأظهرت أن الصخور المتكشفة في منطقة سلفيت متشققة وذات نفاذية عالية تسمح للملوثات بالتغلغل في باطن الأرض لتلوث المصدر الاساسي للشرب في المحافظة وهي المياه الجوفية.

وشرحت ابو سعدة استخدام برامج ال GIS في تطوير خرائط الحساسية والمخاطر وبينت أهمية الدورات التدريبية في ال GIS التي نفذتها ضمن اهداف بناء قدرات بلديات محافظة سلفيت.

ثم شرحت المهندسة لبنى صيام من دار المياه والبيئة حملات التوعية والتثقيف العام التي نفذتها في مدارس المحافظة وكذلك مع سيدات المحافظة وبينت كيف كان هناك تجاوب وتعاون للعمل مع كافة افراد المجتمع لحماية صحة الاطفال والنساء من هذه الملوثات وكيفية التعامل معها.

كما اوضح المهندس صالح سليمان من معهد الدراسات المائية والبيئية-جامعة بيرزيت كيف اخذت العينات من مصادر المياه ومصادر التلوث وكيف حللت وأظهر النتائج اماكن تواجد ملوثات بكتيرية واخرى كيميائية وشرح طرق التعامل معها وتجنبها.

واوصت الورشة أن يرفع للحكومة الفلسطينية أن تجد حلا لإيقاف مصادر التلوث القادمة من المستوطنات الاسرائيلية وبناء محطة تنقية سلفيت وبضرورة عمل خطة استراتيجية لمحافظة سلفيت لمنع التلوث اوالاضرار بصحة المواطنين تشمل بناء القدرات وتنفيذ مشاريع بنية تحتية لتزويد المحافظة بمياه جوفية آمنة صحيا وكذلك بمكب نفايات صحي يخدم كافة المحافظة كما اوصت ان تعطي التراخيص لتلك النشاطات الصناعية التي تلتزم بالمواصفات والمعايير الفلسطينية وان ترخص بعيدا عن المناطق الحساسة للتلوث كما اشارت التوصيات الى ضرورة معالجة الزيبار قبل القائه في الوديان والى تبطين الحفر الامتصاصية. واوصت الورشة أن تشجع بناء محطات المعالجة الموقعية ذات التكلفة القليلة للمحافظة على مصادر مياه وبيئة وصحة مواطني محافظة سلفيت.

وتجدر الاشارة الى ان مؤسسة دار المياه والبيئة هي مؤسسة متخصصة في حماية وتطوير مصادر المياه والبيئة في فلسطين من خلال القيام بالابحاث والدرسات التطبيقية في مصادر المياه والبيئة وتنفيذ مشاريع التطوير والبنية التحتية في حفر وتشغيل وصيانة الابار الجوفية، صيانة وتطوير الينابيع، شبكات المياه، شبكات الصرف الصحي، مكبات النفايات، محطات معالجة المياه العادمة .... الخ، كما ان دار المياه والبيئة متخصصة في بناء القدرات في استخدام ال GIS والبرامج المتخصصة لتأهيل الكوادر العاملة في مجالي المياه والبيئة.