الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطينيون ومتضامنون يتظاهرون عند شطري عانين التي قسمها الجدار

نشر بتاريخ: 16/05/2009 ( آخر تحديث: 16/05/2009 الساعة: 23:55 )
جنين - معا - تظاهر قبل ظهر اليوم السبت، العشرات من نشيطي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في مدينة أم الفحم، ونشيطات ونشطاء حركة "محسوم ووتش" السلامية، على أراضي قرية عانين المحتجزة بفعل جدار الضم والتوسع، والمحاذية لمدينة أم الفحم، في حين تظاهرة حشد كبير من أهالي قرية عانين الواقعة داخل الاراضي المحتلة، وفصل بين المظاهرتين الجدار والسياج، وبتواجد مكثف من جنود الاحتلال.

وشارك في المظاهرة الجبهاوية والسلامية، النائبان محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والنائب الجبهوي د. عفو إغبارية، والنقابي الجبهوي بنيامين غونين، في حين شارك في تظاهرة عانين، النائب في المجلس التشريعي بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، والنائب في المجلس التشريعي قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومحافظ جنين قدورة موسى، ومنعت الإجراءات الاحتلالية أي لقاء مباشر بين المظاهرتين، وتم تبادل التحيات بين المظاهرتين هاتفيا.

ولدى وصول المتظاهرين عند أراضي عانين المحتلة، وإلا بمجموعة من جنود الاحتلال يعترضون طريقهم ليدعوا أن المنطقة عسكرية مغلقة، دون أن يبرزوا أي تصريح بهذا الادعاء، فتصدى لهم النائبان بركة وإغبارية والنقابي غونين، وأوضح لهم بركة خطورة ما يدعون، خاصة وأنه ليس بحوزتهم أي تصريح واضح، واقتحم بركة حاجزهم الجسدي، ومن خلفه جميع المتظاهرين حتى وصلوا إلى الجدار، والبوابة.

وفي كلمته قال النائب بركة: "إن هناك من يريد أن يخلق نكبة جديدة لشعبنا الفلسطيني، إلا أن نضالنا وكفاحنا العنيد، والى جانبنا قوى السلام الحقيقي المناضلة الحقيقية، كفيلة بإفشال المؤامرة، وهذا الجدار الفاصل سيسقط كما محالة، وبأسرع من الوقت الذي استغرق لتخطيطه وبنائه، لأن هذا جدار يتعدى على إرادة الشعوب والشعب الفلسطيني، ولا يمكن لكل ما يخالف حق الشعوب أن يبقى إلى الأبد".

وقال النائب إغبارية: "نحن نقف هنا أمام واحدة من أبشع جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الإنسانية، فهذا جدار يسلب الأراضي والحق الفلسطيني، ويمزق الأرض الفلسطينية، ونحن هنا ليس فقط من أجل إطلاق صرختنا، وإنما ليعلم المحتل أن نضالنا يأخذ أشكالا كثيرة، وهو لا يمكن أن يتوقف، طالما استمر الاحتلال".

وفي كلمتها قالت نيطع غولان، إحدى المناضلات العنيدات ضد الاحتلال، ومن أبرز النشيطات في حركة "محسوم ووتش": "إننا نتظاهر بشكل دائم أمام الجدار وأمام كافة الحواجز العسكرية، ولكن هذا الحاجز له خصوصية نظرا للمأساة التي يحملها، فهذا الجدار يقتطع الغالبية الساحقة من أراضي قرية عانين الزراعية، وهذا الجدار يفصل الأراضي عن اصحابها، الذين يسمح لهم الاحتلال بالدخول إلى أراضيهم عبر تصاريح خاصة.

وقالت غولان، إن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن عدد التصاريح تراجع بشكل حاد من مئات التصاريح وحتى العشرات، وحتى أنه تعطى لأصحاب الأراضي المتقدمين بالسن، غير القادرين على فلاحة الأرض، فيما يتم حرمان أبنائهم من التصاريح، مما يصعب كثيرا فلاحة الأرض.

وتابعت غولان قائلة:" إن التصاريح تمنح خلال موسم قطف الزيتون، وخلال أيام السنة، يومين في الأسبوع، ولبضع ساعات".

وفي كلمته، أشاد محافظ جنين بجهود أهالي عانين مؤكدا على أن محافظة الشعب على كينونته لا تتأتى إلا بالحفاظ على أرضه.

ودعا موسى اسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية والعمل على تطبيقها فعلا وليس قولا.

واشار موسى الى ان الشعب الفلسطيني يعيش نكبة اخرى الا وهي استمرار الانقسام الداخلي داعيا حركة حماس الى العودة عن "انقلابها" على الشرعية لتوحيد الاراضي الفلسطينية ومقاومة الاحتلال والاستيطان والجدار الذي التهم الالاف من الدونمات الزراعية وشتت العائلات الفلسطينية عن بعضها البعض.

بينما القى رباح ياسين رئيس مجلس قروي عانين المذكرة التي تم اعدادها وسلمها الى محافظ جنين لمخاطبة الجهات المختصة وتسليمها الى الامين العام للامم المتحدة ،حيث طالب برفع الانتهاكات اليومية القائمة على الشعب الفلسطيني وخاصة المزارعون.

كما طالب الجمعية العامة للام المتحدة بالخروج عن صمتها غير المبرر حيال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات وانتهاكات إسرائيلية من خلال ممارساتها لصلاحياتها القانونية المنبثقة عن قرار الجمعية العامة رقم 377 والتدخل العاجل لتنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية المتعلقة بإزالة الجدار.

كما دعا الدول الأطراف باتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 إلى وجوب التحرك والتدخل الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة ومبادئ القانون الدولي الإنساني وفرض عقوبات رادعة ضد الاحتلال وصولا إلى مقاطعته اقتصادياً.

بينما دعا بسام الصالحي المتحاورين في القاهرة الى انهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية للتفرغ للقضايا الوطنية العليا والابتعاد عن المصالح الحزبية.

واكد على ضرورة العمل سويا عل انهاء الاحتلال ومقاومة مخططاته الهادفة الى تهويد فلسطين والقدس مؤكدا على ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لن ينتهي الا بإزالة الاحتلال عن الاراضي المحتلة عام 1967 وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وضمان حق العودة للاجئين وتعويضهم.

واكد على رفض الشعب الفلسطيني فكرة الاعتراف بيهودية اسرائيل والتي تدعو اليها حكومة نتياهو وليبرمان، مشيرا الى ان الحديث عن هذه الفكرة يتعارض مع الحق الفلسطيني للبقاء في ارضه وضياع حق اللاجئين في العودة.

وفي تصريحات لمراسل "معا" في جنين رأى الصالحي أن الوقت حان لمراجعة شاملة للوضع الفلسطيني على ضوء التغيرات في إسرائيل والولايات المتحدة، وفي ظل الانقسام والتعقيدات الداخلية، لصياغة استراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الإخفاق في المفاوضات وتجليات الحصار وغياب مقاومة فلسطينية موحدة، بالإضافة إلى عدم السماح باستمرار الانقسام أو استمرار التزامات السلطة الفلسطينية تجاه إسرائيل كسلطة دائمة في ظل الاحتلال داعيا الأولى إلى دعم توسيع المقاومة الشعبية لمواجهة الجدار وبناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية.

بينما اكد قيس عبد الكريم في كلمته ان النكبة الفلسطينية ما زالت متواصلة بل تصاعدت بانشاء المزيد من الاستيطان ووجود جدار الضم والتوسع ومصادرة الاراضي الفلسطينية في القدس ومحاولات تهويد القدس وبناء البيوت الاسرائيلية على منازل الفلسطينية المهدمة في القدس.

وقال "اليوم نحيي ذكرى النكبة الـ61 ونتظاهر للتعبير عن رفضنا لجدار الفصل والتوسع العنصري الذي يتواصل العمل به بوتيرة قوية من أجل تهويد الأرض الفلسطينية والسيطرة على القدس وتهويدها الأمر الذي يستدعي منا جميعاً العمل على مقاومته لوقفه".

واكد على ان الشعب الفلسطيني وقيادته مصر على تمسكه بحق العودة وفق قرارات الشرعية الدولية التي لا بديل عن تطبيقها ومصر على الاستمرار في نضاله ومقاومته للاحتلال حتى تقام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ووجه رسالة الى المتحاورين في القاهرة قائلا " ان استمرار حالة الانقسام تشكل نكبة كبيرة للشعب الفلسطيني فعلينا التحلي بروح المسؤولية والتراجع عن المواقف المسبقة التي من شأنها تعزيز الانقسام".

من جانبه، وجه منسق اللجان الشعبية في الضفة الغربية سهيل سلمان رسالة إلى العالم في حديث خاص مع مراسل "معا" في جنين بأن يتحرك لوقف جرائم الاحتلال ومواجهة "المشروع الصهيوني" الذي يستهدف الأرض والمواطن، وأخرى للاحتلال بوجوب الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن لا سلام دون إقامة دولة فلسطينية في حدود أراضي عام 1967.

واكد على حق عودة اللاجئين بينما وجه رسالة إلى الوفد الفلسطيني الذي اتجه اليوم صوب القاهرة بأن لا يعودوا دون الاتفاق وتحقيق الوحدة الوطنية.

كما أكد سلمان على أهمية هذه الفعالية وخاصة في عانين، حيث شهدت القرية أزمات شديدة جراء بناء جدار الضم والتوسع على أراضيها سواء من الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي فجل أهالي القرية يملكون أراض وراء الجدار لا يسمح لهم بزراعتها وحصد ثمارها عوضا عن التفتيت العائلي بين سكان القرية وأهاليهم في داخل الأراضي المحتلة 1948، حيث تربطهم معا علاقات قرابة ونسب.