الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منتخب القدس *بقلم :ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 16/05/2009 ( آخر تحديث: 16/05/2009 الساعة: 15:46 )
القدس - معا - لا يختلف اثنان على أن فكرة تشكيل التفاهمات أو المنتخبات في المدن والمحافظات لها كبير الفائدة والأثر، وخاصة فيما يتعلق بتوثيق العلاقات الطيبة بين لاعبي وأندية المنطقة الواحدة ، والتي قد تتأثر سلباً بفعل مباريات الديربي الحساسة خلال الدوري أو البطولات الرسمية الأخرى ، وبالتالي فان المعسكرات التي تسبق إقامة مباريات التفاهمات أو المنتخبات من شأنها جسر الهوة بين اللاعبين والأندية والمدربين وحتى الجماهير التي تجد نفسها مطالبة بتشجيع جميع لاعبي المنتخب حتى لو كان بعضهم من خارج أنديتهم ، ناهيكم عن الفوائد الفنية التي تعود على اللاعبين اثر تلقيهم جرعات تدريبية إضافية وأساليب تكتيكية جديدة تتناسب مع المنتخبات وربما تختلف عن أساليب لعب فرق الأندية ، وقد يكون كل ذلك مرهون بالجهاز الفني للمنتخب الذي عليه وضع الأسلوب المناسب والذي يستطيع من خلال توظيف قدرات اللاعبين ، وربما إدخال بعض التعديلات على أساليب لعب بعض اللاعبين وربما مراكز لعبهم أيضا، وكذلك الجهاز الإداري الذي يتولى مسؤوليات هامة لا تقل أهمية عن الجانب الفني وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين أفراد المنتخب وحثهم على بناء صداقات جديدة
تجربة تشكيل منتخب كروي لمحافظة القدس ليست بالفكرة الجديدة ، فلقد سبق وان شُكلت منتخبات في العقود الماضية، اذكر منها منتخب القدس الذي شكلته رابطة اندية القدس للمشاركة في بطولة القدس الثالثة في العاصمة العراقية بغداد عام 2000 والذي استمر لفترة ليست بالقصيرة وأجرى عدد من المباريات في الأردن والداخل الفلسطيني ، وكذلك منتخب القدس للشباب الذي شارك في بطولة كأس الكرنفال في ايطاليا عام 2002 والذي كان لرابطة الأندية الدور المركزي في تشكيله والإشراف عليه فنياً وإداريا ، ولا يتسع المجال هنا للحديث عن كل التجارب والمنتخبات السابقة .

إن ما دعاني للحديث عن هذا الموضوع ، هي المباراة الخيرية التي احتضنها مساء الجمعة الماضي إستاد فيصل الحسيني بين تفاهمي محافظة القدس ومحافظة طولكرم ، ولا بد لي هنا من الإشادة الكبيرة بالهدف الذي أقيمت المباراة من اجله والمتمثل بدعم جمعية مرضى التلاسيميا من أبناء شعبنا الذي يستحقون منا الدعم المادي والمعنوي رغم الغياب الجماهيري عن حضور المباراة واعتقد أن التغطية الإعلامية التي سبقت المباراة لم تكن بالصورة المطلوبة ولم تنجح باستقطاب الجماهير إضافة لأسباب أخرى لا مجال لذكرها في هذا المقال ، وأقول لقد أن الأوان أن يقدم القطاع الرياضي واجبه عن طيب خاطر لصالح كافة شرائح المجتمع، فمثلما نجح في إحياء المناسبات الدينية والوطنية ، فان باستطاعته المساهمة في دعم وإسناد نشاطات المؤسسات الخيرية والاغاثية سيما وان يضم بين صفوفه الشباب الفلسطيني الذي يمثل أكثر من 65% من السكان .

حتى تنجح الفكرة، وخاصة بعد التصريح الذي صدر عن رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب بين شوطي المباراة بوجود النية للاستمرار مع منتخب القدس والذي قد تسنح له الفرصة لتمثيل الوطن في المحافل العربية والدولية في المستقبل المنظور ، فانه من الضرورة بمكان التعامل معه بأنه منتخب يمثل عاصمة الدولة الفلسطينية وذلك من خلال فرز هيئة مستقلة للإشراف عليه إداريا ومالياً وفنياً تضم مجموعة مختارة من أصحاب الكفاءات العلمية والعملية في محافظة القدس ، وعدم الاكتفاء بدعوته لإجراء المباريات الاحتفالية ، واعتقد انه من الأفضل الاهتمام أيضا بتشكيل المنتخبات السنية الأخرى لتكون الرديف الحقيقي للمنتخب وتعويض حرمان لاعبي القدس من الانضمام للمنتخبات الفلسطينية في البطولات الرسمية ، واقترح هنا على اتحاد كرة القدم تبني تنظيم بطولة العواصم العربية على ارض الوطن في خطوة ذات أبعاد يعرفها الجميع .
اختم حديثي إلى القول أن مباراة الجمعة كانت فكرة رائدة ومسئولة تحتاج لوضع الآليات الكفيلة بإنجاحها واستمرارها لتصل إلى الأهداف المنشودة .