الخليل ترفض زيارة اعضاء كنسيت متطرفين للمدينة
نشر بتاريخ: 17/05/2009 ( آخر تحديث: 18/05/2009 الساعة: 16:36 )
الخليل- معا- بدأ العشرات من أهالي محافظة الخليل، يتقدمهم المحافظ د. حسين الأعرج وقاضي قضاة فلسطين الدكتور تيسير التميمي، وقائد منطقة الخليل العميد سميح الصيفي، وعدد من مدراء الوائر لحكومية والأهلية بالتوافد على منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، للتعبير عن رفضهم لزيارة عدد من أعضاء الكنيست الاسرائيلي المتطرفين للمدينة والمقررة اليوم الاثنين.
وقال المحافظ خلال حديثه للصحفيين في منطقة باب الزاوية ان الحكومة الاسرائيلية تسعى لتدمير الأمن والاستقرار في الخليل، والقضاء على انجازات السلطة الفلسطينية التي استطاعت فرض النظام والامن في الخليل بعد سنوات من الفلتان، مشيرا ان وزير الجيش الاسرائيلي يسعى ايضا لتدمير واجهاض عملية السلام من جديد، فبعد أن سمح لشارون بزيارة المسجد الاقصى، سمح اليوم لعدد من المتطرفين الاسرائيليين بزيارة الخليل، وذلك ضمن مخطط من الجيش الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية والمستوطنين للاستيلاء على قلب الخليل وتهويده وتدمير الوجود العربي الفلسطيني فيها.
من جانبه قال قاضي قضاة فلسطين: "ان الخليل اليوم على برميل من البارود ستنفجر في أية لحظة، وان الاحتلال يهدف للنيل من عروبة واسلامية مدينة الخليل، ولن نمكنهم من ذلك وسنموت واقفين على أرضنا."
ووجه قاضي القضاة رسالة للمجتمع الدولي طالبه فيها بضرورة التحرك واخراج الخليل من دائرة الخطر، مشيراً الى احتمالية وقوع أحداث لن تحمد عقباها، كما وجه رسالة للعالم الاسلامي للوقوق مع ابناء الشعب الفلسطيني الذين يدافعون عن شرف الأمة .
وكانت حركة فتح إقليم وسط الخليل ولجنة المتابعة للقوى السياسية الفلسطينية في المحافظة قد اعلنت عن تعليق الدوام والعمل اليوم الاثنين من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهرا في كافة المؤسسات والقطاعات المختلفة بما فيها المحال التجارية، والمشاركة الفعالة في الاعتصام الجماهيري في ميدان باب الزاوية الساعة العاشرة صباحا.
يأتي ذلك بعد سماح وزير الجيش باراك للمتطرفين اليهود من حزب "الاتحاد الوطني" اليميني وآخرين من غلاة التطرف من أعضاء حزب الكنيست وقيادات المستوطنين، بالقيام يوم غد الاثنين ، بزيارة مدينة الخليل وتنظيم جولة ميدانية ، داخل أحياءها السكنية والتجارية، بما فيها المناطق الخاضعة لسيادة السلطة الوطنية الفلسطينية.
واعتبرت لجنة المتابعة للقوى السياسية الفلسطينية في محافظة الخليل، قرار الحكومة الإسرائيلية المذكور، خطوة تصعيديه في دعم وحماية اعتداءات قطعان المستوطنين في حربهم المفتوحة ضد شعبنا وممتلكاته ومؤسساته الأهلية والوطنية، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن عواقب سياساتها وقراراتها المتعلقة بممارسات ووجود المستوطنين وعربدتهم ضد مدينتنا.
ودعت اللجنة للمشاركة الفاعلة بالاعتصام الجماهيري السلمي في ميدان "باب الزاوية " وسط مدينة الخليل.
ودعت اللجنة، القيادة السياسية الفلسطينية وكافة أركان السلطة الوطنية، بسرعة التحرك دوليا وإقليميا واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستهتار إسرائيل بكل الاتفاقيات الدولية، والتدخل لإجبار حكومتها على وقف سياستها التعسفية ضد مواطني مدينة الخليل، ووقف اعتداءات وأنشطة المستوطنين، وإلغاء كافة تدابيرها العسكرية بالمدينة، والالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأراضي الفلسطينية.
وحذر محافظ الخليل الدكتور حسين الأعرج من مخاطر زيارة متطرفين يهود للمدينة واعتبر أن قيام حركات يمينية إسرائيلية متطرفة بالتجوال في قلب مدينة الخليل يعرض الأمن والنظام بالمدينة للخطر، ويعمل على استفزاز مشاعر أبناء الخليل والمحافظة والوطن عموما.
وأشار الى انه كان يتوجب على وزير الجيش الإسرائيلي إصدار أوامره بإخلاء المستوطنين من المدينة والامتثال لقرارات محكمة العدل العليا الإسرائيلية بفتح الشوارع المغلقة أمام أهالي المدينة، واتخاذ خطوات لتعزيز الثقة والأمن لتصب في صالح التوجه نحو السلام، بدلا من السماح لغلاة المتطرفين اليهود من التجول في الخليل.
واعتبر الأعرج هذه الزيارة وهذه القرارات خطوات تصعيديه تهدف الى تعزيز الاستيطان وتقويته في قلب مدينة الخليل، مما يوتر الأجواء ويكرس دوامة العنف المستمرة في المدينة بفعل اعتداءات المستوطنين وأنصارهم.
من جانبه حمل رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي الحكومة الإسرائيلية أية تبعات قد تحدث غداً في مدينة الخليل. وطالب العسيلي رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الجيش بتحمل مسؤولياتهم وفق ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بمعاملة المدنيين الخاضعين للاحتلال. وعدم ترك الباب مفتوحاً أمام تطرف المستوطنين .
وأضاف العسيلي :تشكل هذه الجولة استفزازا لمشاعر المواطنين، ودعم للتطرف في المنطقة . ففي الوقت الذي يتحدث فيه العالم بأسره عن مبادرة أمريكية للسلام ، وكذلك الحال لدى الدول العربية ، نرى الحكومة الإسرائيلية تنتهج التطرف ودعم المتطرفين، ويتهمون الفلسطينيون بأنه لا يوجد شريك للسلام، لكن هذه التصرفات تثبت عدم جدية ورغبة الحكومة الإسرائيلية بالسلام .
وقال إقليم وسط الخليل على لسان أمين سرها كفاح العويوي: "تعاني الخليل وتنزف من جبروت قطعان المستوطنين و التي تهدف لإفراغ أهلنا في البلدة القديمة من خلال الاعتداءات والممارسات اليومية عبر عدوان ممنهج يهدف للاستيلاء على الأرض وتخريب الممتلكات".
وأضاف العويوي " إن العدوان الذي تتعرض له مدينة الخليل وسماح حكومة الاحتلال للمتطرفين اليهود من حزب "الاتحاد الوطني" اليميني وآخرين من غلاة التطرف من أعضاء حزب الكنيست وقيادات المستوطنين، بزيارة مدينة الخليل يفضح نوايا الاحتلال بمحاولة تهجير السكان وزيادة رقعة الاستيطان التي تنهش قلبها كمرض سرطاني." وأشار الى أنه من حق أبناء الشعب الفلسطيني مقاومة المستوطنين بكافة الوسائل الممكنة، ودعا المواطنين في الخليل مواصلة نضالهم و التصدي لجولة المستوطنين المقررة غدا".
وفي سياق متصل، دعا حزب الشعب أهالي محافظة الخليل للتصدي للمستوطنين ، في المسيرة التي سيقومون بها في المدينة يوم غد محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية.
واعتبر الحزب ذلك مترافقا مع تصعيد وتشديد الإجراءات التعسفية العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في مدينتي الخليل والقدس.