الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"زين" و"الاتصالات" تدشنان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية

نشر بتاريخ: 18/05/2009 ( آخر تحديث: 19/05/2009 الساعة: 14:11 )
عمّان- رام الله- معا- شهدت عمّان اليوم الاثنين ولادة أكبر صفقة تجارية في تاريخ الأراضي الفلسطينية؛ حيث دشّنت كلّ من شركة زين وشركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والتي تتيح بموجبها لشركة زين امتلاك حصة الأغلبية في شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) بما نسبته 56,53%، بينما تمتلك (بالتل) بموجب الصفقة 100% من أسهم شركة زين الأردن.

وشملت الصفقة الأولى من نوعها في فلسطين عملية مبادلة للأسهم فيما بين 58,57% من أسهم الاتصالات الفلسطينية لصالح شركة زين مقابل حصول الاتصالات الفلسطينية على 100% من أسهم شركة بيلا للاستثمارات المالكة لأسهم شركة زين الأردن. علماً أن شركة زين تمتلك ما نسبته 96,516% من أسهم شركة بيلا، فيما يمتلك مساهمون آخرون ما نسبته 3,484% من أسهم شركة بيلا.

وبموجب اتفاقية مبادلة الأسهم هذه؛ توزع الأسهم فيما بين الشركاء الجدد كما يلي: تقوم شركة زين بمبادلة كل حصتها )96,516% ( في شركة بيلا لصالح شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) في مقابل تملّك زين لـ 56,53% من أسهم الاتصالات، بينما يبادل المستثمرون الآخرون في شركة بيلا ما نسبته 3,484% من أسهم الشركة في مقابل تملّكهم لـ 2.04% من أسهم الاتصالات الفلسطينية، وبالتالي تمتلك الاتصالات كامل حصص شركة بيلا والمستثمرين الآخرين أي ما نسبته 100% من شركة زين الأردن.

ووفق بنود هذه الشراكة النموذجية وحسب توزيع ملكية الأسهم؛ يتم تكوين كيان مستقل جامع لأسهم كلّ من زين الأردن والاتصالات الفلسطينية؛ تمتلك بموجبها زين ما مجموعه 58,57% من أسهم الكيان الجديد وتمتلك الاتصالات الفلسطينية ومساهميها ما مجموعه 41,43% من الكيان الجديد، على أن يشمل الكيان الجديد عمليات تجارية في حقل الاتصالات في كل من أسواق الأردن وفلسطين، وبما سيساهم أيضاً في رفع مستوى الإنتاجية وتحقيق إيرادات وعوائد أكبر على البلدين، حيث من المتوقع ان تصل هذه الايرادت الموحدة للكيان الجديد الى اكثر من مليار دولار، اما الدخل الصافي من الارباح فمن المتفق ان يصل الى مليون دولار في عام2009. هذا كله بالاضافة الى تحسين الاداء وتحقيق التكامل ما بين مجمل العمليات بما فيها تخفيض المصاريف وتعزيز القوة الشرائية للكيان الجديد ضمن اطار استراتيجي جديد للجموعة.

وصرّح السيد صبيح المصري بأن هذه الشراكة الاستراتيجية مع شركة زين تعبّر عن مدى قوة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، كما تجسّد الدور المركزي الذي لعبته شركة الاتصالات الفلسطينية في دعم هذا الاقتصاد، وقدرتها على جذب استثمار أجنبي كبير بحجم شركة زين العملاقة. وشدّد المصري على أن أصداء هذه الشراكة ستمتدّ لتشمل المنطقة بأسرها، وستُعيد ثقة المستثمر العربي والأجنبي في الاقتصاد الفلسطيني، وترفع من مركزية وثقل قطاع الاتصالات في الأداء الوطني الاقتصادي، في وقت يشهد فيه هذا القطاع المزيد من عمليات تحرير السوق ودخول شركات جديدة إليه.

وثمّن المصري جهود كل من رئيس السلطة الوطنية ورئيس وزرائها ومواكبتهم تطورات هذه الشراكة ومباركتهم لها. معتبراً أن الشراكة مع زين ستعزز دور السلطة الوطنية في رعاية الاقتصاد ودعم مبادرات القطاع الخاص لما في ذلك من نتيجة مباشرة ستسهم في تأمين دخل إضافي لخزينة السلطة الوطنية الفلسطينية.

وطمأن المصري مساهمي شركة الاتصالات الفلسطينية وموظفيها بأنّ عملية الاندماج مع زين الأردن ستحقّق نقلة نوعية في الخدمات وتوزيع المخاطر وتحقيق الاستدامة في نمو الأرباح وتمكين الشراكة من الانتقال من مستوى الشركة المحلية إلى مستوى الشركة الإقليمية بما يعني القدرة على مواكبة العصر وتحقيق نتائج وعوائد مالية وتجارية. وشكر المصري أيضاً موظفي مجموعة الاتصالات مباركاً لهم هذه الشراكة التي ما كانت لتتحقق دون جهودهم ومثابرتهم وإيمانهم بإدارتهم ومجلسها.

وخاض المصري في تفاصيل ومعاني هذه الشراكة مشدداً على أنّ عملية مبادلة الأسهم قد حافظت على وعد قطعه هو شخصياً ومجلس الإدارة كذلك على المساهمين والموظفين، والذي يقضي بأن المجموعة ليست للبيع وأنّ الشركة ستبقى دائماً ملتزمة نحو جميع مساهميها وموظفيها، وأكّد أنه لن يحدث أيّ شيء قد يعكّر صفو أجواء النمو والاستمرار طالما تحقّقت الخطط والاستراتيجيات التي سيُؤتمن عليها من الآن فصاعداً مجلس إدارة جديد يتمتع بثقة ودعم الكادر الفلسطيني للشركة، والذي أثبت جدارته في السابق.

هذا وأكّد المصري أن اجتماع الهيئة العامة غير العادي سيُعقد خلال فترة قريبة للحصول على مصادقة الهيئة العامة على الصفقة تماشياً مع الأصول والإجراءات المعمول بها في فلسطين والخاصة بالشركات المساهمة العامة، وذلك ليتسنى تنفيذ الإجراءات القانونية وبدء سريان ونفاذ اتفاقية الشراكة والاندماج، ورفع رأس مال الشركة وتخصيصه للشركة الجديدة.

وبدوره صرّح د. سعد البراك الرئيس التنفيذي لشركة زين بأن هذا الاندماج سيحقق فرصاً كبيرة للتجانس ما بين عمليات الشركة في الاردن وفلسطين مما سيمكن الشركة من الانطلاق بشكل متين وعلى أسس قوية نحو عمليات تجارية أكبر في منطقة شرق البحر المتوسط وما بعدها، اغتناماً لفرص النمو وتوسيع رقعة الانتشار.

وأضاف لدينا ثقة كبيرة في الاقتصاد الفلسطيني ونحن بالتالي ملتزمون بدعم توجه قطاع الاتصالات الفلسطيني لإكمال مشواره التنموي الهام من أجل تمكين اقتصاد وطني سليم ومعافى. هذا الاندماج سيلعب دوراً أساسياً في دعم توجهات وطموحات شركة زين كي تصبح إحدى أكبر وأهم عشر شركات عالمية في مجال الاتصالات قبل حلول العام 2011.

وصرح د. عبد المالك الجابر نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتصالات الفلسطينية، أن هذا اليوم يشهد حدثاً تاريخياً ليس بالبسيط، وبزوغ فجرٍ جديدٍ على قطاع الاتصالات في فلسطين، وذلك لأن الاندماج ما بين الاتصالات الفلسطينية وزين الأردن هو ثمرة جهود عدة شركاء وأطراف ذات علاقة، ورؤية مشتركة ترمي بالأساس إلى تحقيق ما هو أفضل للاقتصاد الوطني ولقطاع الاتصالات وللمشترك وللمساهم على حد سواء، وكذلك لموظف الاتصالات الذي يتطلع باستمرار إلى المستقبل برغبة جامحة للحصول على الأمن الوظيفي في ظلّ فرص أكبر للنمو والتوسع.

وأكد الجابر "لقد حققت هذه الشراكة كل ما نصبو إليه من أهداف، ولا يوجد منازع بأن الاقتصاد الأردني والاقتصاد الفلسطيني هما من أوائل المستفيدين من هذا الاندماج"، موضحاً أن هذه الشراكة ستضع على خارطة الاتصالات في المنطقة حقائق هامة تتمثل بوجود ما يُقارب 4 مليون مشترك للهاتف الخلوي ونصف مليون مشترك للهاتف الثابت ومليون مشترك لخدمات الإنترنت وكادر وظيفي يتجاوز 8,300 موظف لخدمة المشتركين، إضافة إلى شراكة إقليمية قادرة على التوسع بقيمة سوقية تتعدى 3 مليارات دولار، وحجم ايرادات للعام الاول يتوقع ان يتجاوز المليار دولار هذه العناصر كلها تمثّل معطيات لشراكة قوية متينة تمثّل رافعة لاقتصاد بلدانها وقادرة على خدمة مشتركيها وتنمية كوادرها في ظل أزمة مالية خانقة تنحصر فيها آفاق التمويل والتشغيل في آنٍ واحد.

وحول الفوائد العائدة على المشتركين في فلسطين والأردن أوضح الجابر؛ أن هذه الشراكة ستؤمّن القدرة على خدمة المشترك بآفاق جديدة مستفيدة من خبرات شركة زين الدولية ومتيحة المجال للمشترك في الأردن وفلسطين وسائر الأقطار التي يقيم بها أبناء الشعب الفلسطيني والشعب الاردني، للتواصل عبر الشبكة الواحدة لشركة زين، إضافة إلى الاستفادة من خدمة المعاملات البنكية المتنقلة وغيرها من خدمات القيمة المضافة، هذه الخصائص الجديدة لخدمة المشترك هي من أهم محفّزات هذه الشراكة ومقومات نجاحها. وسنعمل عبر طواقمنا وطواقم شركة زين خلال الأشهر القادمة لإنجاز تفاصيل الشراكة ووضع الخطط موضع التنفيذ مع إعادة إطلاق الاسم التجاري المميّز لزين على مجمل خدماتنا ومرافقنا في فلسطين، ضمن الحفاظ على خصوصيات كلّ ما هو فلسطيني، وضمان الأمن الوظيفي لكوادر الشراكة الجديدة، وضمان حقوق جميع المتعاملين معها.

وعلّق الجابر أن مجلسي إدارة كل من "زين" و "الاتصالات" تمكّنا من استكشاف المستقبل بوضوح وصفاء للرؤية، ونجحا في المضيّ قدماً نحو شراكة لا تنطوي على البيع أو الاقتراض، بل احترمت خصائص كل شريك ودمجت مواقع القوة لإنجاز كيان فاعل قادر على الاستجابة لمتطلبات الاتصالات في سوقين هما في غاية الأهمية من حيث خصائص المشترك، وتنامي المنافسة وتناغم الأهداف.