السبت: 12/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستوطنون متطرفون يتجولون في الخليل وينادون بتهويد المدينة

نشر بتاريخ: 18/05/2009 ( آخر تحديث: 18/05/2009 الساعة: 18:50 )
الخليل- معا- أجرى عدد من المستوطنين المتطرفين برفقة أعضاء كنيست يهود اليوم الاثنين جولة في عدد من أحياء البلدة القديمة من الخليل، وسط حالة من التوتر بعد أن اعلنت مصادر أسرائيلية عن نية المستوطنين دخول المناطق المصنفة "H1" التابعة لسيطرة أمنية فلسطينية في المدينة.

وأفاد مراسل "معا" أن مجموعة من المستوطنين المتطرفين وصلت إلى مدينة الخليل الساعة الواحدة بعد الظهر، وشوهد بينهم أثناء تجوالهم في شارع الشهداء في البلدة القديمة عضو الكنيست الإسرائيلي "يعقوب كاتس" زعيم حزب الاتحاد الوطني المتطرف، والذي ألقى كلمة مقتضبة، قال فيها: "جئنا إلى هنا لنقول إن مدينة الخليل هي مدينة يهودية، ونحن نؤمن أن الخليل يجب أن تكون مفتوحة أمام الجميع".

ولم ترد أية معلومات عن دخول أي من المتطرفين اليهود إلى المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في مدينة الخليل، إنما اقتصرت جولتهم على المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

وكان وزير الجيش الإسرائيلي إيهود باراك قد وافق يوم الأحد على جولة للمتطرفين اليهود ينظمها حزب الاتحاد الوطني الإسرائيلي في مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية في مدينة الخليل والمعروفة بـ "H1"، ثم عاد باراك وتراجع عن قراره.

بدوره وجه يعقوب كاتس رئيس الاتحاد الوطني الإسرائيلي انتقادا لاذعا إلى باراك بسبب تراجعه عن الموافقة على جولة المستوطنين في الخليل وقال: "إن ما فعله وزير الدفاع هو أمر مؤسف، فلدينا موافقة رسمية، ولا تزال الفرصة أمام باراك ليعيد النظر في قراره الأساسي. وفي جميع الأحوال سنذهب إلى الخليل".

وأقيم صباح هذا اليوم، اعتصاما ومهرجانا جماهيريا في ميدان باب الزاوية، مباشرة على خط التماس الفاصل بين منطقتي السيطرة الفلسطينية وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، شارك فيه المئات من كوادر الفصائل والقوى الوطنية وأهالي وممثلي مؤسسات محافظة الخليل، احتجاجا وتعبيرا عن رفضهم للزيارة التي كانت مقررة اليوم، لأعضاء الكنيست الإسرائيلي من الأحزاب اليمينية المتطرفة وقادة المستوطنين، برعاية من الحكومة الإسرائيلية.

وافتتح الاعتصام والمهرجان الذي تضمن العديد من الكلمات، بتوزيع بيان للقوى السياسية وبكلمة وطنية موحدة باسم لجنة المتابعة للقوى السياسية الوطنية والإسلامية، ألقاها باسمها جمال العملة، حيث استعرض خلالها موقف القوى الموحد وبرنامج تحركها في التصدي مع جماهير شعبنا لمخططات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه في الخليل، مؤكدا أن قرار الحكومة الإسرائيلية المذكور، خطوة تصعيديه في دعم وحماية اعتداءات قطعان المستوطنين في حربهم المفتوحة ضد شعبنا، ومحملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن عواقب سياساتها ووجود المستوطنين وعربدتهم ضد الخليل.

وطالب العملة السلطة الوطنية، بسرعة التحرك على كل المستويات لاتخاذ الإجراءات اللازمة للجم قرارات إسرائيل واستهتارها المتواصل بكل الاتفاقيات الدولية، وإلغاء كافة تدابيرها العسكرية بالمدينة.

من جانبه قال محافظ الخليل الدكتور حسين الأعرج، خلال كلمته أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتدمير الأمن والاستقرار في محافظة الخليل، والقضاء على إنجازات السلطة الفلسطينية التي استطاعت فرض النظام والأمن فيها بعد سنوات من حالة الفلتان والفوضى.

وأشار إلى وجود مخططات إسرائيلية ترمي لتدمير عملية السلام الإسرائيلي الفلسطيني، والسيطرة على أراضي المواطنين، عبر الممارسات القمعية التي طالت السكان وممتلكاتهم ودور العبادة، محذرا من مخاطر زيارة المتطرفين اليهود للمدينة. وأشار إلى أنه كان يتوجب على حكومة إسرائيل إصدار أوامره بإخلاء المستوطنين من المدينة.

بدوره حذر الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين من تفجر الوضع جراء هذه الممارسات الاستفزازية، مشيرا إلى أن الاحتلال يهدف للنيل من عروبة وإسلامية مدينة الخليل، وطمس حضارتها، وان المواطنين لن يصبروا في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم. وطالب المجتمع الدولي والإسلامي، بضرورة التحرك وإخراج الخليل من دائرة الخطر.

وأكد منسق الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، جابر طميزي، على حق شعبنا في التصدي لكل المحاولات الهادفة إلى ترهيبه، ورص مخططات الاحتلال وعدم شرعية استيطانه. وحيا صمود شعبنا، مشيرا لأهمية تفعيل مقاطعة البضائع الإسرائيلية، لما تدره من أموال على خزينة الاحتلال، الذي يواصل قتل وتدمير شعبنا وممتلكاته، مشيراً الى أن الوضع يستدعي رص الصفوف وحشد كافة الطاقات، والتحرك شعبياً ورسمياً تجاه الخليل، لتوفير مقومات صمودها وللدفاع عن المدينة.

ودعت النائب الدكتورة سحر القواسمي، إلى تعزيز صمود مواطني الخليل، وخاصة سكان وتجار المناطق المحاذية لخطوط التماس مع المستوطنين، والى ضرورة بذل المزيد من الجهد وتحمل المعاناة لقطع الطريق على المخططات الإسرائيلية الرامية لإفراغ البلدة القديمة من سكانها.

وأشارت إلى أن قرارات حكومة الاحتلال الإسرائيلية، تكشف النوايا الرامية للسيطرة على أراضي المواطنين، وطردهم من بيوتهم وحرمانهم من دور العبادة.

كما وألقيت بالاعتصام والمهرجان الاحتجاجي، العديد من الكلمات للشخصيات الوطنية الأخرى، منها لــ: محمد أمين الجعبري عضو المجلس الوطني الفلسطيني ومحمد عمران القواسمي رئيس الملتقى الأهلي في الخليل، والكاتب محمد سعيد مضيه، والدكتور خالد القواسمي رئيس لجنة اعمار البلدة القديمة، وكلمة باسم ضحايا إرهاب المستوطنين القاطنين في منطقة السيطرة الإسرائيلية. حيث أكدت جميع الكلمات، على الرفض المطلق لاستمرار النشاط والإرهاب الاستيطاني في الخليل، ومحاولات تهويدها برعاية رسمية إسرائيلية وتواطؤ دولي، مشيرة لأهمية تفعيل المقاومة الشعبية دفاعا عن المدينة ورفضا لكل إجراءات وتقسيمات الاحتلال فيها.

وفي تصريح الصحافي، عقب فهمي شاهين عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني ومنسق لجنة القوى السياسية، على قرارات الحكومة الإسرائيلية وممارسات المستوطنين، قائلا أن السلوك الرسمي الإسرائيلي، يشكل حماية وغطاء دائم لنشاط وإرهاب المستوطنين، والمطلوب اليوم فلسطينيا، وقف العبث بمصائر شعبنا وإنهاء الانقسام والتوحد الجاد على تنفيذ برنامج سياسي وكفاحي وطني شامل، يتضمن من ضمن ما يتضمن، خطوات جادة لإحباط كل التدابير العسكرية ولمخططات الاستيطانية الإسرائيلية، بما فيها تلك المفروضة على واقع مدينة الخليل، وإلغاء ما يسمى "بروتوكول الخليل" سيء الصيت، مشيراً لأهمية التحرك السياسي والدبلوماسي على الصعيدين العربي والدولي، وتوفير أعلى درجات التنسيق مع قوى وحركات التضامن الدولي، للتصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلية العدوانية وإرهاب مستوطنيه وفضحها.

وكانت (لجنة المتابعة للقوى السياسية الوطنية) في محافظة الخليل، قد أعلنت أمس عن الاستنفار، ودعوة جماهير شعبنا لإحباط مخططات الاحتلال والمستوطنين، والتصدي الحازم لوجودهم ولتدابيرهم في الخليل.