مستوطنون ينشرون الخنازير في قرى جنين واسرائيل تمنع دخول المواد لمكافحتها

جنين – تقرير معا – عبر عدد كبير من المواطنين القاطنين في القرى القريبة من جدار الضم والتوسع في محافظة جنين عن استيائهم بما يقوم بها المستوطنون من نشر قطيع من الخنازير في اراضيهم الزراعية مما يكبدهم خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية .

كما افادت مصادر لمراسل معا في جنين ان المستوطنين يتعمدون نشر الخنازير بينما الجانب الاسرائيلي يمنع ادخال المواد الخاصة لمكافحة الخنازير الى المناطق الفلسطينية بالاضافة الى مصادرة هذه المواد ان وجدت كما انها تهدد المزارعين في اعتقالهم في حال قتلهم الخنازير.

واشار المواطنون في اتصالات متعددة مع مراسلنا في جنين انه منذ ظهور مرض انفلونزا الخنازير انتشرت وبشكل كبير قطعان الخنازير في قرى محافظة جنين حيث قال المواطن مازن يحيى ويعمل سائقا على تكسي عمومي في العرقة انه شاهد بأم عينيه شاحنة كبيرة لمستوطن يقطن في مستوطنة شاكيد المحاذية للعرقة تحت حراسة دورية عسكرية اسرائيلية يطلق العنان لأكثر من 100 خنزير من احجام مختلفة خلال فتحه لبوابة المستوطنة لينتشر القطيع في اراضي بلدة يعبد وقرية العرقة وخربة الطرم .

واضاف انه شاهد دورية عسكرية ثانية اوقفت حركة السير على الشارع الواصل بين العرقة ويعبد لحين الانتهاء من تنزيل الخنازير من شاحنة نقل كبيرة الحجم لتنتشر بطريقة عشوائية في الخلاء بين الاشجار والمناطق الزراعية .

واكد على ذلك محمد العرقاوي رئيس نادي العرقة وقال أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها الجانب الاسرائيلي بنشر الخنازير في القرية حيث تضرر العديد من المزارعين نتيجة لتدمير محاصيلهم من قبل الخنازير الإسرائيلية .

واضاف ان مواطني قرية العرقة يعانون وبشكل مستمر من ممارسات المستوطنين القاطنين في مستوطنتي شاكيد وحنانيت المحاذية لقرية العرقة حيث يطلقون العنان للخنازير بالانتشار في الاراضي الزراعية مشيرا الى ان القرية من أكثر القرى المتضررة من الجدار الفاصل الذي ابتلع حوالي 2000 دونم من الأراضي الصالحة للزراعة .

وناشد محمد عرقاوي جميع الجهات المختصة والحكومة الفلسطينية ولجنة الجدار بأن تعير الانتباه إلى هذه القرية المهمشة والتي يعانون أهلها من شح الإمكانيات المادية ومصادر الدخل وقد ارتفعت بها نسبة البطالة بشكل كبير نتيجة لمصادرة أراضيها والعمل على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الضرورية.

ومن بين القرى الاكثر تضررا بانتشار الخنازير في اراضيها الزراعية بلدة يعبد وقراها حيث قال المزارع احمد فهمي من بلدة يعبد ان الخنازير قضت على محاصيل القمح لهذا الموسم وكبدته خسائر كبيرة مشيرا الى ان الخنازير كثرت بشكل كبير هذه الايام.

بينما المزارع زكي العبد الله قال انه قام بغرس ما يقارب 50 شجرة ما بين زيتون وتفاح وخوخ على ارضه في منطقة امريحه ليتفاجأ قبل ايام ان كافة الاشجار قد دمرها الخنازير ليكون هذه الامر عند المزارع محمود الصادق الذي اشار ان الخنازير دمرت اشتال الدخان الشامي الذي زرعها في ارضه القريبة من بلدة يعبد وكبدته خسائر كبيرة متسائلا "اذا كانت الخنازير قد احتلت كل الاراضي المحيطة ببلدة يعبد فأين سيذهب واين سيزرع؟".

رئيس بلدية يعبد وليد العبادي قال ان ظاهرة انتشار الخنازير منذ سنواتبيد انه زاد انتشارها في الاونة الاخيرة ولهذا تم عقد اجتماع مع شرطة محافظة جنين في مقر البلدية واستدعاء رؤساء المجالس القروية المحيطة ببلدة يعبد لتوضيح الامر للشرطة على انتشار الخنازير والتي وصلت بها الامر دخول التجمعات السكنية ومشاهدتها بالقرب من منازل المواطنين مطالبين ايجاد حل للحد من انتشار الخنازير في القرى القريبة من جدار الضم والتوسع .

وقال الرائد نهاد ربايعه نائب مدير شرطة محافظة جنين ان انتشار الخنازير وبكثرة في الاونة الاخيرة بدأت تشكل اضرارا فادحة للمزارعين بالاضافة الى تشكيلها خطرا على المواطنين مشيرا الى ان الشرطة يردها عدة شكاوى من المواطنين عن انتشار الخنازير في اراضيهم الزراعية حتى ان شكاوى كثيرة تصل الشرطة من مواطنين شاهدوا شاحنات اسرائيلية تقوم بتفريغ الخنازير باتجاه القرى القريبة من جدار الضم والتوسع.

وافاد انه خلال اجتماع لجنة السلامة العامة في مقر المحافظة اتخذت الشرطة قرارا بتوزيع خراطيش صيد محلية الصنع على مراكز الشرطة المنتشرة في قرى المحافظة كما تم توزيع رصاص خاص لقتل الخنازير بحيث في حال رؤية اي خنزير في اي منطقة يتم قتلها فورا .

واضاف انه تم مطالبة مديرية زارعه المحافظة ودائرة البيطرة بتوزيع مواد مكافحة الخنازير للمزارعين وللبلديات والمجالس القروية من اجل توزيعها على الاراضي الزراعية وقتلها داعيا المزارعين في حال وجود اي خنزير في منطقته الزراعية الاتصال على الشرطة لتقوم بدورها في قتل الخنزير عبر الخراطيش او ان يلجأ الى المجالس القروية لأخذ المواد المكافحة للخنازير .

بدورة اكد احمد عطاطرة مدير دائرة الصحة والبيئة وممثل لجنة السلامة العامة في محافظة جنين ان الجانب الاسرائيلي منع ادخال مادتي "لانيت وستراغنيم" لمكافحة الخنازير الى المناطق الفلسطينية كما صادرتها في الفترة الاخيرة خلال اقتحام المحلات التجارية المتخصصة في بيع المواد الزراعية بالاضافة الى تهديدهم في حال وجود هذه المواد سيتم هدم محلاتهم التجارية مشيرا الى ان مديرتي الزراعه والبيطرة في جنين تفتقر بوجود هذه المواد عندها.

واضاف ان اسرائيل معنية بانتشار الخنازير لتكبيد المزارعين خسائر كبيرة ومن اجل ان يعيش المواطن الفلسطيني في هاجس خوف من مرض انفلونزا الخنازير التي تنتشر في انحاء العالم .

واشار الى ان لجنة السلامة العامة طالبت محافظ جنين برفع كتاب الى الارتباط المدني الفلسطيني لمطالبة الجانب الاسرائيلي بالسماح في ادخال مواد مكافحة الخنازير الى المناطق الفلسطينية .

واشار الى الاجتماع الاخير الذي عقدته لجنة السلامة العامة قبل ايام في مقر المحافظة حيث اتخذ عدة قرارات منها توزيع المواد لمكافحة الخنازير للمزراعين كما طلب من الشرطة توزيع خراطيش الصيد .

واضاف ان لجنة السلامة العامة ستقوم بجولات في قرى المحافظة وخاصة القريبة من جدار الضم والتوسع بالتنسيق مع قوات الامن الوطني والشرطة لسماع شكاوى المزراعين والاطلاع على الاضرار التي تكبدها المزارعون بسبب الخنازير ورفعها الى رئاسة الوزراء ووزارة الزراعه ليقوموا بدورهم اتجاه ذلك.