أعراض ما بعد الصدمة تبدأ بالظهور على الاطفال والنساء المتضررين بغزة

غزة- معا- كشفت عدد من الأخصائيات النفسيات العاملات في مشروع الدعم النفسي للأطفال والنساء المتضررين من الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بدعم من مؤسسة SFD السويسرية أن أعراض تأثير الصدمة النفسية بدأت تظهر بشكل جلي على العشرات من الحالات التي تعاملت معها هؤلاء الأخصائيات في جميع مناطق القطاع من الشمال إلى الجنوب .

وقالت الأخصائيات في أحاديث منفصلة أن هناك العديد من المشاكل النفسية بدأت تظهر على العشرات من الأطفال خلال جلسات الدعم الإرشاد الجماعي التي نفذتها ، ما استدعى إلى تحويل هذه الحالات وتقديم الإرشاد الفردي لها ، كل حالة على حدة .

وأوضحن أن أبرز المشاكل التي ظهرت لدى الأطفال في المرحلة العمرية من 5-6 ومن 8-12 سنة حيث عاني هؤلاء الأطفال من عدة أعراض نفسية ، منها على سبيل المثال الخوف ، القلق ، الانطواء ، والتبول اللاإرادي في سن متأخرة وغيرها من الأعراض التي اكتشفت خلال عمليات الإرشاد الجماعي وجلسات التفريغ النفسي التي شملت عدة أنشطة منها الرسم الحر ، الموسيقى ، مسرح الدمى وتمثيل الأدوار والسيكودراما .

أما بالنسبة للنساء فسجلت حوالي 47 حالة تدخل علاجي فردي لدي النساء في العديد من المناطق التي تعرضت بشكل مباشر للعدوان خاصة في شمال قطاع غزة ، وبرزت عدة مظاهر تدلل على ظهور آثار ما بعد الصدمة ومنها الخوف ، القلق ، فقدان الأمن والحماية ، الشعور باليأس والاكتئاب والخوف من المستقبل وسجلت عدة حالات تبول لاإرادي بعد الحرب بين النساء .

من جانبها قالت منسقة برامج جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية في قطاع غزة حنان صيام ان هدف المشروع هو التخفيف من حدة التأثيرات النفسية التي خلفتها الحرب على شريحتي النساء والأطفال باعتبارهما الأكثر تضررا وحساسية لهذه التأثيرات، موضحة أنه جرى خلال أيار الجاري عقد 47 جلسة إرشاد نفسي للنساء في جميع مناطق القطاع عبر الأخصائيات الست اللواتي يعملن خلال المشروع ، فيما تم تنفيذ 66 جلسة إرشاد نفسي للأطفال خلال الشهر .

وأضافت صيام أنه جرى التركيز على العديد من الموضوعات التي وضعت بشكل مخطط وبعضها برز خلال تنفيذ الجلسات بناء على طلب النساء المستهدفات وهذه الموضوعات شملت طرق واليات التفريغ النفسي، التبول اللاإرادي ، كيفية التعامل مع الأطفال وقت الأزمات ، حوارات مفتوحة ، النزاعات الزوجية ، ومشاكل المراهقة وتدني التحصيل الدراسي ومشاكل النمو وآثارها النفسية .

من جانب آخر وزعت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية مساعدات عينية " طرود " عبارة عن ملابس أطفال ونساء وأدوات نظافة شخصية على نحو 300 أسرة محتاجة بدعم من اليونسيف .

وقالت صيام ان هذه الحالات تم تحديدها من قبل الأخصائيات خلال جلسات الإرشاد النفسي التي تحققت شروط تلقيها المساعدة وحاجتها لها .