وميض السراج ***بقلم : رائد عوايص
نشر بتاريخ: 20/05/2009 ( آخر تحديث: 20/05/2009 الساعة: 18:10 )
نابلس - معا - عندما يشتعل السراج و تبدأ شعلته بالتراقص على أخاديد الجدار ، و ذاك السراج الذي يدفئ يدى الطفل الوردية بحمرتهما ، يصارع البرد و يحارب الصقيع ليبقى الطفل دون أن يضيع ، فعندما تنطفئ تلك الشعلة و يبدأ وميضها بالذوبان في كأس السواد اللامتناهية فانها تحلق كطائر الفينيق يتمايل مع رحيق الأزرق البعيد و يعانق المدى .
أو كمثل حبة قمح دجت نفسها في الصخر و أنتظرت موعد القيامه ، عندما تهز تلك الصخرة الجباره و يتخللها ماء الملائكة سوف تبدأ بأستنشاق عبير الجنه ، سينموا الجنين و تبدأ قدماه بالنموا في تلك الصخرة العبثية و تبدأ عينتاه الخضراوتين اللامعة تشق طريقها بأتجاه الشمس و تنتظر الوقت و تطيل التأمل في حلكة الليل و في بناته النجوم و ببريق القمر ، الى أن يأتي ذاك اليوم الذي تشتّدُ فيه الشمس و تصبح هوجاء مسعورة ، الى ان تعود لا ترحم أنامل السنبلة الخضراء و تستمر و تستمرفي نثر غبارها السمّي حتى تبعثر قطرات الماء صديقة السنبلة .
-لماذا تفرحين عندما تفريقن الصديقين الحميمين -
وبعدها تغدوا السنبلة دون رمق ٍ يطبب على قلبها و تبدأ بالسقوط هويدا ً هويدا ً الى الفراش البني مرآة الصباح الزرقاء .
و تبقى تنتظر رحيق السماء من جديد لكي تواجه عبثية وحشها اللامتناهي و تعود من جديد و تملأ الحقل سنابل
وكما قالها من قبلي محمود "وكم من سنبلة تموت تملأ الوادي سنابل "
(أبا راضي) لماذا رحلت ... ؟
كيف تركت صيادُك هنا ورحلت ، لماذا استقبلتهُ و أدوات صيده ، لماذا لم تقل لهُ أن يجلس في ليلةٍ هادئة كليلة الأسراء و يتأمل صفاء السواد و ابداع الرسم الالاهي عندما تمر نسمة ُ ريح الجنة وتجري في العروق الى ان تجلي الصدر .
انه لا يعرف تلك اللغة ولا يعرف قرآءة العلاقة بين الغيم و الطائر وهو في باطنه صدئٌ كأدواته .
رحلت أبا راضي لكنك قبل ان ترحل تركت الوادي يعجُ بالسنابل ، رحلت أبا راضي لكن عبيرك سيبقى يعبق و يطغى على زهور الربيع ، و أنتظر مطر الملائكة فنحن في أنتظارك ...
بقلم : رائد عوايص