الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعتصام جماهيري في القدس بمناسبة الذكرى 40 لاحتلالها

نشر بتاريخ: 21/05/2009 ( آخر تحديث: 21/05/2009 الساعة: 18:01 )
القدس معا- انتهي في باب العمود بالقدس الاعتصام الجماهيري الذي دعت إليه الفعاليات الوطنية المقدسية بمناسبة الذكرى الأربعين لقرار الحكومة الإسرائيلية ضم القدس الشرقية وإلحاقها إلى السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

وشارك في الاعتصام الذي طوقته الشرطة الإسرائيلية دون أن تتدخل لمنعه ناشطي سلام إسرائيليين ، ومسئولين من جمعية حقوق المواطن في إسرائيل ، إضافة إلى الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية ، والمطران عطا الله حنا ، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، واحمد الرويضي ريس وحدة القدس في ديوان الرئاسة ، وعدد من قيادات إقليم القدس في حركة فتح ديمتري دلياني ، وناصر قوس رئيس نادي الأسير في القدس.

وردد المشاركون في الاعتصام الهتافات المنددة بالاحتلال وبإجراءات الضم التي تتبعها سلطات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة.

وتحول الاعتصام لاحقا إلى مهرجان خطابي ، تحدث في مستهله المحامية نسرين بركات من جمعية حقوق المواطن في إسرائيل حيث استعرضت نتائج التقرير الذي أصدرته الجمعية مؤخرا حول إجراءات التهويد الإسرائيلية للمدينة المقدسة من هدم للمنازل ، ومصادرة للأراضي ، وتمييز في الخدمات بين القدس الشرقية المحتلة والقدس الغربية ، مشيرة إلى أن تظاهرة اليوم تأتي للتعبير عن رفض هذه السياسات ، والإجراءات.

وقال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إن تظاهرة اليوم جاءت للتأكيد على عروبة القدس ، وتجسيدا لتمسك المقدسيين مسيحيين ومسلمين بحقوقهم السياسية والدينية في هذه المدينة ، ورفضا لكل إجراءات التهويد والأسرلة للمدينة المقدسة ، التي قال أنها محتلة ومسيطر عليها بقوة البوليس ، على خلاف ما يحاولون إظهاره بأنها موحدة .

واستعرض عطا الله في كلمته سياسة هدم المنازل والاستيلاء عليها في القدس ، وقال إن ما يحدث هنا هو الأبرتهايد بعينه، حيث تمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما هو أسوأ منه ، وهو ترحيل المواطنين العرب أصحاب الأرض الشرعيين ، وإحلال مستوطنين مكانهم.
كما استنكر رئيس أساقفة سبسطية الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية ، وحرمان أبناء هاتين الديانتين من ممارسة أبسط حقوقهم .

في حين تحدث جواد صيام من لجنة الدفاع عن أراضي ومنازل المواطنين في " واد حلوة " من أراضي حي البستان، فأكد تمسك المواطنين بمنازلهم وأراضيهم ، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية لن ترغمهم على الرحيل، داعيا إلى أوسع حملة تضامن مع أصحاب المنازل في سلوان عموما .
بدوره اعتبر وزير شؤون القدس حاتم عبد القادر اعتصام اليوم في باب العمود بأنه رسالة من المقدسيين للحكومة الإسرائيلية ، مفادها أننا باقون هنا ولن نرحل.

وأكد عبد القادر على عروبة وفلسطينية المدينة المقدسة ، وأن الحكومة الفلسطينية العتيدة لن تدخر أي جهد في سبيل دعم صمود المواطنين المقدسيين سواء المهددة منازلهم بالهدم، أو من يتهدد منازلهم الاستيلاء من قبل الجمعيات الاستيطانية اليهودية.
في حين قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أن ذكرى ضم القدس والتي تصادف اليوم هي ذكرى أليمة حاول الإسرائيليون على مدى العقود الأربعة الماضية تهويدها وطمس معالمها إلا أنهم فشلوا في ذلك بالرغم مما قاموا به على الأرض ، وما فرضوه من وقائع بالقوة.

ودعا المفتي المواطنين المقدسيين إلى مزيد من الصمود والثبات في مواجهة المحتلين ، كما حث الفصائل الفلسطينية المختلفة على التوحد وإنهاء الانقسام، لإنقاذ مدينة القدس من الخطر الداهم الذي تواجهه.

أما المحامي احمد الرويضي رئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة فقال أن إجراءات الضم والتهويد للقدس لم تتوقف على مدى الأربعين سنة الماضية ، لكن ما تواجهه المدينة المقدسة في هذه المرحلة هو الأخطر حيث يسعى الإسرائيليون إلى حسم موضوع القدس ديمغرافيا بعد أن سيطروا على المساحة الأكبر من أراضي المواطنين المقدسيين.

وكان سبق الاعتصام في باب العمود اعتصام نفذه صحافيون مقدسيون بمشاركة حاتم عبد القادر وزير شؤون القدس قبالة المحكمة المركزية الإسرائيلية في شارع صلاح الدين في المدينة تزامنا مع جلسة عقدتها المحكمة للنظر في قضية الصحافيين خضر شاهين ومحمد سرحان ، والمتهمان بخرق الأوامر العسكرية عشية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام الفائت.

وقررت المحكمة تأجيل النظر في هذه القضية حتى الحادي والثلاثين من الشهر الحالي.

وكان الآلاف من المستوطنين اليهود بدءوا ظهيرة هذا اليوم مسيراتهم الاستفزازية في محيط البلدة القديمة من القدس بحماية قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في الذكرى الثانية والأربعين لضم القدس، كان أكبرها في منطقة باب المغاربة ، وباحة البراق ، ومسيرة أخرى في حي الشيخ جراح، رافعين الأعلام الإسرائيلية ومرددين الهتافات المناوئة للعرب.