الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشباب الفلسطيني في مصر- الإنترنت: مساحات افتراضية للبحث عن الهوية

نشر بتاريخ: 24/05/2009 ( آخر تحديث: 24/05/2009 الساعة: 13:59 )
القاهرة- خاص معا- كتبت بيسان عدوان- إنطلق الشباب الفلسطيني بغزو العالم الافتراضي، وحجز مساحة الكترونية لاستئناف معركته ضد الإحتلال الإسرائيلي منذ بداية الالفية الثانية كمثيله من الشباب.

وعلى كثرة مساحات وأشكال المشاركة الافتراضية، إنخرط بعض الشباب الفلسطيني في مصر في تلك المواقع والشبكات الاجتماعية كالفيس بوك للبحث عن الهوية والمشاركة في المقاومة رغم وطأة القوانين والإجراءات التعسفية التي كانت رافدا رئيسا في تشكيل هويتهم.

أنشأ حاتم نظمي فلسطيني (31 عاما) يحمل وثيقة سفر من الفئة (أ) مجموعة الكترونية اسماها "جروب فلسطيني/ مصري على شبكة الفيس بوك كاتبا "عفواً للفلسطينين المقيمين بمصر فقط هذا الجروب خاص بمن يحملون هذه الوثيقة لكي لا ننسي وحتى لا نفقد هويتنا فنحن فلسطينيون لآجئين بمصر.. لا تحزبات ولا تفريق".

وفي مقابلة أجرتها وكالة "معا" مع حاتم حول الهدف من إنشاء تلك المجموعة، قال: " كل المجموعات الفلسطينية اللي على شبكة الالكترونية بتتكلم على فلسطين والانقسام وقطاع غزة والضفة وفي اي مكان ماعدا مصر، عشان هيك فكرت اني اعمل هادي المجموعة وتكون دليل للنشاطات الثقافية في مصر خاصة الفلسطينية، وتتطرح مشاكل الفلسطينيين في مصر ومحاولات النقاش لحلها قدر الامكان".

وفقا للاحصائيات شبه الرسمية، يشكل الشباب الفلسطيني 18-45 عاما في مصر 53%، تصل نسبة حملة الشهادات العليا منهم حوالي 8%، وحملة المؤهلات المتوسطة ومادون ذلك ما يقارب 46.5%.

وأضاف حاتم :" كثير من الفلسطينيين ما بيعرفوش المشاكل التي تواجهنا في مصر، وكتير منا مش عارفة حقوقه والاجراءات الروتينية المصرية لحل المشكلات التي تواجه، خاصة وأن المنظمة او السفارة بتعامل الفلسطينيين في مصر بشكل سئ".

وأردف قائلا: "من المشكلات التي طرحتها في المجموعة مشكلة وثيقة السفر الصادرة من مصر وبموافقة وزارة الداخلية والاقامات، وعدم اعتراف اي دولة بها، والغريب أن مصر نفسها تمنع دخول حاملة الوثائق الى البلاد الا بعد الحصول على تأشيرة مصرية وبإذن من وزير الداخلية نفسه وأمن الدولة حتى لو مستوفي الشروط".

وحول سؤالنا عن مستوى المشاركة والتفاعلية مع مجموعته أجاب عمر :المجموعة أقل من 6 شهور، ولا يزال نسبة المشاركة ضئيلة جدا خاصة من الفلسطينيين في مصر، وفي تصوري أن ذلك راجعا لخوف الفلسطينيين على اقامتهم أوترحيلهم".

تعتبر "مجموعة الطلبة الفلسطينيين في مصر" على الفيس بوك أول كيان واقعي او افتراضي فئوي للفلسطينيين منذ أكثر من 30 عاما، يقوم بتقديم مساعدات لوجستية واعلام للطلبة في الجامعات الخاصة بضواحي القاهرة.

كتبوا: "من المعروف أنه ما في منظمة رسمية بتضم الطلاب الفلسطينيين وبتجمع نشاطاتهم بيعانوا، وهاد طبعا من ضمن أسبابه تقصير من السفارة الفلسطينية في القاهرة، ولهيك قررنا إنه نعمل هاي المجموعه الإلكترونية وبهيك بيقدروا كل الطلاب اللي بيشتركوا ويشاركوا فيها ...".

واوضح د. خالد الازعر باحث بالشؤون السياسية ومسؤول التعليم العالي في السفارة الفلسطينية أن الفلسطينيين لا يتمتعون بالكثير من الحقوق خاصة التعليم العالي نظرا لارتفاع الرسوم، رغم أن الحكومة المصرية أصدرت عدة قرارات من شأنها تقديم تسهيلات في المصروفات الدراسية والجامعية بعد اندلاع انتفاضة الأقصى 2000 بسبب تفاقم الأوضاع كوضع اسثنائي ثم تراجعت عنه السنة التالية.

وبحسب المحللين، أغلقت أجهزة الأمن مقر فرع الإتحاد العام للطلبة الفلسطينيين عام 1977، ومنعت الطلبة الفلسطينيين المشاركة في اي أنشطة أو أسر جامعية، كما حظر عليهم الانتساب او الانتخاب في اتحاد الطلبة في الجماعات المصرية.

كما أطلق أحد الفلسطينيين إسم " find me help" على مشاركته في منتدى " شبكة هموم الالكترونية، وقام بتعريف نفسه مدوناً " أنا شاب فلسطيني عمري ثلاثون عاما ولدت لأم مصرية وأب فلسطيني وعشت وولدت داخل مصر ولم أر فلسطين أبدا، وتعلمت داخل مصر حتى حصلت على بكالوريوس صيدلة عام 2002، ومنذ التخرج عرفت أن لا حق لي في أن أفتح صيدلية مثل باقي زملائي لأني فلسطيني".

عبر المحادثة الالكترونية مع وكالة "معا" قال: " والله مافيش بلد ظالمة الفلسطينيين اكتر من مصر - يعنى امي مصرية ومتعلم في مصر وعايش فيها و العمل مستحيل".

وأضاف: "لم اتمكن من العمل في الشركة التي اجتزت بها الاختبارات حين طلبت أوراقي الثبوتية للتعاقد بعد أن علمت إني أحمل وثيقة سفر بسبب بسبب القيود والأوراق الاعجازية التى تطلبها وزارة القوى العاملة من الشركات لتعيين الأجانب".

أصدرت الحكومة المصرية قراراً بمنع الأطباء والمهندسين والصيادلة والمدرسين الفلسطينيين الانتسابة للنقابات المهنية التي تخول ممارسة العمل في مصر عام 1981.