الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مرشحة حماس فتحية القواسمي: لدى الفتاة والمرأة قدرات في الصبر والتحمل والإبداع قد يعجز عنها الرجال

نشر بتاريخ: 18/01/2006 ( آخر تحديث: 18/01/2006 الساعة: 11:03 )
الخليل - معا- التقت وكالة "معا" السيدة فتحية القواسمي, وهي المرأة الثانية من محافظة الخليل التي تشارك في الانتخابات التشريعية على قائمة التغيير والاصلاح على مستوى الوطن، واجرت معها الحوار التالي:

ما هي دوافعك للمشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة ؟

الاجابة: إن للمرأة للمسلمة دور فاعل في كل الأحوال والظروف على مدار التاريخ الإسلامي منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا وكان ذلك في كل الحالات السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, والجهادية وهناك شواهد كثيرة على ذلك لا يتسع المقام هنا لذكرها, إلا أن هذا الدور مع مرور الزمن وتغير الاهتمامات في الحياة آخذ يتراجع ويضمحل إلى أن دخلت هموم الدنيا ومشاكلها وأعباؤها وأثرت على دور المرأة الفاعل في المجتمع وحينما طرحت علي المشاركة في التشريعي فكرت وتفكرت, في واقع المرأة الآن وما هو حالها وما الآمال التي وصلت إليه.

رأيت انه من واجبي ومن باب الشعور بالمسؤولية وأمانة الرسالة أن يكون للمرأة دورا وأن تعيد ما ضاع من هذا الدور ونثبت للعالم أن المرأة المسلمة ذات الخمار والنقاب والمرأة الملتزمة بدينها أنها امرأة فاعله لا متقوقعة على نفسها ولكنها قادرة على التغيير والإصلاح مهما بلغت التضحيات ومهما كانت الصعوبات.

لا شك أن بعض عاداتنا وتقاليدنا تحول دون أن تؤدي المرأة دورها الحقيقي في الحياة وعلى
كافة الاصعدة كيف واجهت المرشحة فتحيه القواسمي هذا الموضوع ؟

كلامك صحيح، بشكل عام هناك عقبات تعيق عمل المرأة من بينها عدم إدراك الدور الحقيقي في الحياة وأسلوب التربية الذي تتعرض له المرأة، أضف إلى ذلك الاحتلال وما يبثه من سموم في حياتنا الاجتماعية ومحاولته إفساد الجيل من كلا الجنسين والخوف من الواقع لدى الأهالي من هذه السياسة الأمر الذي يبقي الأهل في حالة من الخوف على البنات والحد من تحركانهن مع أن لدى الفتاة والمرأة قدرات في الصبر والتحمل والإبداع قد يعجز عنها الرجال.

ولكنني شخصياً لم أواجه عقبات حالت بيني وبين المشاركة الفاعلة في المجتمع، حيث حظيت منذ الصغر بدعم الأهل والمجتمع ثم بدعم وتشجيع زوجي الشهيد القائد عبد الله القواسمة الذي طالما وقف بجانبي ووفر لي كل سبل الدعم النفسية والمعنوية والأسرية وشجعني على ممارسة دوري في العمل الاجتماعي والسياسي على أكمل وجه.

ولكن أقول إن على القطاع النسوي أن يقوم بعملية توعية للأهالي والتخفيف من حجم التخوف لديهم من خلال إيجاد البيئات الأمنية والأماكن النظيفة حتى تشجع الأهالي على دفع بناتهن ونسائهن للخوض في غمار الحياة بشكل ايجابي، حينها تستطيع أكثر أن نصنع الكوادر النسائية الفاعلة من اجل البناء والتغيير، أما من جهتي فانا انسانة صاحية مجربة في الحياة، حيث خضت غمار العمل السياسي وأنا في المرحلة الجامعية والعمل الاجتماعي من خلال عضويتي في الجمعيات الخيرية، وكنت قبل الاستقالة من عملي للمشاركة في التشريعي مديرة مدرسة، وفوق كل ذلك دخلت الصراع مع الاحتلال فزوجي الشهيد عبد الله القوا سمي قبل استشهاده كان مطلوبا للاحتلال لعدة سنوات وقد ازددت بعد استشهاده إصرارا على أن يكون لي دور فاعل في الحياة وعلى هذا المنوال والمنهج اربي أبنائي وبناتي.

إذا سألنا عن الدور الذي يمكن أن تؤديه من خلال وجودك في التشريعي في حالة وصولكي اليه؟

قلت لك يمكننا أن نفعل الكثير إذا اتيحت لنا الفرصة والامكانات اللازمة فالمرأة بحاجة ماسة بداية إلى توعيتها بأهمية دورها في الحياة، وان نعمل على تفعيل وسن القوانين المنسجمة مع ديننا وعقيدتنا التي تنصف المرأة وإشراكها في كافة المجالات التي تنسجم مع طبيعتها الانوثية والتوفيق بين دورها ودور الرجل في الحياة حتى لا يحدث الصدام أو التعارض بحيث يعمل كل طرف على تهميش دور الآخر وهذا ما لا نريده إطلاقا فلكل منا دور يؤديه في الحياة.

هذه أول تجربة لك على صعيد العمل السياسي المعلن، وتعرفين أن الجو السياسي الفلسطيني بالتحديد فيه تعقيدات كثيرة كيف تواجهين هذه التعقيدات؟

قلت لك أنا صاحبة تجربة متواضعة في هذا المجال ومع ذلك أؤكد على أنني ابنة هذا الشعب الصابر المرابط عشت حياته بكل دقائقها منذ طفولتي و بالتالي تعودت حياة المحنة والصعوبات وأنا قادرة بعون الله أن استمر بدعم إخواني وأخواتي لنصرة هذا الشعب والوقوف إلى جانب قضيته العادلة يرفع صوته وصوت المرأة والدفاع عن جميع الحقوق في كل المحافل التي يمكن أن اصل إليها، فهذه رسالتي وأهدافي التي أسعى إلى تحقيقها فيما تبقى لدي من عمر أرجو الله أن يكون في سبيله.

أنت تخوضين الآن غمار حملة انتخابية للتشريع القادم كيف ترين التجاوب خاصة من القطاع النسوي على مستوى محافظة الخليل؟

بدون مجاملة هناك تفاعل اشعر من خلاله برغبة المرأة والقطاع النسوي في التغيير
خاصة في واقع المرأة الفلسطينية لقد زرت خلال الأيام القليلة الماضية أنا وأختي المرشحة سميرة الحلايقة الكثير من التجمعات والمواقع النسوية ووجدنا فيها بداية الترحيب الكبير وحسن الاستقبال كما وجدنا الدعم والتأكيد والإصرار على أن المرأة يجب أن تصل مراكز صنع القرار وأنها بحاجة إلى من يرفع صوتها ويحمي حياتها من الفساد والمفسدين ومن المتاجرين بقضايا المرأة من الذين يدعون نصرة قضيتها وينهبون الأموال ويقيمون المشاريع الفاسدة لإبعادها عن دورها الحقيقي في بناء مجتمع فاصل يقوم على أساس من العفة والفضيلة ونسال الله التوفيق.