شيرين الشيخ: أنا بين أهلي في غزة ولكن أتحسر لبعدي عن أهلي في رام الله
نشر بتاريخ: 25/05/2009 ( آخر تحديث: 25/05/2009 الساعة: 15:40 )
بيت لحم- معا- قالت شيرين الشيخ خليل الأسيرة المحررة من سجون الاحتلال بأن وجودها في غزة بعد إبعادها لا يمكن أن يفت من عزمها وقوتها فهي بين أهلها ولكنها تتوق إلى الرجوع إلى أحضان عائلتها في مدينة رام الله.
جاءت أقوال شيرين تلك خلال لقاء لها مع مركز أحرار تحدثت خلاله عن ظروف اعتقالها والتهمة التي وجهت إليها وعن الظروف الاعتقالية التي تعيشها الأسيرات في سجون الاحتلال.
ظروف الاعتقال
وبدأت شيرين الشيخ خليل حديثها (لمركز أحرار) عن الظروف التي رافقت اعتقالها وقالت: "اقتحمت قوات الاحتلال الحي الذي أسكن فيه بمدينة رام الله بتاريخ 13/7/2003 وطوقت المنزل وقامت باعتقالي قبل أن يتم اقتيادي إلى معتقل المسكوبية وهناك خضعت لتحقيق قاسٍ من قبل المحققين واستخدموا أساليب صعبة جدا في ذلك ومنها الجلوس على كرسي صغير الحجم ويرافق ذلك حرمان من النوم والراحة وبقيت في المسكوبية لمدة شهر كامل وبعد ذلك تم نقلي إلى زنزانة صغيرة جدا تفتقد إلى مقومات العيش بل إنها تحتقر من قيمة الإنسان وخلال تلك الفترة كنت ممنوعة من الزيارة".
وتتابع: "وبعد إصدار المحكمة الحكم ضدي والذي بلغ ثماني سنوات تم نقلي إلى معتقل سجن الرملة وكنت وقتها أيضاً ممنوعة من زيارة الأهل والمحامي ومن ثم تم نقلي إلى معتقل الدامون ووصل المطاف بي أخيرا إلى سجل هشارون الذي أكملت فيه ما تبقى من مدة محكوميتي".
التهمة
وحول التهمة إلى وجهت إلى شيرين والتي على أثرها حكمت لمدة ثمان سنوات قالت: "كانت التهمة الموجهة لي هي محاولة اختطاف أحد الجنود الإسرائيليين من أجل القيام بعمليات تبادل لصالح حركة فتح وفي بداية الأمر شعرت بحجم المصيبة وصعوبة الموقف كون عمري وقتها لم يتجاوز 17 عاما ولكنني وبفضل الله لم أشعر بالخوف ولا بالندم وقناعتي بأن الأرض والقضية تحتاج منا الكثير من التضحيات".
الظروف الاعتقالية
وعن الظروف التي تعيشها الأسيرات داخل سجون الاحتلال تقول شيرين: "كثير من الأسيرات محرومات من زيارة الأهل والأقارب لها وهذا يضاعف من المأساة فإدارة السجون ليس جديدا عليها هذه السياسة فهي تبتكر كافة أساليب الإذلال بحق الأسيرات في محاولة منها للنيل من عزائمهن وبعد فشل إتمام صفقة تبادل شاليط ضاعفت وصعدت إدارة السجون من إجراءاتها "التعسفية القمعية" بحق الأسيرات فقلت الزيارات بل حرمت لمن كان مسموحا لها ذلك بحجة أن شاليط لا أحد يقوم بزيارته هذا بالإضافة إلى التضييق فيما يتعلق بمشاهدة التلفاز وتحديدا حرمانهن من مشاهدة قناة الجزيرة الإخبارية".
وكشفت بأن الأسيرات حملنها رسالة إلى القيادة الفلسطينية تطالبهم فيها بضرورة فضح ممارسات الاحتلال بحقهن والإهمال الكبير الذي يتعرضن له ولاسيما اللواتي يعانين من أمراض مستعصية كالسرطان والقرحة وغيرها كما وحملت الرسالة ضرورة السعي من أجل الإفراج عن الأسيرات باعتبار ذلك حقا مشروعا لهن تكفله القوانين الدولية.
وعن الشعور الذي انتاب شيرين عند وصولها إلى مدينة غزة بعد قرار الإبعاد تقول :" لم أصدق نفسي عندما وضعت قدمي على أرض القطاع وشعرت فرحة غامرة وسعادة منقطعة النظير وإن كنت أتمنى أن تكون حريتي هناك في الضفة ولكن لا يمكن أن أحقق مراد الاحتلال بتيئيسي وإذلالي وسأبقى على العهد طوال حياتي وفي النهاية سأعود إلى بلدي وأهلي في رام الله رغما عن أنف العدو المتغطرس".
وترى شيرين بأن الاهتمام بقضية الأسرى شهد تراجعا حادا كاد أن يجعل قضيتهم طي النسيان والاقتصار على يوم الأسير في استذكارهم لولا وجود ملف شاليط الذي جعل قضيتهم حية ومثارة باستمرار وهنا أيضا يقع على عاتق وسائل الإعلام الاهتمام بقضيتهم والوقوف إلى جانبهم في كل الأيام وليس في موسم معين.
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الانسان ا ن امر ابعاد شيرين الشيخ خليل منافي لكل الاعراف والمواثيق والقوانين الدولية، موضحا ان سياسة الإبعاد التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى هي قديمة جديدة استخدمها الاحتلال لعقاب الفلسطينيين بشكل جماعي، وتعتبر حسب القانون الدولي جريمة حرب، ومخالفة لكافة القوانين الدولية، حيث يعتبر الإبعاد وفقاً للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، عمليات نقل غير مشروع وهو ما يشكل مخالفة صريحة لنص المادة 147 من الاتفاقية نفسها وفقاً للبروتوكول الإضافي الأول الملحق بالاتفاقية الذي يعتبر الإبعاد جريمة حرب.
وناشد الخفش مؤسسات حقوق الإنسان التدخل بشكل عاجل لوضع حد لسياسة الإبعاد التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية مدعومة بالغطاء القانوني الذي توفره لها محكمتها العليا لتمرير "جرائمها" بحق المدنيين الفلسطينيين، ما يفتح الباب أمام إبعاد المزيد من الأسرى.