هل سيقرأ الأسير أبو عيطة هذه الكلمات دون مقص الرقيب؟
نشر بتاريخ: 25/05/2009 ( آخر تحديث: 26/05/2009 الساعة: 10:30 )
غزة- خاص معا- "الزوجة والأبناء أحمد ومرح هم في أشد الشوق إليك، وخاصة أحمد يسأل عنك، بده يطلع بابا عشان يشتري له جهاز كمبيوتر وبقولك أنا يا بابا شاطر كثير وأشطر من عمي محمد. إن شاء الله يتحقق حلمك يا أحمد عن قريب".
كانت تلك الأم جالسة بين أمهات الأسرى في الاعتصام الأسبوعي لذوي الاسرى بمقر الصليب الاحمر بغزة، استعارت قلماً وبدأت تسطر أشواقها على ورقة مروسة بشعار الصليب الأحمر، هذه الورقة لا عداها المسموح لها بالدخول إلى الأسرى بعد أن تمر بمقص الرقيب لسلطات السجون الإسرائيلية.
كتبت من المرسل: والدته "أم وسام" والمرسل إليه: وسام عبد الرازق محمد أبو عيطة، مكان المرسل: مشروع بيت لاهيا- محافظة شمال غزة، ومكان المرسل إليه سجن نفحة الصحراوي، أما تاريخ ميلاده 20/6/1982.
عامان أو أكثر لم يحظ أي أسير من قطاع غزة برؤية ذويه، فالزيارة ممنوعة كما الاتصال بالأهل ممنوع، أما عددهم فيقارب الألف أسير ويحرص ذووهم كل يوم اثنين أسبوعياً على القدوم إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر لينفذوا اعتصاماً تضامنياً مع أبنائهم خلف القضبان، قد يكون الاعتصام على غير فائدة كما تقول والدة الأسير عبد الكريم محمد أبو حبل، بسمة أبو حبل من بيت لاهيا.
قالت ابو حبل: "نأتي بالحافلات كل يوم اثنين لنمضي نصف ساعة في الصليب الأحمر دون فائدة فانا منذ خمس سنوات لم أر ابني سوى مرات قليلة لا تتعدى سنوات سجنه فهل هذا عدل".
بالعودة إلى جارتها التي كانت قد بدأت تكتب: "ابني الغالي وسام أبو أحمد تحية من أعماق قلبي المشتاق إليك معطرة برائحة الفل والياسمين تليق بك يا نور العيون ابعثها لك وأنا في داخل الصليب الأحمر يوم الاعتصام راجية من المولى أن تصلك وأنت في تمام الصحة والعافية وبعد،،،
ابني العزيز أبو أحمد إن سألت عنا فنحن والحمد لله بخير وصحة جيدة ولا ينقصنا سوى قلة وجودك بيننا لكن نسأل الله أن يكون اللقاء قريبا بإذن الله".
تضيف في رسالتها: "الوالد والوالدة والأخوة والأخوات وأزواجهن وأولادهن والجميع بألف خير ويهدونك أحر السلامات المعطرة، وأخبرك أن أختك ميسون أم ماهر صارت تأتي كل يوم سبت خصوصي حتى تتمكن من الاتصال بك عبر إذاعة دريم، أخبرني أبو أحمد أن كنت تسمعنا، كذلك الزوجة والأبناء أحمد ومرح هم في أشد الشوق لك وخاصة أحمد يسأل عنك بده يطلع بابا عشان يشتري له جهاز كمبيوتر، وبقولك انا يا بابا شاطر كتير وأشطر من عمي محمد. إن شاء الله يتحقق حلمك يا أحمد عن قريب".
المرسل إليه: يرغب بتقديم امتحانات الثانوية العامة من خلف القضبان، فتؤكد له المرسلة انها قدمت أوراقه الثبوتية لوزارة التربية والتعليم وأنها تدعو له بالنجاح.
ولم تنس الأم المشتاقة ان تذيل رسالتها بعبارة لطالما يؤكد عليها ذوو الأسرى في كل اتصال اذاعي أو رسالة مكتوبة أو كلمة خلال الاعتصام فتضيف: "سلامي إلى جميع الأسرى والأسيرات وجميع الشباب الذين معك في الغرفة.. ديروا بالكو على بعض وسلامي إلى رائد غباين واحمد سلمان وعماد العثامنة وإلى اللقاء". ووقعت بالآتي: أمك المشتاقة أم وسام.
أم وسام تتمنى ان تصل الرسالة وأن يرى الأسير طفليه أحمد ومرح في مظروف مرفق مع الرسالة التي قد تصل أو لا تصل.