الصوراني يشارك بمؤتمر دولي في إيطاليابعنوان: هل يوجد قاضي من أجل غزة؟
نشر بتاريخ: 25/05/2009 ( آخر تحديث: 25/05/2009 الساعة: 20:36 )
غزة – معا -نظمت مؤسسة ليليو ويسلي باسو غير الحكومية، مؤتمراً دولياً وذلك في 22 مايو 2009، في قصر ماريني التابع لمجلس النواب الإيطالي في العاصمة الإيطالية روما.
وهدف المؤتمر الذي حضره العشرات من: القضاة، المحامين، أساتذة القانون الدولي، الأكاديميين، والسياسيين، من مختلف أنحاء العالم، إلى إلقاء الضوء على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارستها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي شهدته الفترة من 27 ديسمبر 2008، وحتى 18 يناير 2009.
افتتح المؤتمر وترأس أولى جلساته القاضي سالفاتوري سينزي رئيس محكمة الشعوب الدائمة التابعة لمؤسسة ليليو ويسلي باسو ، فيما ترأس الجلسة الثانية من جلسات المؤتمر جياني توبنوني السكرتير العام لمحكمة الشعوب الدائمة، أما الجلسة الثالثة والأخيرة فقد ترأستها إيلينا باتيوتي رئيسة مؤسسة ليليو ويسلي باسو. هذا وقد تحدث خلال المؤتمر عدد من القضاة، المحامين، وأساتذة القانون الدولي، ومن بينهم: المحامي غيليس ديفرس؛ البروفيسور جيوسيبا بالميسانو أستاذ القانون الدولي في جامعة كاميرينو الإيطالية؛ فرانسوا ريغو أستاذ القانون الدولي في جامعة لوفيانو الكاثوليكية في بلجيكا؛ ريتشارد فولك أستاذ القانون الدولي في جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية ومقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان؛ رولاند كيسوس المحامي العام في محكمة الاستئناف الفرنسية؛ سلافيا لاكنزي القاضية في المحكمة الدولية لمجرمي الحرب في يوغوسلافيا؛ البروفيسور أنطونيو بيغراو سولي أستاذ القانون الدولي في جامعة روفيرا إي فيرجيلي دي تارغونا الأسبانية وعضو محكمة الشعوب الدائمة، البروفيسور إيريك دايفيد أستاذ القانون الدولي في جامعة بروكسل ليبرا؛ القاضي فرنكو إيبوتو عضو محكمة الشعوب الدائمة؛ وماريو لاما، مدير أحد أبرز مراكز حقوق الإنسان في إيطاليا، الذي أعلن خلال كلمته عن ترشيح مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني لواحدة من أهم الجوائز الدولية لحقوق الإنسان في إيطاليا.
ومن فلسطين، تحدثت ليلي شهيد سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا، وراجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي قدم عرضاً مسهباً حول أبرز الجرائم التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقترافها في الضفة الغربية بدءاً بجرائم التطهير العرقي والتهويد، مروراً باستمرار أعمال البناء في جدار الضم العنصري وأعمال التوسع الاستيطاني، وصولاً للاغتيالات السياسية، الاعتقالات العشوائية، الاقتحامات، وجرائم القتل العمد، والتي أحالت جميعها الضفة الغربية إلى واقعاً يجسد نظام الفصل العنصري. وحول غزة، تحدث الصوراني عن الحصار الذي بلغ قبل العدوان الأخير في 27 ديسمبر 2008 ذروته، عدا عن تواصل جرائم الاغتيالات السياسية، اقتحام المدن والقرى، وجرائم الحرب بمختلف مستوياتها، موضحاً أن العدوان الأخير جاء ليشكل ذروة جرائم الحرب الإسرائيلية بحق سكان قطاع غزة.
هذا وقد أشار الصوراني إلى الطلب الذي وجهته إسرائيل للبابا بالاعتذار عن الهولوكوست لأنه علم ولم يتحرك ولم يكسر مؤامرة الصمت مؤكداً على أن أوروبا لا يمكنها أن تدعي بأنها لا تعلم ماهية الجرائم التي تقترفها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم لأن منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية وثقت ونشرت، وللمرة الأولى في التاريخ، بثت وكالة رامتان للأنباء جرائم الحرب الإسرائيلية على الهواء مباشرة.
وانتقد الصوراني بقوة الموقف الأوروبي الرسمي بدءاً من عدم اعترافها بنتائج الانتخابات الفلسطينية، مروراً بالتوجهات لرفع مستوى العلاقات مع إسرائيل، وصولاً للموقف المعلن عبر العديد من التصريحات المغلوطة والوقحة لعدد من قادتها السياسيين أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة ومحاولات تبريرهم لها واعتبارها حرباً دفاعية لا هجومية.
إلى ذلك، ناقش الصوراني الخيارات القانونية المتاحة لملاحقة مجرمي الحرب من الإسرائيليين، وأكد على أن الولاية القضائية الدولية أثبتت نجاعتها رغم كل المحاولات المبذولة لتغيير القوانين للسماح لمجرمي الحرب من الإسرائيليين بالإفلات من العقاب، مناشداً المجتمع المدني الأوروبي والحقوقيين ورجال الفكر الخوض في هذه المعركة سعياً نحو سيادة القانون واستقلال القضاء وإنفاذ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وفي ختام كلمته، وجه الصوراني شكره لمؤسسة ليليو ويسلي باسو على جهدها الخاص والمميز الذي تمثل في عقد هذا المؤتمر، كما شكرها أيضاً على دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية ومناصرتها لحقوق الشعب الفلسطيني وعملها الهادف للمساهمة في ملاحقة مجرمي الحرب من الإسرائيليين ومساءلتهم عما اقترفوه من جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين. كما شدد الصوراني على أن الفلسطينيين لم يحققوا حتى اللحظة النصر على الاحتلال لكنهم ربحوا معركة الشرعية الدولية وهم متمسكون بحقوقهم ولن يقبلوا بعد مرور 61 عاماً على نكبة عام 1948، و42 عاماً على الاحتلال، أن تكون أسمى تطلعاتهم قاصرة على مجرد التمتع بالحق في الحياة، الحق في مستوى معيشي ملائم، والحق في تلقي الرعاية الصحية.
جدير بالذكر أن مؤسسة ليليو ويسلي باسو الإيطالية هي مؤسسة عالمية للدفاع عن حقوق وحريات الشعوب. تحمل اسم عضو بارز في البرلمان الإيطالي، وهو من أحد أهم المدافعين عن حقوق الشعوب التي تناضل من أجل حريتها واستقلالها.