الكنيست ترد التماسا بحجب الثقة عن حكومة نتنياهو قدمتها الكتل العربية
نشر بتاريخ: 25/05/2009 ( آخر تحديث: 25/05/2009 الساعة: 22:47 )
القدس-معا- قدم النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، اليوم، إقتراح حجب ثقة عن حكومة نتنياهو – ليبرمان نيابة عن الكتل العربية الثلاث في الكنيست بسبب سياسة الحكومة الاستياطنية لتهويد القدس. إلا أن الكنيست رفض اقتراح حجب الثقة فيما كشف رد الحكومة على حجب الثقة بأنها تسعى لتسريع إجراءات محاكمة اصحاب البيوت المقدسيين بذريعة البناء غير المرخص.
وقال النائب زحالقة، في إقتراح حجب الثقة إن "الحكومة الجديدة تسجل أرقاماً قياسية في أسباب حجب الثقة عنها، سواءً على المستوى السياسي أو الإقتصادي والإحتماعي أو الديمقراطية والتعامل مع المواطنين العرب، فهي أستطاعت خلال فترة وجيزة الفيام بخطوات في كافة الميادين تستدعي حجب الثقة عنها. وأستهل النائب زحالقة خطابه بسرد حادثة لأول رئيس لبلدية الإحتلال في القدس، تيدي كوليك، الذي مر بمنطقة في أحد أحياء القدس وطالب معاونيه بإصدار التراخيص لبناء حي جديد في المنطقة، فرد عليه معاونوه بالقول إن هذه منطقة طبيعية خضراء يحظر البناء فيها، فأمرهم قائلاً: "هذه منطقة خضراء للعرب..".
وأضاف زحالقة: "إن الحكومة السابقة كانت تقر مخططات لتهويد القدس الشرقية سواءً في محيط البلدة القديمة أو في وسط لب الأحياء العربية، وكانت كل الطرق والوسائل شرعية بنظرها، إلا أننا نشهد في القترة الأخيرة هجمة جديدة أخطر من سابقاتها على القدس، فقد أنتخبت حكومة يمينية منطرفة وأنتخب رئيس جديد للبلدية يرغب بتهويد القدس بأسرع ما يمكن، وهو بذلك سيفجر الأمور ليس في القدس وحسب بل في مناطق أخرى". وأوضح النائب زحالقة أن "السلطات الاسرائيلية وضعت معياراً ديمغرافيا تعمل وفقه، وهو ان 72 في المئة من سكان القدس هم يهود و28 في المئة هم العرب، وحالياً نسبة العرب تتراوح ما بين 31-32 في المئة، لذا قررت بلدية الاحتلال في القدس المباشرة بتطهير عرقي للفلسطينيين في القدس حفاظاً على الميزان الديمغرافي من خلال عدم منحهم تراخيص البناء وهدم البيوت وتضييق الخناق عليهم وسحب هوياتهم ليضطروا لمغادرة المدينة، إذ أن نسبة التراخيص الصادرة تلبي 20 في المئة من إحتياجات السكان".
ولفت زحالقة إلى تقرير اسرائيلي حديث تشرته "سلام الآن" كشف عن أن ألفي مستوطن يهودي يعيشون في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس القديمة . وحسب القرير فإن النسبة الأكبر منهم يستوطنون في الحيين الإسلامي والمسيحي ة، ويبلغ عددهم نحو 900 مستوطن، فيما تحتل بلدة سلوان المرتبة الثانية، وتحديدا إذ يستوطن فيها نحو 350 مستوطنا، وتحل مستوطنة 'معاليه زيتيم' المقامة في قلب حي رأس العامود المرتبة الثالثة ويستوطنها 250 مستوطنا، ورابعا فهي البؤرة الاستيطانية 'بيت اوروط' في حي جبل الزيتون (الطور) ويستوطنها 125 مستوطنا يهوديا غالبيتهم طلاب دين يهود.
وأشار النائب زحالقة إلى ان الإدعاء بأن المستوطنين يسيطرون على المنازل العربية بإدعاء استرداد ملكيتها اليهودية أصلا، فلترد السلطات الأملاك العربية في القدس للعرب. وخلال تقديم الإقتراح، قاطع وزير الوزير الليكودي سيلفان شالوم خطاب النائب زحالقة متسائلاً: "منذ متى تعتبرون القدس عاصمة"، فرد عليه زحالقة: قبل أن تهاجر أنت إلى البلاد".
وأكد النائب زحالقة أن المخططات الإستيطانية لتهويد القدس سوف تجعل أي تسوية في المدينة مستحيلة، لأن قيام دولة فلسطينية بلا القدس لن يؤدي إلى تسوية وسلام حقيقي، لأن القدس عاصمة دولة فلسطين، وفلسطين بلا القدس مثل الجسد بلا روح".
من جانبها، قالت النائبة حنين زعبي في في خطابها لحجب الثقة عن الحكومة: "لقد بنيتم سياسة المستوطنات وتهويد القدس على فرضيتين: الأولى أنكم لا تعترفون بالحق الفلسطيني على أرضه، والثانية أنكم تظنون أنه بخلق واقع جديد يسد إمكانيات إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على كامل الأرض المحتلة، تسدلون الستارعلى حل سياسي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني. لكنكم مخطئون، كلما أبعدتم إمكانية حل الدولتين، بمفهومنا الفلسطيني العادل، فإنكم تعززون إمكانية الدولة الواحدة، ثنائية القومية".
وأضافت النائبة زعبي: "إن إغلاق إمكانية الدولة الفلسطينية على المناطق المحتلة عام 67، لن تجعل الشعب الفلسطيني يتنازل عن حقوقه، بل ستجعله فقط يبحث عن صور أخرى للسيادة السياسية". وفي رده على حجب الثقة، قال وزير البيئة وممثل الحكومة في الكنيست، جلعاد أردان، إن عشرات الاف الملفات ضد اصحاب بيوت مقدسيين لا تزال في أروقة المحاكم بسبب الإجراءات البروقراطية، وبسبب الإلتماسات التي يتقدم بها أصحاب البيوت للمحاكم. وأضاف "أن الحكومة تسعى لسن قوانين جديدة لتعجيل الاجراءات في إنهاء هذه الملفات لتنفيذ أوامر الهدم في أسرع وقت ممكن. وأن "مشكلة البيوت غير المرخصة ستتم معالجتها في إطار خارطة هيكلية جديدة للقدس يجري العمل عليها حالياً".