الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة يدعو المؤسسات الحقوقية الضغط لكشف السجون السرية الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 26/05/2009 ( آخر تحديث: 27/05/2009 الساعة: 11:24 )
غزة- معا- دعا الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة إلى العمل والضغط على المؤسسات الحقوقية الدولية كي تتحرك وأن تتخلى عن موقفها السلبي وأن تضغط باتجاه ضرورة الكشف عن السجون السرية التي تستخدمها قوات الاحتلال في اخفاء المعتقليين.

واعتبر فروانة في تقرير أصدره دعوة لجنة الأمم المتحدة الدولية ضد التعذيب لحكومة الاحتلال قبل أيام بالكشف عن السجن السري 1391، بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح وان كانت متأخرة، مناشداً في الوقت ذاته المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان والأسرى لاسيما الصيب الأحمر، ومنظمة هيومن رايتس ووتش ، إلى التحرك الجاد والضغط على حكومة الاحتلال للسماح لمندوبيها بزيارة السجن السري 1391 والكشف عن كافة السجون والأقسام السرية الإسرائيلية وإلزامها باعتماد القانون الدولي واتفاقية جنيف في تعاملها مع الأسرى الفلسطينيين والعرب المحتجزين في سجونها ومعتقلاتها.

وقال: "ليس هناك من سابقة واحدة على مدار التاريخ لاحتلال فتح أبواب سجونه ومعتقلاته أمام الرأي العام ومؤسسات حقوق الإنسان المحلية أو الدولية بحرية تامة ودون رقابة، أو أنه اعترف بما لديه من معتقلين وبالتجاوزات التي تمت بحقهم، بل على العكس تماماً كل الشواهد والتجارب تؤكد بأن كافة أشكال الاحتلال ومسمياتها كانت إجرامية ولا إنسانية، وأقامت سجون سرية وأخفت العديد من المعتقلين ولم تعترف بوجودهم لديها ، وأعدمت العديد منهم بعيداً عن الأعين".

وأكد فروانة بأن ثمة أوجه تشابه كبيرة ما بين معسكر الاعتقال "غوانتانامو "الأمريكي ، ومعسكر الاعتقال السري رقم " 1391 " الإسرائيلي الذي بات يُعرف بغوانتانامو الإسرائيلي، لاسيما فيما يتصل بعلامات الاستفهام الكبيرة والعديدة ، القانونية والقضائية التي تحوم حول المعسكرين وبما يجري بداخلهما من انتهاكات جسيمة من حيث الظروف والمعاملة والتجاوزات الخطيرة لمبادئ الديمقراطية ولأبسط حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية مبينا انه لم يفحص غوانتانامو الإسرائيلي مطلقاً من قبل أي هيئة مستقلة مثل هيئة الصليب الأحمر الدولي ، ولم يُسمح لأي جهة حقوقية أو قانونية بزيارته وتفقد أحواله و الالتقاء بنزلائه على عكس نظيره الأمريكي.

وأبدى قلقله الشديد من استمرار رفض إسرائيل ومنذ اكتشاف أواخر العام 2003 السماح للمؤسسات الدولية أو لمنظمة الصليب الأحمر أو حتى لأعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب الإسرائيليين منهم بزيارته والإطلاع عن كثب على ظروفه وأوضاعه، والالتقاء بالمعتقلين هناك، مشيرا إلى أن الحديث لا يدور عن سجن سري واحد وإنما عن عدة سجون سرية، وأقسام سرية في سجون علنية ومعروفة واحتجاز معتقلين فلسطينيين وعرب فيها بشكل سري وبأسماء هي ليست أسمائهم الحقيقية.


وأوضح فروانة أن إسرائيل لا زالت تتنكر لوجود غوانتنامو اسرائيل بالرغم من مرور خمس سنوات ونيف على اكتشاف أمره ولا يُعرف إجمالي عدد نزلائه أو عدد المحتجزين به الآن.

وقال:" لكن المعروف أن أي شخص يدخل هذا السجن يختفي، ومن المحتمل للأبد، كما انها ترفض السماح للمؤسسات الحقوقية بزيارته أو زيارة المنطقة التي يُعتقد بأن السجن السري بداخلها ، ولا زالت تنكر وجود أعداد كبيرة من المفقودين في سجونها ، فيما أن شهادات المعتقلين الذين مروا به تفترض بأن السجن مزدحم بالمعتقلين" مبينا بأن سلطات الاحتلال قد لجأت إلى استخدامه على نطاق واسع منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.

وذكر فروانة انه ووفقاً لشهادات عديدة فان السجن السري 1391 " غوانتانامو الإسرائيلي " يقع في منطقة عادية وسط فلسطين محاطة بالأشجار الحرجية والجدران المرتفعة بالقرب من خط حزيران 67 الفاصل ما بين الضفة الغربية والمناطق التي احتلتها إسرائيل عام 48 واستخدم كمركز للشرطة في عهد الانتداب البريطاني ووضع على مدخله يافطة كبيرة كتب عليها " الشرطة في خدمتك دائماً " ثم حوله الاحتلال الإسرائيلي إلى قاعدة عسكرية فاستبدل اليافطة بأخرى كُتب عليها اسم المعسكر 1391 "، وفي منتصف العقد الأخير من القرن الماضي أزيلت تلك اليافطة تماماً، ويعتقد بأن اليافطة أزيلت بعدما تم تحويله إلى سجن سري أو خشية من اكتشاف أمره بعد اللجوء إلى استخدامه بشكل أوسع،مما يعني أن افتتاح هذا السجن ربما يعود إلى مطلع التسعينيات من القرن الماضي أو قبل ذلك بكثير .

وأوضح فروانة بأن عائلات فلسطينية ومن قبلها لبنانية وأردنية عديدة قد تقدمت بشكاوى تشير إلى اختفاء أبنائها وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم، فيما يعتقد العشرات من العائلات ووفقاً لما وردهم من معلومات، بأن أبنائهم لا زالوا أحياء معتقلين في ما يُعرف بسجون الاحتلال السرية ومن ضمنها السجن السري رقم " 1391 " فيما سلطات الاحتلال، تنفي ذلك جملة وتفصيلاً، وتنكر احتجاز هؤلاء المفقودين لديها أو حتى معرفتها بمصيرهم ، وهذا ما يدفعنا إلى أن نُجزم وبقوة إلى الربط ما بين المفقودين والسجون السرية ومقابر الأرقام .

وأشار إلى احتمال أن يكون من اختفى وجُهل مصيره، أن يكون على قيد الحياة في سجون الاحتلال السرية،أو أن بعضهم قد استشهد ونقل جثمانه إلى ثلاجات الموتى ليقضي حكماً بالسجن بعد موته أو دفن في ما يُعرف بمقابر الأرقام السرية وهذا غير موجود سوى في إسرائيل وهي الوحيدة في العالم التي تعاقب الإنسان بعد موته وتصدر أحكاماً عليه وتحتجز جثامين الشهداء ، في جريمة تعتبر من أكبر الجرائم الإنسانية والأخلاقية والقانونية والدينية.

وحمَّل فروانة " إسرائيل " المسؤولية الكاملة عن حياة كافة المفقودين، معتبراً أن جميع المفقودين هم أحياء حتى تثبت إسرائيل عكس ذلك.

وبحسب فروانة فان تقارير إسرائيلية تحدثت أوائل شهر أيار الجاري بأن القائم بأعمال المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، شاي نيتسان، مثَّل أمام لجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب، وادعى أن إسرائيل أوقفت استخدام المعتقل 1391 في العام 2006، وادعى أيضا أن " الشاباك " لا يستخدم هذا المعتقل منذ سنوات، وأنه لا يتم احتجاز معتقلين بداخله منذ أيلول (سبتمبر) من العام ذاته.

وتعقيباً على ذلك رأى فروانة بأن ما تضمنته تلك التقارير الإسرائيلية وتصريحات " شاي نيتسان " فيما لو كانت صحيحة ، فهي خير دليل وبما لا يدع مجالاً للشك ، وإقرار إسرائيلي بأن هذا السجن كان قائماً بالفعل ، وبشكل سري في وقت نفت فيه وجوده من قبل وعلى مدار السنوات الماضية، وإقرارها اليوم بأنه كان موجوداً وأغلقته ، إنما يفتح الباب على مصراعيه لاحتمال وجود سجون وأقسام سرية أخرى كما يعتقد الفلسطينيين.