دراسة دولية: التغير المناخي وراء انتقال الأمراض الحيوانية للبشر
نشر بتاريخ: 26/05/2009 ( آخر تحديث: 26/05/2009 الساعة: 20:54 )
بيت لحم-معا- أظهرت دراسة نشرت، بمناسبة انعقاد الجمعية العامة لمنظمة الصحة الحيوانية في باريس هذا الاسبوع، ان التغير المناخي يؤدي الى ظهور امراض جديدة بين الحيوانات تنتقل عدوى بعضها الى البشر، حسب تقرير نشر اليوم الثلاثاء.
وانتقال عدوى الامراض الحيوانية الى الرجل امر معروف منذ قرون، لكن الاحترار المناخي الذي يحمل البشر مسؤوليته فضلا عن انبعاثات الميثان الناجمة من الحيوانات المجترة جزئيا، يساهم بشكل متزايد في ظهور امراض غير معروفة.
ويسمح التغير المناخي كذلك لامراض حيوانية معروفة بأن تنتشر جغرافيا مثل مرض اللسان الازرق لدى الاغنام الذي بات يضرب الآن اوروبا الشمالية. والأمراض الاخرى التي تذكر بانتظام على انها مرتبطة بالاحترار المناخي من قبل 126 من اصل 174 دولة الاعضاء في المنظمة العالمية للصحة العالمية التي ساهمت في هذه الدراسة، هي حمى الوادي المتصدع وفيروس النيل الغربي وطاعون الاحصنة.
وشدد بيتر بلاك المشرف على الدراسة امام المندوبين على أن تربية الماشية والامراض الناشئة والانظمة الحيوية مترابطة بشكل وثيق.
وجاء في تقرير سلم الى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية ان "في الدول التي تحاول القضاء على مرض ظهر من جديد مثل سل الابقار، من الممكن ان تؤدي استراتيجيات الوقاية الى تعديل في كثافة وتوزع اجناس اخرى مثل الغرير والاوبوسوم والجاموس".
وتابع النص ان "هذه التغييرات سيكون لها تأثير جانبي على النظام الحيوي".
وقال بلاك: "ما من مؤشر الى ان معدل ظهور (امراض جديدة) سيتراجع". واضاف الخبير في علم الاوبئة "بشكل عام يزداد الضغط على النظام الحيوي والامراض المعدية الناشئة هي اشارة الى ان الارض تعيش في حالة توتر".
وأكد برنار فالا المدير العام للمنظمة في بيان أن "عددا متزايدا من الدول ينسبون الى التغير المناخي ظهور مرض ناشئ على الاقل او مرض يظهر من جديد ينتشر على اراضيها او انتشر في السابق".
واظهرت الدراسة ان 71% من الدول المشاركة "اعربت عن قلقها الكبير من التأثير المتوقع للتغير المناخي على الامراض الحيوانية".
ففي حين ان ظهور بعض الامراض الحيوانية "يمكن توقعه بدرجة عالية من التأكيد، فإن أمراضا صحية اخرى مثل الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) او التهابات فيروس "نيباه" لا يمكن توقعها.
ومن أجل السيطرة على الجائحات الحيوانية والاوبئة في المستقبل، تدعو المنظمة العالمية للصحة الحيوانية الى تعزيز التعاون بين المنظمات ولا سيما منظمة الاغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والفريق الحكومي المعني بتغير المناخ.
ويصعب احيانا التوفيق بين اهداف خفض انبعاثات غازات الدفيئة والصحة الحيوانية، حيث أن تغيير علف الحيوانات وتكثيف تربية المواشي يسمح بالحد من انبعاثات الحيوانات المجترة لغازات الدفيئة.
واوضح بلاك "لكن التكثيف يوفر ظروفا مؤاتية لظهور امراض حيوانية". والامر ليس عائدا فقط الى قرب الحيوانات من بعضها بل بسبب التنوع الجيني الكبير بينها