المشاركون يؤكدون على ضرورة حق العودة للاجئين الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 26/05/2009 ( آخر تحديث: 26/05/2009 الساعة: 21:27 )
رام الله -معا- نظمت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية بالتنسيق والتعاون مع مركز القدس للدراسات السياسية ورشة عمل بعنوان " 61 عاماً والنكبة مستمرة" بحضور أعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني ، ونواب أردنيين ، وباحثون ، ومسئولون في وكالة الغوث ، ولجان تحسين المخيمات في الأردن ، ولجان الدفاع عن حق العودة ، ولفيف من المثقفين والأكاديميين والمختصين في شؤون اللاجئين وذلك في قاعة موسى فودة في مركز القدس للدراسات السياسية في العاصمة الأردنية عمان .
وتناولت الورشة العديد من أوراق العمل التي تقدم بها مختصون بشؤون اللاجئين والأونروا حول المشكلات التي تواجه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين وتحديداً في العراق ولبنان.
وجاءت الورقة الأولى كمقدمة عامة عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين قدمها محمد أبو بكر نائب رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية والورقة الثانية بعنوان "التداعيات الإنسانية للجوء الفلسطيني" تقدم بها الباحث في شؤون اللاجئين فضل أحمد والورقة الثالثة بعنوان "نهر البارد نكبة أخرى" تقدم بها د. احمد حماد المدير التنفيذي لمركز الناطور للدراسات السياسية .والورقة الرابعة جاءت بعنوان " اللاجئون الفلسطينيون في العراق والتهجير الجديد " تقدم بها صادق أبو السعود عن مركز القدس للدراسات السياسية ، والورقة الأخيرة جاءت بعنوان "القرار 194 وحق العودة " تقدم بها الباحث سلامة سلامة .
وأجمع المشاركون في الورشة على التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها في العام 48 طبقاً للقرار 194 وإدانة التفريط به، مشددين في الوقت ذاته على استمرارية عمل الأونروا وتقديم خدماتها التشغيلية والإغاثية للاجئين الفلسطينيين دون تقليص لحين إنهاء مشكلتهم وإيجاد الحل العادل لهم عبر تطبيق القرار 194.
ووجه المشاركون في الورشة دعوة للأطراف المعنية إلى التحرك الفوري لإغلاق مخيمات اللاجئين الصحراوية الجديدة التي أقيمت على الحدود السورية العراقية وتؤوي لاجئين فلسطينيين فروا من الموت في العراق منذ خمس سنوات واصفين هذه المخيمات بأنها تنتهك كرامة وحرمة الشعب الفلسطيني .
وأكد محمد أبو بكر نائب رئيس دائرة شؤون اللاجئين أن دائرة شؤون اللاجئين تقوم بدورها كاملاً في إطار الحدود المتاحة لخدمة قضية اللاجئين والدفاع عن حقوقهم في كافة أماكن تواجدهم ، مشيراً على أن الدائرة تواصل هذا الدور بالتنسيق والتعاون مع كل الأطراف المعنية في ذلك .
وأشار أبو بكر في ورقته التي استعرض فيها أوضاع اللاجئين الفلسطينيين إلى أن النكبة شكلت قمة بؤس وذل في التاريخ الفلسطيني مؤكداً على أنها لا تزال حاضرة وتتكرر مشاهدها باستمرار واللاجئون يعيشون نكبات متكررة في المنافي وفي العراق وفي مخيم نهر البارد في لبنان .
وأضاف أبو بكر قائلاً : " إننا اليوم أمام مشهدين رئيسيين أحداهما يجب أن يكون طبيعياً وهو استمرار التوحد من الموقف حول النكبة في الشتات والوطن في حين وصف المشهد الثاني بالمؤلم والشاذ وهو التشظي والتناحر الفلسطيني حول كل شيء دون النكبة حتى أضحى الواقع الفلسطيني نكبة جديدة .
وتطرق أبو بكر إلى بعض المقولات التي تقول أن إبقاء اللاجئين في ظروف بائسة تأكيد لتمسكهم بحق العودة أما الرخاء فسينسيهم ذلك واصفاً هذه المقولة بالخطأ الكبير .
وقال أن الأونروا تمثل التزاماً سياسياً من المجتمع الدولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين لكنه تطرق إلى تراجع ميزانياتها ، وخدماتها المتزايدة إضافة إلى استهدافها من قبل أطراف عديدة في الغرب بأنها تقف حجر عثرة في طريقها ومنعها من تنفيذ مخططاتها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية .
في حين شدد الباحث فضل أحمد في ورقته التي تقدم بها بعنوان " التداعيات الإنسانية للجوء الفلسطيني " ان معاناة اللاجئين متواصلة ولا يتوقع للجرح الفلسطيني أن يلتئم مؤكداً على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جريمة اللجوء .
وأوضح أحمد أن المعاناة الفلسطينية الإنسانية مركبة داخل وخارج الوطن بسبب النكبة حيث تكدس اللاجئون بداية في مخيمات مؤقتة تفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية منوهاً إلى حصول 34 مذبحة صهيونية ضد الفلسطينيين العزل لترويعهم ودفعهم للهجرة القسرية.
وأشار احمد إلى أن اللاجئين الفلسطينيين تضاعفت أعدادهم سبع مرات ووصل عددهم إلى نحو 4.6 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في المناطق الخمس المعروفة وهي 42% في الأردن و 9% في لبنان و 10% في سوريا و 16% في الضفة و 23% في غزة وأن 75% منهم فقط مسجلون في سجلات الأونروا مبيناً أن عددهم حالياً يصل إلى نحو 6 ملايين لاجئ يمثلون نحو ثلثي الشعب الفلسطيني ويعيشون في أكثر من 150 دولة في العالم.
أما المدير التنفيذي لمركز الناطور للدراسات والأبحاث د. احمد حماد فأوضح في ورقته بعنوان "نهر البارد – نكبة أخرى " انه لا يمكن فصل مخيم نهر البارد عن واقع اللاجئين الفلسطينيين حيث يحرمون من العمل في 70 مهنة ومن ضمنها جمع القمامة .
وأضاف د. حماد أن مساحة الأرض التي تقام عليها المخيمات في لبنان محدودة مشيراً إلى أن مخيم نهر البارد الذي كان يؤوي 30 ألف لاجئ فلسطيني مقام على أرض مساحتها 2 كم فقط .
ومن جهته استعرض الباحث صادق أبو السعود في ورقته التي تقدم بها بعنوان " اللاجئون الفلسطينيون في العراق والتهجير الجديد " وضع اللاجئين الفلسطينيون في العراق ورحلة البحث عن منافي جديدة .
ومن ناحيته قال الباحث سلامة سلامة في ورقته بعنوان " القرار 194 وحق العودة" أن القرار 194 دعا إلى إعادة اللاجئين الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن وتعويضهم عن معاناتهم وخسارتهم .
وأكد سلامة على أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي يرتكز على القرار 194 هو حق أساسي وقانوني شرعي يتماشى مع كافة قرارات الشرعية الدولية التي تؤكده بالكامل .
بدوره تحدث مطر صقر الناطق الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن الوكالة الدولية مبيناً أن التبرعات الدولية لم تتراجع للوكالة لكن الخدمات المقدمة للاجئين هي التي ازدادت بسبب النمو السكاني في المخيمات الفلسطينية إضافة إلى تذبذب اسعار الصرف للدولار منوهاً إلى أن الوكالة خسرت مؤخراً 15 % من قيمة التبرعات بسبب صرف الدولار إضافة إلى ازدياد المنتفعين .
وأشار مطر إلى وجود دوائر عربية ترى أن وكالة الغوث تقف عائقاً أمامها وأن الهجوم عليها مستمر ومع ذلك ما يزال المانحون يتبرعون لها ويجمعون على استمراريتها لكنهم يريدون الاستمرار مع كلفة أقل كما أن بعض الدول المضيفة تطالب بالتخفيف عن كاهلها كاشفاً النقاب عن عزم الوكالة القيام بسلسلة من الفعاليات الترويجية لها في العالم في الذكرى الستين لإنشائها .
الجدير ذكره ان دائرة شؤون اللاجئين أحيت الذكرى الحادية والستين للنكبة بفعاليات مختلفة ومتنوعة في الشتات الفلسطيني شملت توزيع بيانات وملصقات ويافطات داخل تجمعات اللاجئين في كل من لبنان والعراق، وتنظيم لقاءات حوارية وجماهيرية للاجئين في هذه التجمعات.